بيروت: فيفيان حداد لن يحتفل لبنان، كعادته، بعيد الأضحى هذه السنة. فلأول مرّة تغيب عن معظم مناطقه، مظاهر الزينة والحفلات الغنائية كما الإعلانات التلفزيونية المروّجة لها. فالأوضاع السياسية غير المستقرّة في لبنان والبلدان المجاورة له ولا سيما في سوريا، إضافة إلى وجود النازحين السوريين على أراضيه، جمّدت مظاهر العيد وأي أشكال للبهرجة والبريق اللذين يرافقانه عادة. وتقتصر الحفلات الغنائية على بعض منها، فتكون أهلية بمحليّة نظّمت من قبل مطربها شخصيا كالتي سيحييها معين شريف في مربع الإطلال بلازا ويشاركه فيها الفنانة نايا. وإما خاصة كالتي سيقوم بها فارس كرم بالمناسبة في أحد منازل رجال الأعمال المعروفين في لبنان، لن يحضرها سوى المدعوين الذين اختارهم صاحب الدعوة. ولن يكون الحال مختلفا بالنسبة لراغب علامة الذي سيحيي حفلتين غنائيتين خاصتين أيضا، إحداهما في مراكش والثانية في باريس احتفاء بالعيد. كذلك الأمر بالنسبة لعاصي الحلاني الذي سيغيب أيضا عن بيروت في المناسبة ويتحضّر لإحياء حفلة في الثاني من الشهر المقبل في افتتاح (الفورمولا وان) في إمارة أبوظبي. ويؤكد محمود موسى المنتج المنفّذ لعدد من أعمال الفنانين في لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن غياب مظاهر العيد والحفلات الغنائية بالذات كان بديهيا في ظلّ الأحوال السياسية والميدانية المضطربة في العالم العربي وفي الأخص في لبنان وسوريا ومصر. وأشار بأن أسعار بطاقات الحفلات لا يمكن أن تتحملها جيب المواطن العادي الذي يعيش حالة لا استقرار اجتماعية وسياسية فيها. هذا النوع من الحفلات غاب أيضا عن دول عربية تعيش الاستقرار الأمني والاجتماعي كإمارة دبي والتي سيقتصر فيها إحياء العيد على حفلات قليلة بينها تلك التي سيحييها مطرب العرب محمد عبده وأخرى لرابح صقر. وفي ظلّ هذا الجمود الفنّي على الساحة اللبنانية فقد اختارت شريحة من اللبنانيين القيام برحلات سياحية داخل لبنان أو خارجه بعدما كثّف أصحاب وكالات السفر الإعلانات والعروض التي تروّج لسياحة مماثلة وبأسعار مقبولة. ويؤكد سليم أبو زيد صاحب إحدى هذه الوكالات في بيروت أن العروض التي اتبعها وغالبية زملائه أدرج فيها مبدأ التقسيط المريح لسدّ كلفة الرحلات الخارجية والتي اختارت تركيا أو شرم الشيخ أو بعض دول أوروبا الشرقية وجهة لها. وأضاف: «لا تقلّ كلفة أي رحلة عن 1000 دولار وهو مبلغ لا يستهان به بالنسبة للشباب العامل والذي يرتكز أجره على مدخول شهري لا يتغيّر طيلة السنة». اللبنانيون ورغم كل شيء لم يشاءوا تغيير عاداتهم. فأصروا على الاحتفال بالعيد بتقاليده وعاداته وأقبلوا على شراء الخراف لذبحها كأضحية تقدّم لحومها على مائدة العيد، ويوزّع قسم منها على المحتاجين والفقراء. ورأى الجزّار منيف أن شريحة من اللبنانيين ما زالت تقبل على هذه العادة وتتكلّف ما فوق المائتي دولار ثمن الخروف من أجل الحفاظ على هذا التقليد في العيد. بينما أشارت إحدى الزبائن التي التقيناها في محلّه، أنها وصديقاتها بتن يعتمدن أسلوبا آخر لمساعدة المعوزين في هذه المناسبة، فيقدمن على التبرّع بسعر الخروف إلى أحد دور العجزة أو الأيتام دون شرائه لمجرّد تطبيق معنى العيد على طريقتهم. أما محلات الشوكولا وبيع معمول العيد فشهدت حركة ملحوظة قبيل وصول العيد بأسابيع. وتقول نهى الخطيب إحدى مسؤولات البيع في محلات (باتشي) في منطقة فردان لـ«الشرق الأوسط» إن الزبائن بدأوا يتوافدون إلى المحلّ منذ فترة، وإن جديد هذا الموسم هو إقبال بعض المؤسسات والشركات الخاصة على شراء هدايا العيد المنسّقة ضمن لفائف ورق السيلوفان أو علب الكارتون والخشب الملوّنة لتوزيعها على عملائها وزبائنها في المناسبة، وإن هذه العادة كانت تقتصر في الماضي على مناسبات أعياد الميلاد ورأس السنة. ولم تشأ شركة «سوليدير» من ناحيتها أن تغيّر من عاداتها في هذه المناسبة. فقد أعلنت عن تنظيم مهرجان عيد الأضحى في أسواق بيروت تقيمه جمعية «الإرشاد والإصلاح الخيرية والإسلامية» تحت عنوان (ربّ اجعل هذا بلدا آمنا) ابتداء من 17 إلى 20 الشهر الحالي. يتضمن المهرجان ألعابا تنافسية وترفيهية إضافة إلى زاوية علمية لمركز (غدي) الاجتماعي وزاوية المهندس الصغير وعروض (ميني استوديو) وزاوية فنون ورسم (glow to grow) وعرض لمسرحية (حكايتي مع سمر) وزاوية المأكولات وأخرى لهدايا الأطفال الرابحين. والمعروف أن هذا المهرجان يستقطب سنويا 5000 زائر ويشرف على تنظيمه نحو 120 متطوعا من الجمعية التي تنظمه بالتعاون مع شركة «سوليدير».
مشاركة :