أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة أن صباح اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2019 يصادف اليوم الثلاثين على التوالي والشمس تبدو ككرة بلياردو برتقالية كبيرة – فارغة تمامًا من أي بقعة عند رصدها من خلال تلسكوب مزود بفلتر خاص بالشمس. وهذه علامة على الحد الأدنى لنشاطها ، وهي مرحلة من الدورة الشمسية تسمح بوصول المزيد من ألاشعة كونية إلى الجزء الداخلي لنظامنا الشمس والثقوب الاكليلية تبقى مفتوحة لفترة أطول في الغلاف الجوي للشمس ، وربما هذا يلعب دور محتمل في تحفيز زيادة ظهور محتمل لسحب الصيف الكهربائية الزرقاء. إن هذا الاختفاء التام للبقعة الشمسية هو امتداد لسلسلة الاختفاء التي بدأت في 2016 وذلك مع إتجاه الشمس نحو الحد الأدنى لنشاطها المتوقع أواخر هذا العام 2019 ومطلع 2020 وهو حدث طبيعي ضمن الدورة الشمسية. البقع الشمسية عبارة عن ظاهر مؤقته على سطح الشمس الذي يسمى (الفوتوسفير) او كرة الضوء ، وتظهر البقع مظلمة مقارنة بالمناطق حولها بسبب ان درجة حرارتها منخفضة حسب مقاييس الشمس. وتتشكل البقع الشمسية عندما يحدث تركيز لجريان المجال المغناطيسي يكبح (الحمل الحراري) وتكون النتيجة انخفاض درجة حرارة السطح في بقعة معينة مقارنة بما حولها ، وفي العادة تظهر البقع ثنائية مع اقطاب مغناطيسية متعاكسة ويمكن ان تبقى لبضعة ايام الى بضعة اسابيع ولكنها في النهاية تنحل . وبالرغم من اختفاء البقع الشمسية فإن الطقس الفضائي لا يتوقف ، حيث يستمر ظهور أضواء الشفق القطبي في المناطق القطبية والتي يمكن رصدها في الوقت الحالي في القطب الجنوبي ، فتلك الأضواء تتشكل نتيجة للريح الشمسية وهي عبارة عن جزيئات مشحونه – بلازما – تحتوي في الغالب على الالكترونات والبروتونات ، تتدفق من الثقوب (فجوات) الاكليلية في الغلاف الجوي للشمس وهي شائعة اثناء فترة الحد الادنى لنشاط الشمس كما هو الان وتستمر لفترة اطول . وتعتبر البقع الشمسية مصدر هام للأحوال الفضائية فهي تطلق توهجات تتسبب في انقطاع موجات الراديو وحدوث عواصف جيومغناطيسية ، اضافة إلى انه مع اختفاء البقع تتناقص الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس . وايضا خلال فترة الحد الأدنى لنشاط الشمس فإن غلاف ” الهيلوسفير ” الذي يحيط بنظامنا الشمسي ينكمش والأشعة الكونية تخترق الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي بشكل أسهل نسبيا ولكن لا تأثير لها على البشر على سطح الأرض. ويتوقع مزيد من تعمق انخفاض الحد الأدنى للدورة الشمسية ، مع اختفاء للبقع لمئات الأيام ما يعني مزيد من الأشعة الكونية ، والثقوب الإكليلية في الغلاف الجوي للشمس تبقى مفتوحة لفترة اطول وظهور اضواء الشفق القطبي الوردية الاستثنائية التي تتشكل عندما تهبط الجسيمات النشطة الى ارتفاع غير معتاد وتضرب جزيئات النيتروجين عند مستوى 100 كيلومتر وما دون فوق سطح الارض جدير بالذكر بان كثير من الدراسات لم تتوصل لوجود رابط بين دورة البقع الشمسية واحوال الطقس على الارض.
مشاركة :