افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، معرض لوبورجيه الـ53 للصناعات الجوية، في يومه الأول، الذي يجري تحت شعار: المشروع الطموح الذي تمثله المقاتلة الفرنسية ـ الألمانية المستقبلية.وتنال المخاوف المتعلقة بالسلامة والحروب التجارية، وتنامي التوترات الأمنية في الشرق الأوسط من كبار صنّاع الطائرات في العالم، بينما يتوافدون؛ للمشاركة في معرض باريس للطيران هذا الأسبوع في غياب أجواء الاحتفال، رغم دفاتر طلبيات الشراء المتخمة. والحدث فرصة لقياس نبض صناعة الطائرات التجارية في العالم، البالغ حجمها 150 مليار دولار سنوياً، والتي يعتقد العديد من المحللين إنها بصدد مرحلة من التباطؤ؛ نظراً لشتى الضغوط العالمية، من توترات التجارة إلى ضعف النمو الاقتصادي.أكدت مصادر مطلـــــعة أن شـــــركــة «إيرباص» تستعد لتوقيع صفقة لبيع حوالي 100 طائرة، لشركة تأجير الطائرات «إير ليز كورب». وتشمل الصفقة عدداً من طائرات طراز «أيه 220» ذات الممر الواحد الذي استحوذت عليه الشركة الأوروبية من شركة صناعة الطائرات الكندية «بومبارديه» والطائرة «أيه 321 إكس.إل.آر» التي تعتزم «إيرباص» الكشف عنها قريباً.ونقلت «بلـــومبيرج» عن المــــصادر القول إنه سيتم الإعلان عن الصفقة على هامش معرض باريس الدولي للطيران، مضيفة أنه بحسب الأسعار الرسمية فإن سعر الطائرة «أيه 321» يبلغ 5. 129 مليون دولار في حين يبلغ سعر الطائرة «أيه 220» حوالي 91.5 مليون دولار، وهو ما يعني أن الصفقة قد تصل إلى 11 مليار دولار.وأشارت «بلومبيرج» إلى أن الصفقة ستكون مكسباً مهماً بالنسبة لشركة «أيرباص» بسبب أهمية الطرازين اللذين تشملهما الصفقة بالنسبة لشركة صناعة الطائرات الأوروبية. وتعتبر الطائرة «أيه 321 إكس.إل.آر» جيلاً أطول مدى من الطراز «أيه 321» وهو الطراز الأكثر مبيعاً لدى «أيرباص» وتستهدف قطاع الطائرات متوسطة المدى من سوق النقل الجوي.من جهة أخرى يتطلع صانع الطائرات الأمريكي «بوينج»، الذي يعاني تداعيات وقف تشغيل طائرته «737 ماكس»؛ بعد حادثي تحطم، إلى طمأنة الزبائن والموردين بشأن مستقبل الطائرة، وتهدئة الانتقادات بخصوص تعامله مع الأزمة المستمرة منذ شهور طويلة.وأثار وقف تشغيل أحدث نسخة من الطائرة الأكثر مبيعاً في العالم قلق الموردين؛ بل وأزعج شركة صناعة الطائرات الأوروبية المنافسة «إيرباص»، التي أحجمت عن الاستفزاز المعتاد لـ«بوينج» في ظل انشغالها هي نفسها بتحقيقات فساد.ويتخوف المسؤولون التنفيذيون بقطاع صناعة الطائرات على ضفتي الأطلسي من تداعيات الأزمة على الثقة العامة في النقل الجوي، ومخاطر التعرض لرد فعل سلبي، قد يدق إسفيناً بين مختلف الهيئات التنظيمية، ويقوض منظومة اعتماد الطائرات.وتضررت أرباح شركات الطيران التي تهافتت على شراء الطائرة «ماكس» طويلة المدى، والأوفر في استهلاك الوقود؛ بعدما اضطرت لإلغاء آلاف الرحلات في أعقاب وقف تشغيل الطائرة على مستوى العالم في مارس/آذار.وقال محللون: إنه حتى الإطلاق المزمع لنسخة أطول مدى من عائلة «إيرباص» الناجحة إيه320 نيو، وهي الطائرة ايه321 اكس. ال. آر، لن ينجح على الأرجح في تبديد الضبابية التي تكتنف القطاع.وقال ريتشارد أبو العافية محلل صناعة الطيران في مجموعة تيل، أزمة بوينج ماكس ليست الغمامة السوداء الأشد شؤماً؛ لأنه يمكن حلها؛ لكن أرقام حركة السفر تبعث على القلق بصدق.في مارس/آذار وإبريل/نيسان ثمة مؤشرات تُنبئ بالقادم. أمام أعيننا يواجه القطاع مشاكل أوسع نطاقاً على صعيد الطلب والسعة.وأضاف: صافي الطلبيات قد يكون الأدنى في سنوات.ويرفض آخرون مخاوف التباطؤ، مشيرين إلى نمو الطبقة الوسطى في آسيا، وحاجة الناقلات إلى شراء طائرات جديدة؛ للوفاء بالمعايير البيئية.وتدرس إيرباص وبوينج خطوات؛ لتحسين كفاءة طائراتهما في استهلاك الوقود، وخفض بصمتهما الكربونية وسط حركة احتجاجية متنامية؛ للدفاع عن البيئة في أوروبا.وأرجأت بوينج قرارات رئيسية لإطلاق طائرة جديدة محتملة، من الطراز ان.ام.ايه متوسط الحجم، لتركز كامل اهتمامها على 737 ماكس ومشكلات اللحظات الأخيرة المتعلقة بمحرك الطائرة الجديدة 777اكس، حسبما قالت مصادر في القطاع.ويتوقع روبرت ستالارد من فيرتيكال ريسيرش بارتنرز طلبيات لشراء نحو 800 طائرة في معرض باريس، مقارنة بطلبيات وتعهدات لشراء 959 طائرة في معرض فارنبورو الجوي العام الماضي. (وكالات)
مشاركة :