أبوظبي – الوكالات: بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس أركان القوات اليابانية المشتركة كوجي يامازاكي في العاصمة الإماراتية أمس، سبل التعاون في مجال الدفاع، بعد أيام من الهجوم على ناقلة نفط يابانية وأخرى نرويجية قبالة الإمارات. وقال بيان إماراتي رسمي إن الشيخ محمد وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ناقش مع يامازاكي «علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في المجالات والشؤون الدفاعية والعسكرية وأهمية تعزيز هذا التعاون». كما تطرّق اللقاء إلى «آخر التطورات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها». وتعرضّت ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا كوراجوس» وأخرى نرويجية الخميس لهجمات لم يحدّد مصدرها فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرًا. ووقع الهجومان بعد شهر على تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات «تخريبية». ووجّهت واشنطن والرياض أصابع الاتهام إلى طهران التي نفت أي مسؤولية. ودخلت ناقلة النفط اليابانية إلى مرساها المقرر قبالة السواحل الإماراتية الأحد. وأكد بيان للشركة المشغّلة أن أعضاء طاقم السفينة موجودون على متنها وهم «بخير وبصحة جيدة». على وقع الهجمات دعت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، والإمارات العربية المتحدة، المجتمع الدولي إلى المساهمة في حماية إمدادات الطاقة. وقد أرسلت الولايات المتحدة في مطلع مايو تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، متّهمة إيران بالتحضير لهجمات «آنية» على مصالح أمريكية بعد تشديد العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني. واتّهمت واشنطن طهران بالسعي لبلبلة إمدادات النفط العالمية بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما هدّدت به إيران في الماضي. وأبدت دول الاتحاد الأوروبي أمس حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على الناقلتين في مياه الخليج، رافضة خلافا للندن تبني اتهامات واشنطن لإيران. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لدى وصوله إلى اجتماع مع نظرائه في لوكسمبورغ «إن قرارا كهذا ينبغي اتخاذه بأكبر قدر من الانتباه. أعرف التقييم الذي أجرته أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، لكن في ما يتعلق بنا لم نتخذ بعد هذا القرار. يجب أن نكون حذرين للغاية ونجمع مزيدا من المعلومات». كذلك صرح الوزير الفنلندي بيكا هافيستو «من الضروري الحصول على كل الأدلة». قبل استخلاص الاستنتاجات. ولم يشارك في هذا الاجتماع الوزراء الفرنسي جان-ايف لو دريان والبريطاني جيريمي هانت والبلجيكي ديدييه ريندرز. وأيد عدد كبير من الوزراء موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي طالب بإجراء تحقيق مستقل. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إن «المهمة الأساسية لوزراء الخارجية هي تجنب اندلاع الحرب»، محذرا من تكرار الأخطاء الدبلوماسية التي أدت إلى غزو العراق عام 2003. وأضاف «أنا مقتنع، كما كنت قبل 16 عاما، بأن علينا ألا نقع في خطأ الاعتقاد أن في إمكاننا حل مشكلة في الشرق الأوسط بالسلاح». وحذر وزير الخارجية النمساوي الكسندر شالنبرغ من أن «الخطر هو أننا هنا نلعب بالنار، وفي النهاية لن يكون هناك في الواقع سوى خاسرين».
مشاركة :