يتسارع محبو التاريخ وحكاياته، لمعرفة قصة مسجد يقع فى شارع باب البحر المتفرع من شارع كلوت بك من ميدان رمسيس، وهي القصة التي أخبرنا بها الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار بجامعة المنصورة.قال عبد اللطيف لصدي البلد:كانت منطقة باب البحر عند الفتح الإسلامى لمصر سنة 21 هـ/ 642 م قرية واقعة على شاطئ النيل الشرقى،وكانت هذه القرية تسمى بأم دنين ويحدها النيل غربا والخليج شرقا،مما جعلها تتمتع بطبيعة ساحرة وانتشار الأشجار والبساتين بها.أما شارع كلوت بك فقد ذكره على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية بقوله أن أوله يبدأ من قنطرة الليمون وآخره شارع وش البركة وطوله ثمانمائة وخمسون مترًا ، وقد سمى هذا الشارع باسم كلوت بك ناظر مدرسة الطب ومفتش عموم الصحة وهو فرنسى الأصل ويعتبر رائدًا للطب المصرى الحديث وقد ولد عام 1793م وتوفى عام 1868م. أما المسجد فهو على الفرا وكان فى أصله زاوية صغيرة تعرف باسم زاوية الأبناسى،نسبة إلى منشئها الشيخ إبراهيم الإبناسى الشافعى الذى ولد عام 725 هـ/ 1324م ، وقدم إلى القاهرة من إبناس إحدى قرى المنوفية وتبعد 12 كم شمال مدينة بنها.وقد برع فى الفقه واشتهر بالخير والصلاح واشتغل بالفتوى،كما درس بالجامع الأزهر وتولى مشيخة خانقاه سعيد السعداء ، ورفض تولى منصب القضاء بديار مصر وقد توفى بالمويلح عام 802 هـ/ 1399م فى طريق عودته من الحجاز،ودفن فى عيون القصب بقبة أمير الحاج بهادر الجمالى الناصرى.وقال:ثم بعد ذلك تطورت زاوية الإبناسى وأصبحت مسجدًا فى القرن 10 هـ/ 16م ، حتى أصبح من المساجد التى تلقى فيها الدروس العلمية ومن أبرز علمائها الشيخ على الفرا المتوفى عام 1000 هـ/ 1591م ، وهو الذى نسب إلى اسمه المسجد الحالى.وأضاف:وقد كان مدرسًا فى جامع الحاكم بأمر الله ، وكان فى بادئ الأمر يحترف صناعة الفراء بسوق الفرائين بالمقس ثم حفظ القرآن الكريم وجوده واشتغل بعلم القراءات مع تكسبه من صناعته فراج أمره وأصلح هذا المسجد وأقام به. والمسجد الحالى تم تجديده فى عام 1319 هـ/ 1901م وهو عبارة عن درقاعة وإيوانين ، أحدهما إيوان القبلة والآخر الإيوان المواجه له والذى أحدث به الشيخ على الفرا قبره.