الغوص.. مهارة في الأعماق ابتكرها الآشوريون

  • 6/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: الخليج قدّم العالم العام الماضي واحدة من أندر صور التضامن عند وقوع الكوارث الإنسانية، بعدما تطوع مئات الغواصين للمساهمة في إنقاذ «فتية الكهف»، وهم أطفال أعضاء في فريق كرة قدم، تقطعت بهم الأسباب داخل أحد الكهوف النائية غربي تايلاند، وشكلت عملية إنقاذهم «ملحمة» تابعها وتعاطف معها الملايين، كما ألقت الضوء على أحد أندر أنواع الغوص الذي يعتقد كثيرون أنه يُمارس لأغراض ترفيهية في أعماق البحار الواسعة والمحيطات الشاسعة، لتكشف عن أنواع أخرى معقدة تتعدى كونه رياضة، لتتنوع مهامه بين العلمية والعسكرية، وحتى انتشال حطام السفن الغارقة، وتصوير الأفلام الوثائقية. ويمكن العثور على أقدم أثر للغوص تاريخياً على الجداريات الأثرية للحضارة الآشورية، والتي تظهر جنوداً يعبرون النهر باستخدام عوامات منتفخة صنعت من جلد الماعز. كما رصدت النقوش الرومانية والإغريقية حالات لرجال يسبحون ويغوصون خلال احتدام المعارك الحربية عن طريق حبس الأنفاس، أو بمساعدة سيقان نباتات مجوفة لمساعدتهم على التنفس من أعلى سطح الماء. وقبل حوالي 3300، استخدم الجنود الفرس نظارات غوص تحت الماء لها نوافذ صنعت طبقتها الخارجية من أصداف السلاحف بعد صقلها جيداً. وفي عصر النهضة، كان ليوناردو دافنشي في القرن الخامس عشر أول من قدم تصوراً لأسطوانات الهواء المستخدمة في التنفس تحت الماء، وكتب عن أنظمة أخرى كان يستخدمها القراصنة المحترفون لإغراق السفن. وعلى حين كانت الأغراض العسكرية هي البدايات الأولى للغوص، إلا أنها سرعان ما تنوعت بعد زيادة الاعتماد على الغواصين لأغراض تجارية بعد اكتشاف القيمة الاقتصادية للإسفنج، ومن بعده اللؤلؤ، وتوسعت، لتشمل مجالات مختلفة في عالم اليوم منها الغوص لرؤية الحطام، والغوص الليلي، وغوص الشعاب المرجانية، والغوص في المياه المتجمدة، وغيرها. وتتركز مهام الغوص الاحترافي في الفرق العسكرية مثل الضفادع البشرية التي تلعب أدواراً مختلفة في الحروب، وفي القتال المباشر، أو التسلل وراء خطوط العدو، وزراعة الألغام، أو التخلص منها، إضافة إلى مهام العمليات الهندسية في أعماق المحيطات، وعمليات تأمين الموانئ والقطع البحرية. كما زاد الاعتماد على الغواصين المهرة ضمن قوات الشرطة المشاركين في عمليات انتشال الغرقى في الحوادث النهرية أو البحرية. أما أندر التخصصات التي يعمل بها الغواصون المحترفون فهي صناعة الأفلام الوثائقية للعالم الغامض الممتد وسط ظلام دامس في الأعماق السحيقة بالمحيطات، وتخدم هذه الأفلام عدة علوم منها الأحياء البحرية، والجيولوجيا، والمحيطات، والآثار البحرية.

مشاركة :