فى إطار إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، استضافة مصر للمؤتمر الإسلامي الوزاري للمرأة في 2020، استضافت مصر اليوم فعاليات الاجتماع الوزاري التشاوري غير الرسمي بشأن تمكين المرأة من خلال المنظور الإسلامي، بحضور وزيرات المرأة ونخبة من الخبراء والخبيرات بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والسفراء، وممثلو هيئة الأمم المتحدة للمرأة.وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للاجتماع والذى ترأسته بوركينا فاسو حضور الوزيرة هيلين مارى لورنس وزيرة المرأة والتضامن الوطنى والأسرة، بوركينافاسو.. رئيسة المؤتمر الوزاري السابع للمرأة،و السفير أحمد ايهاب جمال الدين، مساعد وزير الخارجية المصري لحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية والاجتماعية الدولية، والسفير هشام يوسف الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، والسيد محمد ناصري، مدير المكتب الإقليمي لآسيا والباسيفيك، هيئة الأمم المتحدة للمرأة.وأشارت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة في كلمتها إلى إعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، استضافة مصر للمؤتمر الإسلامي الوزاري للمرأة في 2020، وأكد فى كلمته خلال القمة الإسلامية الـ 14 لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في المملكة العربية السعودية، حرص مصر على التفاعل مع آليات المنظمة ومواكبة التحديات في عصرنا، وحرص مصر على استضافة مقر منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وأعرب عن تطلعه أن تمثل المنظمة نافذة لتعزيز دور المرأة في العالم الإسلامي.وأضافت أن المرأة المصرية حصلت فى السنوات القليلة الماضية على عددا كبيرًا من المكتسبات التى طالما كانت حلما بعيد المنال، ابرزها دستور مصر لعام 2014 وما اشتمل عليه من أكثر من 20 مادة دستورية تضمن حقوق المرأة في جميع مجالات الحياة.. ثم جاء أعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2017 "عامًا للمرأة المصرية" ليكون سابقة تاريخية لم تشهدها مصر من قبل،مؤكدة أن مصر تولي أهتماما كبيرًا بالمرأة كونها الفاعل الرئيسي في عملية التنمية؛ حيث أنها الهدف المنشود الوارد في الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، التى أقرها رئيس جمهورية مصر العربية.وعرضت الدكتورة مايا مرسى جهود مصر فى عددا من القضايا الهامة التى تشكل اهتمام اجتماع اليوم، وهى دور المرأة فى مكافحة التطرف، وفي صنع القرار، وحماية المرأة من كافة أوجه العنف، لافته إلى أعلان مصر البدء في إعداد الخطة الوطنية المصرية الأولى من أجل تعزيز دور المرأة في صنع وحفظ وبناء السلام بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة تنفيذًا لقرار مجلس الأمن 1325 الصادر عام 2000.وشددت رئيسة المجلس على أن إحراز أي تقدم في مجال تمكين المرأة في ظل التحديات والضغوط المتزايدة على كافة الأصعدة وتشابك الملفات يتطلب تقاسم المسئوليات والعمل بشكل جماعي لتحقيق ثمار التمكين على المستوي الوطني والأقليمي والدولي، لافتة إلى عدد من الأمنيات للمرأة في دولنا ومن أهمها الوصول إلى العدالة والمساواة فى جميع المجالات، والوصول إلى مواقع القيادة، والحماية من جميع أشكال العنف والتمييز، وأن لا تتخلف أى فتاه أو سيده عن ركب المشاركة فى تنمية مجتمعاتنا، واستلهمت صفات من حملة التاء المربوطه.. سر قوتك التى أطلقها المجلس القومي للمرأة وتعتبر أكبر حملة لتمكين المرأة المصرية والتى تحث المرأة أن تكون المرأة قائدة.. ملهمة.. قوية.. وإيجابية وشجاعة وقادرة طموحة محبة مخلصة وغيرها من الصفات المتأصلة فى وجدان المرأة والتى تعتبر سر قوتها ونقطة انطلاقها نحو المشاركه بفاعلية في بناء مستقبل أوطانها.وفى ختام كلمتها عبرت عن تمنياتها أن يخرج اجتماع اليوم بعدد من التوصيات الهامة لطرحها خلال الاجتماع القادم، متمنية تشريف جميع الوزراء والوزيرات فى الاجتماع الوزاري الذى تنظمة مصر العام القادم.وفى كلمة السفير أحمد إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الاجتماعية والإنسانية أكد أن اجتماع اليوم التشاورى، يمثل فرصة مواتية، لتحقيق المزيد من التواصل الموضوعى بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامى، بحيث لا يكون لقائهم مرة كل سنتين، ولكى يتم مناقشة وتبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من القضايا الهامة على اجندة بلادنا وكذا على الاجندة الدولية، الا وهي: دور المرأة في مكافحة التطرف، ودور المرأة في مجال اتخاذ القرار، وحماية المرأة من جميع أشكال العنف؛ والتمكين الاقتصادي للمرأة والشمول المالي.وأكد السفير أحمد إيهاب أن الوضع الحالي حول العالم يشير إلى الحاجة الملحة إلى اتباع نهج شامل متعدد الأبعاد لمعالجة قضايا الإرهاب، وينبغي أن يكون للمرأة دور نشط ورئيسي تؤديه في إطار هذا النهج، حيث تمثل المرأة الوعاء الذي يحمل القيم الثقافية والاجتماعية والدينية للمجتمعات. وهي في وضع فريد يمكنها من نقل هذه القيم إلى الأجيال القادمة. فالمرأة يمكن أن تكون مانعًا قويًا وتشارك في جهود تشكيل وتنفيذ سياسات وبرامج للتخفيف من أثر الإرهاب والتطرف. وبدون انخراط المرأة النشط، ستصبح المجتمعات غير مستقرة.واكد أن المشاركة السياسية للمرأة هي أمر أساسي لتحقيق الحكم الديمقراطي في المجتمعات. ومع ذلك، لا تزال المرأة تكافح لتحقيق التمثيل المتساوي في مناصب السلطة والقيادة، سواء في مجالس إدارات الشركات أو المناصب القيادية في الحكومات.واوضح السفير احمد ايهاب ان العنف ضد النساء والفتيات يمثل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، يتراوح تأثيره بين عواقب جسدية ونفسية متعددة للنساء والفتيات، ويمنع العنف المرأة من المشاركة الكاملة في المجتمع، وليس للعنف عواقب سلبية على النساء فحسب، بل على أسرهن والمجتمع ككل.وأشار إلى أن عقود من الجهود المتواصلة وضعت هدف القضاء على العنف ضد المرأة على رأس الأولويات الدولية والاقليمية والوطنية، بما في ذلك اعتماد الكثير من الدول حول العالم، بما فيها عدد من دولنا الإسلامية، قوانين لمكافحة العنف المنزلي والاعتداء الجنسي وغيرها من أشكال العنف. إلا أن تلك الجهود مازالت غير كافية، حيث لا تزال هناك تحديات في تنفيذ هذه القوانين، مما يحد من وصول النساء والفتيات إلى العدالة،.كما أشار إلى أنه يعتبر الوصول إلى الخدمات المالية أمر محورى لتحقيق التمكين الاقتصادي والتنمية المحلية. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت لزيادة وصول المرأة إلى المنتجات والخدمات المالية، تشير الدراسات المختلفة إلى أن الشمول المالي الكامل للمرأة لم يحدث بعد. فلا تزال أكثر من مليار امرأة مستبعدة من الخدمات المالية الرسمية.وفي كلمتها هيلين ماري لورانس وزيرة المرأة والتضامن الوطني والأسرة البوركينية تحية رئيس دولة بوركينافاسو والحكومة البوركينية للمشاركين، متوجهة بالشكر للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي علي وضع الثقة في دولة بوركينا عندما اعطوا رئاسة الدورة الحالية لمؤتمر وزراء المراة في الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.وأعربت عن خالص شكرها لمصر علي موافقتها استضافة هذا الاجتماع الهامة، لمناقشة عملية تمكين المراة، مشيرة ان منظمة التعاون الاسلامي منذ زمن بعيد تهتم وتثمن راس المال الانساني وخاصة المراة للدور الهام الذي تقوم به ودعمها للانخراط في المجتمع، مشيرة إلى أننا نعطي تمكينها أمر مهم.وأشارت إلى أن منظمة تنمية المراة تهدف إلى إعلاء الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للنساء داخل الدول الاعضاء في المنظمة، داعيه الدول الأعضاء التي لم تصدق علي النظام الاساسي للمنظمة أن تسرع بالتصديق، مشيرة إلى أنه لابد من وجود إرادة سياسية كبيرة لتنفيذ هذا المشروع المهم.وأضافت أن هذا الاجتماع الوزاري الاستشاري سيناقش اليوم عددا من الموضوعات الهامة، معربه عن أملها أن تكلل الجهود بالنجاح، وأن يتم تنفيذ التوصيات التي سنخرج بها اليوم، مشيرة إلى أن التنمية اذا كانت فردية لن نستطيع ان نصل إلى شيء مؤكدة على ضرورة التنسيق بين الدول الإسلامية من أجل الوصول للأهداف المنشودة.فيما أوضح السفير هشام يوسف الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الدعوة لعقد هذه المائدة المستديرة على المستوى الوزاري عقب اجتماع مجموعة العمل لوضع مشروع النظام الداخلى لمنظمة تنمية المرأة تؤكد الأهمية التى توليها مصر لقضايا النهوض بالمرأة وللدور المنوط بمنظمة تنمية المرأة، كما عبر عن خالص تقديره لبوركينا فاسو رئاسة المؤتمر الوزارى وجهودها فى متابعة قرارات المؤتمر الوزاري السابع للمرأة.وأشار الأمين العام المساعد إلى أن اجتماعات اليوم تناقش أربعة موضوعات رئيسيه مرتبطة بأوضاع المرأة بداية من مكافحة التطرف الذى يتطلب اتباع نهج شامل ومتكامل، مؤكدا أن احد الاسباب الرئيسيه لعدم إحراز التقدم المطلوب في هذا المجال يرتبط بعدم قدرتنا على الإستفادة من دور المرأة فى مواجهة هذه الظاهرة بشكل فعال، يناقش لمناقشة دور المرأة في عملية اتخاذ القرار وتنفيذه، حيث مازال أمام المرأة فى معظم الدول الأعضاء فجوة كبيرة تتطلب جهدا ضخما لسدها، ويرتبط بذلك أيضًا موضوع التمكين الاقتصادي للمرأة الذى يؤدى غيابه الى تخلف العديد من الدول عن الركب فى مسيرة التنمية والتقدم والرقى.وأضاف السفير هشام يوسف أن اجتماع اليوم أيضا يتضمن مناقشة قضية ربما تمثل اكبر التحديات التى تواجه المرأة وهى حماية المرأة من جميع أشكال العنف، والذى لا يؤثر على المرأة فحسب بل أيضًا له تداعيات كارثية على الأسرة والمجتمع بأسره، سواء ارتبط ذلك بالعنف تجاه المرأة فى الحروب والأزمات كما نشهد بفلسطين والقدس المحتلة وسوريا وافغانستان وغيرها من مناطق الازمات والحروب أو بسبب القصور فى تنفيذ القوانين أو قصور فى القوانين ذاتها.وأوضح الأمين العام المساعد أن المنظمة تتابع عن كثب جهود الدول الأعضاء فى مجال تمكين المرأة، وبالرغم من هذه الجهود فإن المرأة فى معظم الدول الأعضاء تواجه ظروفا قاسيه وحرمانا كبيرا من حقوقها الرئيسيه وهى فى حاجة ماسة وعاجلة إلى حلول وسياسات ومؤسسات ترقى إلى مستوى التحديات والمعاناة التى تتعرض لها المرأة على مختلف الأصعدة.وأكد السفير هشام يوسف ثقته أن اجتماع اليوم حول قضايا المرأة بالعالم الاسلامى سوف تساهم في بلورة الرؤية لما يمكن أن تقوم به منظمة تنمية المرأة فور بدء نشاطها فى إطار افكار ومقترحات من مختلف الدول الأعضاء ولبس من أعضاء منظمة المرأة فقط، معربا عن تطلعه الى الاستماع إلى توصيات وافكار تسهم فى بدء عمل المنظمة بقوة وفعالية.واختتم كلمته بالتعبير عن سعادته البالغة أن تكون مهمته الأخيرة وهو ينهى مهام عمله كأمين عام مساعد لمنظمة التعاون الإسلامي فى بلده مصر وأن ترتبط بقضايا قريبة من قلبه هى قضايا المرأة، وأرسل تحية حب وتقدير إلى روح والدته التى أثبتت بشكل عملى كيف تستطيع المرأة تحقيق التوازن بين بناء أسرتها والحفاظ عليها وبين تحقيق مكانة رفيعة فى مجال عملها.وخلال كلمة محمد الناصري مدير المكتب الاقليمى لاسيا والباسيفيك بهيئة الامم المتحدة لشوؤن المرأة، اكد ان هناك سوء فهم بأن المرأه مظلومه في الاسلام وان هناك تفضيل للرجل وانقاص لحقوق المرأه يتكرر لسنوات عندما نقوم بالربط بين المواقف السيئة والاسلام وان هذا الفهم السيء يربط المعاملات السيئة بالمرأة ولهذا نجد هجوم عالمي علي حقوق المرأه المسلمه وعلي مفهوم المساواه بين الجنسين، وأوضح ان حقوق المرأة اول ما يجب ان نهتم به لان المرأة لها الدور الاهم وأدركت القيادة في منظمة التعاون الاسلامي اهمية تمكين المرأة ومصر هى نموذج رائد لتقدم المرأة ودورها الفعال كما أضاف ان إنشاء منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي يأتي في الوقت المناسب لمناهضه التحديات التي تتعرض لها المرأه بالدول الأعضاء بالمنظمة واستبدال الافكار والخبرات والثقافات. مثل ما يحدث الان، مؤكدا ان العالم يحتاج ان يري منظمه التعاون الاسلامي مناصره للمساواه بين الجنسين.كما أشار إلى أن المرأة هي المفتاح الرئيسي ضد الإرهاب لأنها هي التي تعلم المجتمع وتنشئ الأجيال القادمة؛ ولأن المرأة تعلم جيدا آلام الصراعات والجوع والاضطراب، معربا عن سعادته بأن المنظمة تعمل على مواجهة الإرهاب والعنف ضد المرأة والذي يجب ان يكون لها دور اساسي وفعال وقد حان الوقت لمواجهه عدم المساواة بين الجنسين، مؤكدا انه قد حان الوقت لنغير مفهوم العالم حول رؤيه الاسلام للمساواه متمنيا ان تستخدم المنظمة كل الجهود للنهوض بالمرأة لان تمكين المرأة مهمة يجب دعمها، راجيا المشاركة الفعالة والتصديق علي هذه المنظمة.
مشاركة :