ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن حلفاء الولايات المتحدة تلقوا اتهاماتها لإيران بالتورط في هجمات ضد ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي بريبة وحذر شديدين.وأشارت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين - إلى أن التوترات بين إيران والولايات المتحدة استمرت حتى نهاية الأسبوع حيث اتهم الرئيس دونالد ترامب ومساعدوه النظام في طهران بشن هجمات على ناقلتين للنفط في خليج عمان مستندين إلى أدلة مرئية تُظهر الحرس الثوري الإيراني وهو يقوم بإزالة لغم لم ينفجر بإحدى السفينتين بعد ساعات من الهجوم.وقال ترامب: "إن الأمر ربما يكون مكتوبا بشكل أساسي في إيران" فيما أعلن وزير الخارجية مايك بومبو يوم أمس أن مسؤولية إيران في هذه الهجمات "لا لبس فيها"..مناشدا العالم بضرورة الاتحاد ضد هذا التهديد القادم من إيران بينما طرحت زمرة من صقور واشنطن البارزين في الكونجرس وبين أروقة كبريات الصحف الإخبارية إمكانية توجيه ضربات عسكرية انتقامية ضد أهداف بحرية إيرانية، وهو السيناريو الذي من المفترض أن يتوق ترامب إلى تجنبه.وأبرزت الصحيفة أن إيران نفت من جانبها أي تورط في الهجوم..لافتة إلى أن الوضع في الشرق الأوسط سوف يستحوذ على جلسة صباحية من المقرر أن تُعقد بمجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم.وقالت : "إنه على الرغم من اليقين والغضب اللذين أبدتهما إدارة ترامب جراء تصرفات إيران ، إلا أن الاستجابة الدولية لهذه التطورات باستثناء حفنة من الدول كانت صامتة إلى حد كبير"..حسب قول الصحيفة.فمن جانبه..قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للصحفيين: "إن الفيديو ليس كافيا.. نحن يمكننا أن نفهم ما يتم عرضه، بالتأكيد، ولكن لإجراء تقييم نهائي، هذا لا يكفي بالنسبة لي"..وذلك في إشارة إلى الفيديو الذي عرضته واشنطن لقوات الحرس الثوري الإيرانية وهي تُزيل لغم لم ينفجر من إحدى السفينتين.وتابعت "واشنطن بوست" : إن المالك الياباني لإحدى الناقلات التي قُصفت في الهجمات ادعى أن سفينته أصيبت "بجسم طائر" - وليس بلغم كما تدعي إدارة ترامب فيما أعلن مصدر مقرب من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي ذهب إلى طهران الأسبوع الماضي وحاول بدء وساطة غير ناجحة بين ترامب والنظام الإيراني، أن ما قدمه الأمريكيون كدليل لا يرقى إلى اعتباره "دليلا قاطعا" على أن إيران هي المسئولة.واعتبرت الصحيفة أن نمط سلوك إدارة ترامب في اتهاماتها لإيران يوفر أسبابًا فعلية للشك حيث قوض البيت الأبيض في السابق علنًا وتجاهل تقييمات مجتمع الاستخبارات الأمريكي في الماضي - وأبرزها الاستنتاجات المحيطة بقضايا مثل التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.من جانبه..يقول مايكل ماكفول السفير الأمريكي السابق لدى روسيا:" إن ترامب رفض بشكل صارخ العام الماضي في هلسنكي تقييمات مجتمع الاستخبارات بشأن التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 ... فلماذا يجب أن يصدق أي أحد ما يقوله فريق ترامب الآن عن إيران؟!".وأشارت إلى أن انعدام الثقة في هذا الموضوع امتدت في الجهة الثانية من المحيط فبشكل خاص وغير معلن .. أعرب مسؤولون أوروبيون عن رأيهم في أن حالة التوترات الحالية هي نتيجة مباشرة لفرض الولايات المتحدة عقوبات كبيرة على إيران بعد انسحابها من جانب واحد من الاتفاق النووي لعام 2015 - وهي خطوة يضغط عليها المسئولون البريطانيون والفرنسيون والألمان بشدة.ويجادل المسئولون الأمريكيون بأن حملة "الضغط الأقصى" التي قام بها ترامب ضد إيران تضغط على النظام وقد تضطر طهران إلى تقديم المزيد من التنازلات، بما في ذلك كبح أنشطتها الأوسع في الشرق الأوسط، مقارنة بما فعلت بالاتفاق النووي لعام 2015.
مشاركة :