كتب- عبدالمجيد حمدي: أعلن الدكتور عبد الله الكعبي، رئيس الإدارة الطبية في سدرة للطب أن جراحي سدرة للطب، المركز التابع لمؤسسة قطر، ومؤسسة حمد الطبية أجروا بشكل مشترك أولى جراحات زراعة الكلى لطفل من متبرع حي لافتاً إلى أن هذه الخطوة تعتبر بمثابة الإعلان عن إطلاق خدمات زراعة الكلى للأطفال في سدرة للطب موضحاً أنه تم إجراء جراحتين تضمنتا زراعة الكلى من أشخاص بالغين إلى أطفال. وقال الدكتور الكعبي في مؤتمر صحفي إن فريقاً مشتركاً من سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية، عكف على مدى أشهر، على تنظيم جراحتين لزراعة الكلى في طفلين كل منهما حصل على الكلية من أمه، حيث تم التحضير لهما تحت إشراف د. أبو بكر إمام، رئيس قسم أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال في سدرة للطب وتم إجراء أول جراحة في 14 أبريل 2019 كما خضع الطفل الثاني لزراعة كلى في 8 مايو 2019 بنجاح. ولفت إلى أن الطفل محمد البالغ من العمر خمس سنوات، كان أول مريض يتم إجراء زراعة كلى له، حيث كان في آخر مراحل الفشل الكلوي ويخضع للغسيل الكلوي وقد تبرعت له والدته بإحدى كليتيها حتى يتسنى له الاستمتاع بحياة طبيعية وصحية بشكل أكبر. وأشار إلى أن البروفيسور بيبي سال، رئيس قسم المسالك البولية ود. برونو ليسلي، طبيب المسالك البولية للأطفال في سدرة للطب قاما بإجراء جراحة لمحمد (بصفته المتلقي) كما قام د. عمر علي والبروفيسور بيرنارد جوناس وادستروم، جراحة زراعة الأعضاء بمؤسسة حمد الطبية، باستخلاص كلية والدته (بصفتها المتبرعة) من خلال جراحة تنظيرية، حيث أجريت الجراحتان تباعًا في سدرة للطب. وتابع إن الجراحة التي خضع لها محمد نجحت ولم يعد بحاجة إلى إجراء غسيل كلوي بعد ذلك وبعد إقامته لمدة 11 يومًا في سدرة للطب، صرح له بالخروج في 25 أبريل 2019 ليعود إلى عائلته بعد غياب كما صرح لوالدته بالخروج بعد 4 أيام من الجراحة. وقال إنه بإمكان عمليات الزراعة الفعالة تغيير العمر المتوقع للمريض وجودة حياته، فالعديد من المرضى يستطيعون ممارسة حياتهم بصورة طبيعية دون الحاجة إلى غسيل كلوي وقد كان مريضنا الأول محمد محظوظًا للغاية حيث خضع للجراحة في نفس المؤسسة مما وفر وقتًا ثمينًا فكانت جراحته مثالًا رائعًا على التعاون بين فريقينا هنا في سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية، فنحن متخصصون في جراحات الأطفال بينما يتخصص فريق مؤسسة حمد الطبية الماهر في إجراء عمليات زراعة الأعضاء للبالغين. وأشار إلى أن التعاون بين الجهتين يمثل أيضاً الإطلاق الرسمي لخدمة زراعة الكلى في سدرة للطب حيث سنوفر جراحات زراعة كلى منقذة لحياة الأطفال الذين يحتاجون إليها. د. عبدالله الأنصاري: سـدرة مركزاً لزراعة الأعضاء للأطفـال صرح الدكتور عبد الله الأنصاري، الرئيس الطبي بالوكالة لمؤسسة حمد الطبية أن العمليتين الجراحيتين جاءتا كثمرة للتعاون المستمر بين مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب، وتتويجاً للجهود الكبيرة التي بذلها فريق زراعة الأعضاء متعدد التخصصات تحت قيادة الدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي لمستشفى حمد ومدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء على مدار عدة أشهر للتخطيط لهذه العمليات الهامة. وقال إن سدرة للطب سيكون متخصصاً في زراعة الأعضاء للأطفال وذلك باعتباره المستشفى الذي يعد المرجع الأول المتخصص للأطفال، لافتاً إلى أن مؤسسة حمد تمتلك خبرة في هذا المجال لأكثر من 30 عاماً، وأنه من دواعي سرورنا أن نشارك خبراتنا وتجاربنا مع زملائنا في سدرة للطب بهدف جعل زراعة الأعضاء خياراً علاجياً متاحاً بشكل أكبر أمام المرضى في قطر. وأشار إلى أن تفعيل جراحة زراعة الكلى في سدرة للطب يمثل إطلاق خدمة جديدة لتخصص جراحة طب الأطفال حيث تقدم الخدمة كافة الإجراءات المطلوبة بما في ذلك خزعات زرع الكلى والأشعة التشخيصية وفحوصات علم الأمراض وإزالة التحسس وإعادة ترميم المسالك البولية وعمليات استئصال الكلى. ولفت إلى أن نهج سدرة للطب الخاص بزراعة الكلى يعتمد على عملية تقييم متعددة التخصصات قبل إجراء عملية الزرع وعلى الرعاية بعد انتهاء عملية الزرع بما في ذلك رعاية المرضى الداخليين والخارجيين كما أن هذه الخدمة مدعومة من قبل الخدمات الصحية المساعدة بما في ذلك الاحتياجات النفسية والغذائية بالإضافة إلى الإدارة المناسبة للرعاية الطبية والجراحية والمركزة. وأوضح أن الخدمة تتضمن زراعة الأعضاء سواء من المتبرعين الأحياء أو الموتى كما يعمل سدرة للطب بشكل وثيق مع مركز قطر لزراعة الأعضاء (هبة) الذي يقوم بالتنظيم والإشراف على برنامج التبرع بالأعضاء في البلاد، لافتاً إلى أنه تم افتتاح مركز هبة من قبل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في عام 2012 ، حيث سجلت نفسها كأول متبرع بالأعضاء ويعتمد برنامج التبرع بالأعضاء على أساس أن التبرع بالأعضاء والأنسجة يساعد الآخرين من خلال منحهم فرصة ثانية في الحياة. د. يوسف المسلماني: 182 مريضاً على قائمةانتظـار زراعة الكلى والكبـد أكد د. يوسف المسلماني، مدير مركز قطر لزراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية إن التعاون والتنسيق مع سدرة للطب في هذا الصدد سوف يصب في صالح توفير خدمة طبية متميزة في هذا الصدد لافتاً إلى أن تشارك الخبرات والتجارب سوف يجعل زراعة الأعضاء خياراً علاجياً متاحاً بشكل أكبر أمام المرضى في قطر. وتابع إن مؤسسة حمد تفخر بسجلنا المميز في مجال زراعة الأعضاء، وتدعو المزيد من أفراد المجتمع للتسجيل في سجل التبرع بالأعضاء لافتاً إلى أن عدد الأفراد المسجلين في سجل قطر للتبرع بالأعضاء منذ إنشائه في عام 2012 بلغ أكثر من 350 ألف شخص. وأشار إلى أن عدد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي في قطر بلغ 1400 حالة وأن عدد الحالات التي توجد على قائمة انتظار زراعة الكلى بلغت 170 مريضاً أما بالنسبة لزراعة الكبد فإن هناك 12 حالة على قائمة انتظار زراعة الكبد. د. أبو بكر إمام: التخطيط للعملية منذ شهور والجراحة استغرقت 4 ساعات قال د. أبو بكر إمام، رئيس قسم أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم للأطفال في سدرة للطب إن إطلاق خدمة زراعة الكلى من خلال الجراحة التي خضع لها محمد هي معلم إكلينيكي مثير لسدرة للطب ونحن فخورون للغاية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ونتطلع إلى مواصلة شراكتنا لتحسين النتائج الصحية للمرضى في قطر ونتمنى لمحمد كل التوفيق وأن ينعم بحياة طبيعية ومفعمة بالصحة. وأشار إلى أن الجراحة استغرقت حوالي 4 ساعات وأن الطفل أصبح يعيش حياة طبيعية جداً مثل غيره من الأطفال لافتاً إلى أنه في الوقت نفسه يظل الطفل في متابعة طبية مستمرة مع الأطباء في سدرة كما أن والدة الطفل سوف تظل أيضاً في متابعة متواصلة مع الأطباء في مؤسسة حمد الطبية. ولفت إلى أن الطفل كان في المرحلة النهائية الحرجة من الفشل الكلوي وكان سيحتاج إلى غسيل كلى فوري إذا لم تتطابق أنسجته مع أنسجة والدته في الوقت المناسب وقد تُوّجت العملية، التي استغرقت عدة أشهر من التخطيط والإعداد بالنجاح وكان من دواعي سروري رعاية هذا الطفل الصغير المبهج ورؤيته يتعافى في ظل الرعاية والاهتمام والحب من جانبنا جميعًا في سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية. والد الطفل: شكراً قطر .. الجراحة منحت ابني الأمل في الحياة قال السيد طاهر حسنين والد الطفل محمد إنه يتقدم بخالص الشكر لدولة قطر وأفراد الطاقم الطبي والإداري في سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية ومركز هبة لزراعة الأعضاء لما تلقاه ابنه من رعاية ممتازة، موضحاً أن الجراحة منحت ابنه الأمل في الحياة بصحة وعافية بدون إجراء غسيل للكلى وأن يكون طفلاً طبيعياً مثل الأطفال الآخرين بدون أي محاذير طبية تمنعه من الاستمتاع بحياته. كما وجه رسالة إلى المجتمع بشكل عام وإلى أسر المرضى لتشجيعهم على التبرع بأعضائهم مستشهداً بقول الله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا».
مشاركة :