وجدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، نفسها في موقف لا تحسد عليه، أمام أسئلة جريئة، خلال مقابلة على محطة دويتشه فيله الألمانية، تناولت السياسة الداخلية والخارجية للدوحة، ما أحرج المتحدثة والوزارة التي تنتمي إليها، وتركزت أسئلة المذيع المخضرم تيم سباستيان، على مسألة الإرهاب، وعدم مكافحته بالشكل الكافي من قبل قطر، مفنداً التساهل الشديد، والأحكام التي وصفها بـ”اللطيفة” ضد أشخاص دينوا بدعم الإرهاب وتمويله في قطر، ومدرجين على قائمة العقوبات الدولية. وتناولت المقابلة معالجة قطر لملف مكافحة الإرهاب، والانتخابات التي نص عليها الدستور القطري، والمعاملة السيئة التي يواجهها العمال الأجانب في مراكز الاحتجاز. في حين تمحور قسم كبير من المقابلة حول ليونة قطر في محاسبة الإرهابيين، حاولت الخاطر دفع تلك التهمة عن بلادها، فعمدت إلى إقحام موضوع المقاطعة التي تواجهها من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، في أسلوب وصفه المحاور بأنه “مواجهة الحقائق بتعليقات جانبية”. واتهم المحاور سباستيان، قطر، بأنها تتعامل بتساهل شديد، وعدم اكتراث كبير مع الأشخاص المتهمين بالإرهاب، وساق بعض الحقائق المتعلقة بذلك، وذكر أنه في أبريل من العام الماضي أكد معهد الشرق الأدنى أن لجنة فرعية من مجلس النواب الأميركي معنية بالإرهاب، ذكرت أن الدوحة لا تهتم بمحاكمة المتهمين بتمويل الإرهاب في المحاكم القطرية. وفي كثير من المرات تتحفظ وزارة الخارجية الأميركية بشأن أسلوب قطر في معالجة ملف الإرهاب، وذكر سباستيان أنه في 2009 أكدت رسالة سرية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية، أن قطر تبنت نهجاً سلبياً حيال مكافحة الإرهاب، ولم تتخذ تدابير قوية بشأن مكافحته، وذكر أيضاً أن وزير الخزانة الأميركي السابق، دانيو غليزر، أكد أن قطر لم تتخذ قرارات أساسية بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، وتوجه بحديثه نحو الخاطر قائلاً لها: “إنكم توقعون على قطعة من الورق، ولا تفعلون شيئاً حياله، إنكم تفتقرون إلى الإرادة السياسية للقيام بذلك، إنكم لا تفعلون أي شيء حيالهم”. وتابع: “أنتم تعاملون المتهمين بالإرهاب بتساهل شديد، وعدم اكتراث منقطع النظير، على سبيل المثال إبراهيم البكر، تم إطلاق سراحه من المعتقل بعد أن تعهد بعدم ارتكابه أي أعمال إرهابية داخل قطر، وهو الرجل الذي دبر هجمات على قواعد عسكرية هناك”. وعندما حاولت الخاطر الإجابة رد عليها قائلاً: “إنك تدلين بتعليقات، وليس بحقائق”، ومضى قائلاً إن عبداللطيف الكواري، يخضع تحت المراقبة المنزلية، وهو عقاب وصفه سباستيان بأنه “جميل ومريح” بالنسبة إلى شخص متهم بتسهيل عمليات تمويل قطر لتنظيم القاعدة. وبدت الخاطر متشنجة إلى حد ما، في مواجهة سيل الأسئلة، مشيرة إلى أن بلادها اتخذت خطوات سابقة بشأن هؤلاء الأشخاص، دون أن تذكر ما هي تلك الخطوات. وفي ما يتعلق بتطبيق الديمقراطية في قطر قال سباستيان، إنه في عام 2000 وعدت قطر بتطبيق الممارسات الديمقراطية، كما نص دستور 2003 على أن 30 من بين 45 عضواً من المجلس الاستشاري يترشحون في الانتخابات كل أربع سنوات، لكن تأخر ذلك، على الرغم من أن الدستور القطري ينص على إجراء انتخابات حرة، ولكن بعد 16 عاماً من صياغة هذا الدستور لا نرى جديداً، وتساءل عن السبب. وتحدث سباستيان عن حقوق العمال في قطر، قائلاً: “لقد وعدتم بإجراء تحسينات بشأن حقوق العمال، وحقوق الإنسان، لماذا تأخرتم كثيراً في هذا الشأن”، فيما عزت الخاطر ذلك إلى أن قضية العمال قضية معقدة، وليس هناك تعهد في هذا الشأن بشأن حقوقهم. وتطرق سباستيان إلى مسألة فشل قطر مراراً وتكراراً في تقديم تقارير للأمم المتحدة، حول ادعاءات تعذيب المساجين الأجانب، وعلق على وضع العمال الأجانب بقوله: “معاملتكم للعمال المهاجرين في قطر فيها انتهاك صريح للاتفاقيات الإنسانية، في يونيو الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أن مراكز الإبعاد تعاني قلة الأسرّة والطعام والحمامات، أنتم من أغنى دول العالم، ليس هناك تهوية كافية أو طعام جيد! ألا تخجلون من ذلك؟”، وبررت الخاطر بأن “انتهاكات حقوق الوافدين موجودة في كل الدول”، على حد زعمها.
مشاركة :