لا يمكن الحديث عن «الأزمة اليمنية» دون معرفة تفاصيلها وحقيقة ما جرى على أرض الواقع وأوصل اليمن إلى ما هو فيه اليوم، لذا حرص سمو ولي العهد في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط على إعادة التذكير بكيفية بداية الأزمة في اليمن؟ وأنَّ «عمليات التحالف بدأت بعد أن استنفد المُجتمع الدولي كل الحلول السياسية بين الأطراف اليمنية والميلشيات الحوثية» مُذكراً بأنَّ المملكة هي رائدة الحل السياسي بتقديمها للمُبادرة الخليجية، وبدعمها للحوار والانتقال السلمي للسلطة مُنذ وقت مبكر، وبتقديمها لأكثر من «7 مليارات دولار» دعماً اقتصادياً وتنموياً في حينه - مُذكراً سموه بجهود السعودية في دعم واستقرار اليمن- «قبل أن تقوم إيران بتعطيل المسار السياسي في اليمن بواسطة المليشيات التابعة لها، واحتلال المدن اليمينة والاستيلاء على مقدرات الدولة، لكن الشعب اليمني وقف وقيادته موقفاً تاريخياً أمام هذا التدخل الإيراني، ولم نتأخر مع أشقائنا في دول التحالف في الاستجابة للحكومة الشرعية لحماية اليمن وشعبه». سموه أكَّد أنَّ موقف التحالف واضح لإنهاء الأزمة اليمنية «بتأييد جهود التوصل لحل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمُبادرة الخليجية وآليات تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني، ونقبل بمُشاركة الأطراف اليمنية كافة في العملية السياسية وفق المرجعيات الثلاث». وهذه الإجابة أشبه بخارطة الطريق لحل الأزمة، لاسيَّما وأنَّ الأمير أعلنها صراحة «المملكة لن تقبل استمرار الميلشيات وبقاءها خارج مؤسسات الدولة»، مع تأكيد سموه «مواصلة عمليات التحالف دعماً للشعب اليمني» إضافة لعمليات إعادة إعمار المناطق، وفي هذا دلالة على أنَّ الهدف «ليس تحرير اليمن فقط، وإنَّما تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن». الأمير محمد قدَّم إجابة واضحة وشافية فيما يتعلق بتصاعد التصريحات التركية التي تشكِّك في القضاء بالمملكة، وتتهم قيادتها في قضية «جمال خاشقجي» بتأكيده أنَّ ما حدث كان «جريمة مؤلمة، لم يسبق حصول مثلها في تاريخ المملكة» - وفي هذا تأكيد على أنَّه عمل شاذ- مؤكداً سموه أنَّ هذا «ليس من ثقافتنا ويتناقض مع قيمنا ومبادئنا»، فالمملكة دولة يسودها القانون، وقامت بكل الإجراءات اللازمة من خلال المسار القضائي المُستقل، وعلى أي طرف يسعى لاستغلالها أن يتوقف ويقدم الأدلة، مع تأكيده على مكانة المملكة ومضيها في تحقيق أهدافها ودورها الكبير «وعدم دخولها في مُناكفات لما يصدر من البعض لأسبابهم الداخلية»، سمو ولي العهد بعث من خلال هذا الحوار رسالة اطمئنان للأشقاء في السودان «بأنَّ المملكة ستقف مع السودان وتدعم موقف الأشقاء حتى يصل لما يستحقه من رخاء وازدهار وتقدم» وهي رسالة الحب التي تحملها بلادنا دوماً للأشقاء والأصدقاء. -يتبع غداً- وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :