كشف الصحفي الاستقصائي اليوناني يانيس بابولياس عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لافتعال حرب مع قبرص بهدف تشتيت الجميع عن المشاكل المتزايدة التي يواجهها والتي تركته في موقف ضعيف محلياً أمام مواطنيه خاصة بعد نتائج انتخابات إسطنبول، وجعلته عدائياً تجاه جيرانه في المنطقة المتوسطية. وأوضح بابولياس في مقاله في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن تأجيج التوترات مع اليونان وقبرص ليس جديداً على استراتيجية السياسة الخارجية التركية، لكن أنقرة تجاوزت حديثاً الخطاب كما يتضح من خططها لاستغلال مصادر الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط والتي تعتبر على نطاق واسع ملكاً لجزيرة قبرص. وعارضت تركيا بشدة الأنشطة اليونانية والقبرصية في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تطالب بها الإدارة القبرصية اليونانية. وتجادل أنقرة بأن القبارصة اليونانيين ينتهكون الجرف القاري التركي وأن استغلال موارد الطاقة في جميع أنحاء الجزيرة سيكون بمثابة انتهاك لحقوق القبارصة الأتراك، الذين سيطروا على شمال قبرص منذ تقسيم الجزيرة في عام 1974. وكتب بابولياس «تركيا لم تسمح أبداً لقبرص بالاستفادة من احتياطيات الغاز الطبيعي في مياهها دون مواجهة من نوع ما»، لكن أنقرة تقوم الآن بإثارة تساؤل بطريقة ممنهجة حول الوضع الراهن في منطقتي بحر إيجة وشرق المتوسط، نقلاً عن ألكسيس بابشيلاس، أحد الصحفيين البارزين في اليونان. وأشار إلى أن مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني، أعربت بالفعل عن قلقها بشأن خطط تركيا في شرق البحر المتوسط ودعت البلاد إلى ضبط النفس، مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن يكون هذا كافياً لردع الرئيس التركي. وقال بابولياس إن خريطة الطريق التي يتبعها أردوغان هي من صنعه. وفي الرد على استفزازاته، يتعين على أوروبا الآن أن تتبع نهجاً متوازناً ولكنه حازم، لا يترك مجالاً للشك في أن قبرص واليونان لديهما حلفاء، وهذا سيكون له أثر كبير لردع محاولات التصعيد أكثر من أي محاولة لاسترضاء أردوغان المضطرب.