وبعد مرور ثلاث سنوات، تم عزل أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر ومثل للمحاكمة مرة أخرى تحت الحكم المدعوم من الجيش بتهمة ارتكاب جرائم متعددة بما في ذلك التحريض على العنف وهي تهم كافية ليقضي ما تبقى من عمره خلف القضبان إلى أن سقط مغشيا عليه في المحكمة اليوم الاثنين وتوفي عن 67 عاما. وبعد عقود من القمع في ظل الحكم الشمولي في مصر، فازت جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات بعد انتفاضة شعبية أطاحت بمبارك في عام 2011، وجاء مرسي إلى السلطة في نهاية المطاف عام 2012. كان فوز المهندس الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر يمثل انفصالا جذريا عن العسكريين الذين جاء منهم كل زعماء مصر منذ الإطاحة بالنظام الملكي في عام 1952. لكن نشوة نهاية عهد الرؤساء الذين حكموا مثل الفراعنة لم تدم طويلا. تعهد مرسي ببرنامج إسلامي معتدل يقود مصر إلى عهد ديمقراطي جديد يستبدل الحكم الشمولي بحكومة تتسم بالشفافية وتحترم حقوق الإنسان وتعيد أمجاد دولة عربية قوية تشهد أفولا منذ فترة طويلة. وقال الرجل، الذي كان يرتدي نظارة طبية والذي وُلد في عام 1951 إبان أفول النظام الملكي، للمصريين إنه سيحقق نهضة مصرية على أساس إسلامي. وبدلا من ذلك، استعدى مرسي الملايين الذين اتهموه باغتصاب سلطات مطلقة وفرض النهج الإخواني وسوء إدارة الاقتصاد، وهو ما نفاه. جاء مرسي الذي ينتمي لأسرة ريفية تعمل بالزراعة إلى الرئاسة بالمصادفة بعد الدفع به إلى سباق الرئاسة في اللحظة الأخيرة بسبب عدم أهلية رجل الأعمال المليونير خيرت الشاطر الذي كان الاختيار المفضل للجماعة.استعداء الجيش كان مرسي مهندسا مدنيا حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا. تحدث مرسي عن طفولة بسيطة في قرية العدوة في محافظة الشرقية بدلتا النيل، وحكى كيف علمته والدته الصلاة والقرآن. وعلى رأس السلطة ارتكب مرسي الخطأ الجوهري في السياسة المصرية إذ استعدى الجيش. وفي نهاية المطاف انقلب عليه قائد الجيش آنذاك عبد الفتاح السيسي الذي عينه مرسي لأنه كان معروفا بورعه. وسط حالة من السخط الجماعي في الشوارع، دعا السيسي مرسي للتواصل مع خصومه السياسيين. رفض مرسي وتواصل مع الإسلاميين الآخرين فحسب. بدأت حركة شبابية تسمى "تمرد" في جمع توقيعات تطالب مرسي بالتنحي. وفي النهاية، خرج الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيله. السيسي، الذي كان رئيس المخابرات الحربية في عهد مبارك، ظهر على شاشة التلفزيون في الثالث من يوليو تموز 2013، للإعلان عن نهاية رئاسة مرسي المضطربة التي استمرت عاما واحدا وخطط إجراء انتخابات. وتفككت أوصال جماعة الإخوان المسلمين عقب حملة أمنية صارمة عليها. وقامت شرطة مكافحة الشغب المدعومة من القناصة في الجيش بسحق مخيمي احتجاج في القاهرة كانا يطالبان بإعادته للسلطة، مما أسفر عن مقتل المئات. كان مرسي قد استند لخوفه من يوم الحساب كأحد أسباب سعيه لمنصب الرئيس. وقال إنه يخشى أن يسأله الله يوم القيامة عما فعله عندما كانت الأمة في حاجة للتضحية والعطاء. جرى القبض على معظم قادة الإخوان وزجت بهم السلطات في السجون. وفي ظل تحييد الأحزاب الإسلامية إلى حد كبير واستمرار تهاوي الاقتصاد، عزز السيسي سلطته وقمع المعارضة وأعاد مصر إلى نظام الحكم المدعوم من الجيش والذي كان يأمل مرسي أن ينهيه بلا رجعة. للمزيد على يورونيوز: #محمد_مرسي يتصدر تويتر شاهد: محمد مرسي من الرئاسة إلى السجن
مشاركة :