أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الحلول الخاصة بالوضع الحالي في السودان يجب أن تكون سودانية خالصة، مشددا على أنه يجب التوصل إليها في إطار وطني خالص، بعيدًا عن التدخلات أو الإملاءات الخارجية، وبشكل يحترم استقلال وسيادة السودان وتطلعات كل أطياف شعبه ومكوناته. وأوضح “أبو الغيط”، في بيان أصدرته الجامعة، اليوم الأحد، أن الجامعة تقف مع جميع أهل السودان بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم وستكون مرافقة لهم لعبور تحديات المرحلة الراهنة، وتشجيعهم على مواصلة الحوار والعودة إلى مائدة التفاوض وعدم الجنوح عن المنهج السلمي للتوصل إلى توافق وطني عريض يعلي مصلحة الدولة ويلبي تطلعات أبنائها للوصول بالبلاد إلى بر الأمان. وشدد على حرص الجامعة على مواصلة جهودها وتفاعلها مع المجلس العسكري الانتقالي وكل الأطراف في السودان، ومع كل القوى والمنظمات الدولية والإقليمية الشريكة لها والحريصة على استقرار السودان والملتزمة بمساندة عملية الانتقال السلمية والتوافقية للسلطة المدنية في البلاد. وأعلن أبو الغيط أن الجامعة سيكون لها حضور منتظم في الخرطوم لمتابعة مجمل هذه الاتصالات وتنسيق الجهد الذي ستقوم به في المرحلة المقبلة مع كافة الأطراف المعنية. ولفت إلى أن الجامعة كانت وستظل ملتزمة بتقديم كافة أشكال العون والمساندة للسودان، تأسيسًا على المقررات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الجامعة على مستوى القمة، بما في ذلك في سبيل تطبيع علاقات السودان مع مؤسسات التمويل الدولية وإعفائه من ديونه الخارجية، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتفعيل الآلية المشتركة بين الجامعة وحكومة السودان لمتابعة وتنفيذ المشروعات الإنسانية والإنمائية العربية في دارفور ومختلف أرجاء البلاد، والتحضير لتنظيم وعقد مؤتمر عربي جامع لإعادة الإعمار والتنمية في السودان. وأعرب أبو الغيط في هذا الصدد مجددًا عن أسفه العميق للأحداث التي وقعت في ساحات الاعتصام بالخرطوم يوم 3 يونيو الجاري، وترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا جراء أعمال العنف، داعيا إلى استكمال التحقيق حول هذه الأحداث بهدف الكشف عن ملابساتها والمسئولين عنها. وأوضح أبو الغيط، خلال لقاءاته في السودان، أن الجامعة العربية، إذ تابعت وواكبت تطورات الوضع في السودان منذ بدء المظاهرات والاعتصامات، كانت تكتفي بالتعبير عن مواقفها الداعمة عمومًا لتطلعات الشعب السوداني من خلال البيانات الصحفية؛ وأن الزيارة التي يقوم بها، وما سبقها من اتصالات من وفد الأمانة العامة، إنما تأتي في إطار استمرار الوضع وتأزمه على نحو فتح الباب أمام التدخلات والوساطات ومحاولات التأثير على مسار الأمور، وهو ما كان يستدعي ألا تغيب الجامعة العربية عن المشهد بل أن تكون حاضرة وبقوة لمساعدة أهل السودان على تجاوز الصعوبات الراهنة أسوة بما سبق أن حدث في محطات مفصلية أخرى خلال السنوات الماضية. وأضاف الأمين العام، أنه حرص على الاستماع إلى كل الآراء والتوقعات التي عبرت عنها الأطراف في السودان بشأن الدور والإسهام الذي يمكن أن تقدمه الجامعة لدعم مسار الانتقال السياسي السلمي، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، واستعادة جسور الثقة فيما بينها، بما يهيئ الأجواء للتوصل إلى اتفاق وطني عريض حول ترتيبات المرحلة الانتقالية المنشودة وهياكلها وإطارها الزمني، وإتمامها بشكل سلمي وتوافقي ومنظم ومنضبط وسلس، للوصول إلى مرحلة إجراء الانتخابات التي تتوج عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد. وناشد الأمين العام وسائل ومنصات الإعلام السودانية والعربية بالارتكاز على خطاب يشجع ويدعم الحوار والتوافق بين مكونات الشعب السوداني ويتجنب إثارة الفرقة والفتنة والخلاف فيما بينها وبما يوفر بيئة إعلامية حاضنة لعملية الانتقال السياسي السلمي في البلاد. وكان أبو الغيط التقى خلال الزيارة مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، كما التقى عددًا من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير، ورئيس حزب الأمة القومي د. الصادق المهدي، وممثلي الحزب الاتحادي الديمقراطي، والحركات السياسية والمدنية السودانية. ونوه البيان إلى أن أبو الغيط قد أوفد وفدًا رفيع المستوى من الأمانة العامة للجامعة، والذي وصل للخرطوم يوم الخميس الماضي برئاسة السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد للشئون العربية والأمن القومي، وأجرى عددًا من اللقاءات التمهيدية مع المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية السودانية، ومبعوث الاتحاد الأفريقي، وممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة بالخرطوم. وأوضح البيان أن هذه الزيارة تأتي في سياق الالتزام الكامل لجامعة الدول العربية بمساندة السودان والوقوف معه ومع شعبه في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به، وانطلاقًا من حرص الجامعة الأصيل والثابت على أمن واستقرار السودان وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، ودور السودان العروبي الفاعل في الجامعة وفي منظومة العمل العربي المشترك.
مشاركة :