منذ بداية خلق الإنسان وهو في حروب مستدامة لفرض هيمنته وسيطرته على الأرض التى يعيش فيها، وبمرور الوقت أصبح يتخذ من جيرانه حلفاء له ليشكل بهم جبهة قوية للدفاع أو الهجوم على من يجاوره.ولعل أشهر من خاض حروب في البشرية كان القائد العسكرى الفرنسي الشهير نابليون بونابرت، الذي حكم فرنسا أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلا عاما، ثم بصفته إمبراطورًا في العقد الأول من القرن التاسع عشر.ومن أشهر المعارك التى خاضها "بونابرت" كانت معركة "واترلو" التى قامت في مثل هذا اليوم الثامن عشر من يونيو عام 1815، والتى صمدت فيها القوات الإنجليزية صمودا كبيرا كان نتيجته هزيمة فادحة لقوات "بونابرت".وتعد "واترلو" آخر المعارك التي خاضها "بونابرت" في حياته، حيث اندلعت على مقربة من بروكسل بين قوات الجيش الفرنسى، وجيوش الحلفاء بقيادة "دوق ويلينغتون" والمارشال الألماني "بلوخر"، ونتج عن تلك المعركة خسائر فادحة في عدد الجنود والأسلحة، حتى أن الإنجليز بعدها أصبحوا يتخذونها مثلا شعبيا لأصحاب الحظ السئ الذين خسروا في حياتهم شيئا كبيرا.وكان من أهم محطات المعركة هى استطاعة قوات "بولخر" و"دوق ويلينغتون" صد هجوم قوات "بونابرت" إلى أن وصلت القوات البروسية وخرقت الجناح الأيمن للجيش الفرنسي، والتى على إثرها حدثت الهزيمة، إى أن الفرنسيين يرجعون هزيمتهم إلى محاربة جيشين بجيش واحد على أرض رطبة موحلة مليئة بالأمطار، بجانب تراجع صحة "بونابرت" الذى لم يستطع التأثير بجنوده.أيضًا يُحتمل بأن كثيرًا من ضباطه خذلوه، وأخيرًا فإن عددًا من جنوده المخضرمين قضوا نحبهم أثناء العودة من روسيا، فكان لغياب خبرتهم على أرض المعركة صداه في نتيجتها. انسحب الجيش الفرنسي من ميدان المعركة في فوضى واضطراب شديدين، مما فتح المجال أمام الحلفاء ليعودوا إلى فرنسا وينصبوا "لويس الثامن عشر" ملكًا عليها مجددًا.بعد هزيمة "بونابرت" حاول الهرب إلى الولايات المتحدة فاستقل سفينة من مرفأ "روشفور" الواقع بغرب فرنسا وتوجه غربًا، لكنه لم يبتعد كثيرًا إذ اعترضت طريقه بضعة سفن بريطانية وطالبت تفتيش السفينة، ولمّا عرض عليه مرافقوه الاختباء في إحدى البراميل، رفض بشدة معتبرًا ذلك إهانة لكرامته، فاستسلم إلى البريطانيين، وطلب اللجوء السياسي من القبطان "فريدريك لويس ميتلاند" على متن سفينته "إتش إم إس بيلليروفون"، وذلك بتاريخ 15 يوليو سنة 1815.
مشاركة :