ثمة سيناريو غير مستبعد في حرب الناقلات النفطية في مياه الخليج.. ولنتوقف قليلاً أمام تصريح وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) منذ يومين حين قال: (إن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران).. وتابع: (بذل الرئيس ترامب كل ما في وسعه لتجنب الحرب.. لا نريد الحرب)، وتعهد بومبيو بأن تضمن الولايات الأمريكية حرية المرور عبر مضيق هرمز الحيوي. لكن يبقى السؤال: هل الرئيس ترامب سوف يوفر الحماية العسكرية الأمريكية لناقلات النفط في مياه الخليج من دون (ثمن)؟.. وهنا يكمن بيت القصيد.. ذلك أن أمريكا لا تريد الحرب مع إيران، وإيران تقول أيضا إنها لا تريد الحرب مع أمريكا، وهنا تلتقي مصالح الطرفين في استبعاد الحرب بينهما، لكن قد يكون هناك توافق سياسي مبطن حول أن تستمر إيران في استهداف ناقلات النفط في مياه الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، ومضيق باب المندب (من خلال الحوثيين)، وفي مقابل ذلك تطلب (أمريكا) ثمنا من دول المنطقة المصدرة للنفط، وتحديدا من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر مقابل حمايتها للناقلات النفطية.. وحين نقول مطالبتها بثمن فإننا نعني مليارات الدولارات الأمريكية سوف تطلبها (واشنطن) من دول المنطقة. هنا يكمن الخطر الكبير في هذا السيناريو المتعلق بحرب ناقلات النفط التي حدثت مؤخرا في المنطقة.. وإذا رضخت دول الخليج العربية لتسديد ثمن الحماية العسكرية الأمريكية للناقلات فإننا سنكون أمام حرب استنزاف اقتصادية كبيرة المستفيد منها الطرفان (الأمريكي والإيراني)! وستكون دول الخليج العربية هي (البقرة الحلوب)! تذكروا أن حرب الناقلات النفطية في الخليج التي بدأت عام 1981م أثناء الحرب العراقية الإيرانية استمرت ثماني سنوات.. وإذا استمرت أمريكا وإيران تشفطان حليب الخليج (الأسود) لما يقارب من 8 سنوات قادمة فإن مدخرات دول المنطقة سوف تذهب للسلاح والخزينة الأمريكية بدلا من استثمارها في التنمية والاقتصاد والتكنولوجيا وتعمير بلادها ورفاهية شعوبها. إنه سيناريو محتمل في حرب الناقلات النفطية الحالية.
مشاركة :