اليونان تلوح بمعاقبة تركيا في خلاف بشأن الغاز القبرصي

  • 6/18/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس أمس إن اليونان وقبرص ستضغطان على شركائهما في الاتحاد الأوروبي “لمعاقبة تركيا” إذا ثبت أنها بدأت عمليات تنقيب عن الغاز غربي قبرص. وتقول قبرص واليونان إن سفينة التنقيب التركية “فالح” ترسو غربي قبرص منذ مايو الماضي وأنها دخلت المنطقة الاقتصادية التابعة للسيادة القبرصية والتي تستخدم لأغراض تجارية. وأدى اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز في شرق المتوسط في السنوات الأخيرة إلى تسليط الضوء بدرجة أكبر على التوترات القائمة منذ فترة طويلة بين تركيا وحكومة قبرص اليونانية. وقال تسيبراس للصحافيين إن اليونان اتخذت كافة الاستعدادات ” لكي تتخذ قمة الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل، قرارات قد تصل إلى حد فرض عقوبات على تركيا إذا ثبت وجود تنقيب من جانبها في المنطقة الاقتصادية لقبرص”. وتملك اليونان، الحليف الوثيق لحكومة نيقوسيا، أوراقا أخرى للضغط مثل مستقبل مرور خط الغاز التركي الروسي عبر أراضيها إلى الأسواق الأوروبية.كما تشتبك أثينا أيضا في نزاعات مع أنقرة منذ عقود في قضايا ترتبط بالمجال الجوي فوق بحر إيجة، وحقوق تعدين في نفس المنطقة. ويرى محللون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول افتعال مواجهات خارجية لحشد الحماس الوطني داخليا لأغراض انتخابية مع اقتراب موعد إعادة الانتخابات البلدية لمدينة اسطنبول، إضافة إلى الهروب من أزماته المتفاقمة في سوريا. وكان الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس قد أكد بعد قمة لرؤساء دول جنوب الاتحاد الأوروبي في مالطا يوم الجمعة، أن تركيا انتهكت القانون الدولي بغزوها الفعلي للمنطقة الاقتصادية الخاصة في محاولة للتنقيب عن مكامن للغاز الطبيعي البحري. وصعد أردوغان من لهجة التحدي يوم الأحد بالقول إن تركيا ستواصل التنقيب عن النفط قبالة سواحل قبرص، ردا على دعوة دول جنوب أوروبا إلى وقف أعمال تركيا “غير الشرعية” في المنطقة. وأضاف أن “هناك من أصدر أوامر. سيعتقلون على الأرجح أفراد طاقم سفننا. ستواجهون نتائج وخيمة إذا فعلتم ذلك” في إشارة إلى تقارير عن إصدار قبرص مذكرات توقيف بحق أعضاء سفينة التنقيب التركية الأسبوع الماضي. ووجه سهام غضبه إلى تصريحات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي طالب فيها تركيا بوقف عمليات التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط. وقال موجها كلامه لماكرون “ماذا تقول أنت؟ وماذا تفعل هناك أصلا؟ نحن لدينا سواحل في المنطقة ونحن دولة ضامنة في قبرص، إلى جانب اليونان وبريطانيا. لكن أنت ما هي صفتك؟ ليس لديك أي هوية” في هذه القضية. وأقر أردوغان بأن تركيا تمر بمرحلة حساسة وعلينا “العمل بكل ما أوتينا من قوة لتتويج هذه المرحلة بالنصر” في محاولة لحشد الحماس الوطني في ظل قلقه من إمكانية خسارة حزبه لانتخابات اسطنبول. ولا تسيطر الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا سوى على القسم الجنوبي، الذي يمثل ثلثي مساحة الجزيرة، في حين يخضع الشطر الشمالي لاحتلال تركي منذ عام 1974 عندما تدخلت أنقرة عسكريا لمنع ضم الجزيرة إلى اليونان. وسبق أن وقّعت قبرص عقود تنقيب عن النفط والغاز مع شركات عالمية عملاقة مثل إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية واكسون موبيل الأميركية. لكن أنقرة تعارض أي تنقيب يستبعد “جمهورية شمال قبرص التركية” المعلنة من طرف واحد والتي لا تعترف بها سوى تركيا.

مشاركة :