الرياض منيرة المشخص أؤيد تسليح القبائل وتدريبهم وشن هجوم واسع للتخلص من صالح المتمردون وافقوا على مخرجات الحوار ثم انقلبوا لأنهم «مسيَّرون» الإيرانيون حاولوا جعل بلدنا منطقة نفوذ لهم لإلحاق الضرر بالمملكة اعتبر عضو لجنة الدفاع والأمن في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، عبدالله بن هذال، أن على الجنود اليمنيين والمسلحين القبليين الموالين للشرعية أن يكونوا في المقدمة في أي عملية برية يمكن أن يطلقها تحالف «عاصفة الحزم»، ووصف وضع الحوثيين على الأرض بأنه «وضع عصفور تلقى صفعة من صقر» فاستفاق من سكرة انتصاراته الوهمية. وتوقع بن هذال، في حوار أجرته معه «الشرق»، ألا يجنح الحوثيون إلى الحوار مع القوى السياسية والقبائل رغم تعرضهم لخسائر عسكرية كبيرة، مشيراً إلى عدم ميل الحوثي إلى الحوار لاعتقاده أنه ينفذ أوامر إلهية بالسيطرة على البلاد والتحكم في الشعب. في الوقت نفسه، دعا بن هذال إلى تسليح القبائل وتدريب أبنائها وشن هجوم واسع للتخلص من علي عبدالله صالح أولاً لأنه أساس نفوذ الحوثي، مع إرسال نداءات لأفراد القوات المسلحة الواقعة تحت سيطرة التمرد للانشقاق والعودة إلى الشرعية، وإلى نص الحوار: في رأيك؛ لماذا أتى رد الحوثيين على «عاصفة الحزم» دون المتوقَّع سواءً من أنصارهم أو حتى مناهضيهم؟ هل خارت قواهم؟ أم إنه صمت متعمد؟ - انتصارات الحوثيين الميدانية قبل بدء «عاصفة الحزم» كانت وهمية وخادعة، الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو من سهَّل للحوثي التمدد من مدينة إلى أخرى، إلى جانب خيانات وقعت في بعض المناطق خصوصاً في عمران وصنعاء، ولمَّا بدأت «عاصفة الحزم» ظهرت الحقيقة ومفادها أن هذه الجماعة ليست قادرة على التحرك المضاد. كيف تقيِّم وضعهم الآن على الأرض؟ - وضع الحوثيين بعد بدء «عاصفة الحزم» كالطائر الذي صفعه صقر، لقد كانوا في سكرة انتصاراتهم وفقدوا الوعي بالواقع ومعطياته، لكن العاصفة صدمتهم وشلَّت قدراتهم. كيف تقيِّم الموقف الإيراني حالياً؟ - لا شك أن إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد أن فوجئت مفاجأة هائلة، وحلفاؤها على الأرض يستميتون لتحقيق تقدم ميداني في محافظات عدن ومأرب وشبوة والضالع وفرض أمر واقع يمنع وجود أرض تقف الشرعية عليها، بالتزامن يتحدث الحوثيون والإيرانيون عن «حل سياسي» و«تفاوض» و«طاولة مفاوضات»، المطلوب ألا تتوقف العمليات حتى يتحرر اليمن من الاحتلال الإيراني. لنعد إلى الخلف قليلاً؛ هل تعتقد أن الحوار كان سيجدي معهم قبل بدء الضربات؟ - إطلاقاً، لقد اعتقدوا أنهم يملكون القوة وحدهم ويفرضون الشروط، التجربة تقول إنهم نكثوا بكافة الاتفاقات المبرمة معهم واحتكموا دائماً لمنطق القوة. وبصفتي عضواً في مؤتمر الحوار الوطني؛ أقول إننا تحاورنا لمدة 10 أشهر، وضم الحوار جميع المكونات السياسية وتوافقنا على وثيقة صادقت عليها الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية للحل في اليمن، حتى الحوثي وافق على وثيقة مخرجات الحوار لكنه انقلب على كل شيء لأنه مسيَّر وليس مخيَّراً، وأعتقد أنه قَبِلَ بالحوار في البداية لأنه كان ضعيفاً وحاول كسب الوقت. وماذا عن مرحلة ما بعد الضربة؟ هل تتوقع استسلامهم وانضمامهم إلى الحوار السياسي؟ - لا أعتقد أنهم سيجنحون إلى السلم والحوار مع القوى السياسية والقبائل، الحوثي يعتقد أنه ينفذ أمراً إلهياً بالسيطرة على الوطن والشعب، إنه يرى كل من لا يؤمن بولايته منافقاً، وأنا أصفه بعدو الله والإنسانية. هل بات اليمنيون على قناعة بأنه أداة لتنفيذ مشروع إيراني في المنطقة؟ - نعم، أدركوا أن لإيران مطامع في اليمن، الإيرانيون حاولوا جعل بلدنا منطقة نفوذ لهم لإلحاق الضرر بالسعودية، هم لا يهتمون بمصالح الشعب اليمني بقدر ما يعنيهم اكتساب ورقة ضغط على الخليج العربي وتحسين شروط تفاوضهم مع المجتمع الدولي. لكن لماذا التزم اليمنيون الصمت إزاء الدعم الذي تلقاه الحوثيون من علي عبدالله صالح؟ - سبب الصمت هو الارتباك، الشعب ارتبك من موقف السلطات حينما دخل الحوثيون عمران وصنعاء، الحكومة صمتت في البداية إزاء هذا التمدد، وهناك من صوَّر لنا الأمر على أنه معركة بين الحوثيين والإصلاح «إسلام سياسي» وأنه لا علاقة للدولة بها، وتطورت الأمور حتى بات الرئيس هادي وأعضاء حكومته قيد الإقامة الجبرية بمساندة صالح، حينها اعتبر اليمنيون أن ما جرى كان انقلاباً على الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني. لا يزال الحوثيون يستخدمون السكان دروعاً بشريةَ ويتحصنون بين المدنيين، كيف يمكن إرباكهم وإخراجهم من مخابئهم؟ - هناك أحد حلَّين، إما بدء زحف بري يكون العسكريون والمسلحون القبليون الموالون للشرعية في مقدمته، أو المناشدة اليومية للسكان بأن يغادروا الأماكن التي يتمركز الحوثيون على مقربة منها، المشكلة أن الاحتماء بالمدنيين هي الوسيلة الوحيدة أمام المتمردين لحماية أنفسهم، وأنا علِمتُ أنهم يتعمدون قصف مواقع للمدنيين ومؤسسات حكومية ثم تحميل «عاصفة الحزم» المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بهذه المواقع، إنها محاولة مكشوفة للتشويه أمام الرأي العام داخل وخارج اليمن. وماذا عن دور القبائل؟ - أنا مع تسليح القبائل وتدريبهم، ومع شن هجوم واسع للتخلص من علي صالح أولاً لأنه أساس نفوذ الحوثي، وفي حال تم التخلص من صالح فإن قوة الحوثي ستتراجع بشكل كبير، وأقترح أن يتم إرسال نداءات للقوات المسلحة للانشقاق عن التمرد ومحاولة محاصرة المعسكرات وإجبارها على العودة للشرعية وتغيير قياداتها. تحدثت عن محاولات التشويه؛ ماذا عن دور الإعلام في هذه العملية؟ - هناك حاجة ماسة لتطوير منظومة عمل إعلامي عربي يوضِّح الحقائق للرأي العام ويبيِّن خطورة المد الإيراني على العرب والمسلمين، أعتقد أن على جميع الصحفيين والكتاب تبني هذا النهج، أما من يطالب بضرب المحطات الإعلامية التابعة للحوثي؛ فأنا أرى أن ذلك ستكون له نتائج عكسية. كيف تنظر إلى إقرار مبدأ إنشاء قوة عربية مشتركة؟ - لا يمكن الحديث عنها دون الإشارة إلى «عاصفة الحزم»، العاصفة كانت مدهشة في دقة إصابتها للأهداف، ودفعت الناس إلى المراهنة على نجاح القوة العربية المشتركة للتصدي للمخاطر التي تشكلها إيران على المنطقة، وأنا أرى أن لقيادة المملكة وخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الدور الأكبر في مراهنة العرب على نجاح هذه القوة المشتركة.
مشاركة :