كشف كتاب جديد عن خبايا طفولة وطبيعة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، والحياة التي كونت شخصيته الدكتاتورية، حيث عاش سنوات حياته الأولى في قصر بالعاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج، إلى جانب منزل العائلة المطل على البحر في مدينة وونسان.وأوضح الكتاب، الذي ويحمل اسم "الخليفة العظيم: سر صعود وحكم كيم يونج أون" من تأليف الصحفية الأمريكية في الواشنطن بوستآنا فيفيلد أنه ومنذ طفولته، لم تتم تربية كيم جونغ أون كطفل عادي وكان بعيدًا تمامًا عن أمثاله من الأطفال، ونشأ محاطًا بكبار رجال الدولة، وهو ما بدا في عيد ميلاده الثامن، عندما ظهر ببدلة سوداء وربطة عنق وحصل على باقات ورود من المسؤولين "بدلًا من أن يلهو مع غيره من الأطفال".وظهرت الطباع الحادة على كيم منذ طفولته، ونقلت فيفيلد رواية طباخ ياباني عمل في منزل عائلة الزعيم حول الطفل كيم الذي "رفض مد يده لمصافحته ورمقه بنظرات حادة بالرغم من أنه كان في السادسة من عمره فقط"، وفي العمر نفسه، قدم له والده الديكتاتور الراحل كيم جونج إيل، سيارة تم تعديلها خصيصا ليتمكن الزعيم الطفل من قيادتها، إلى جانب حمله للسلاح وهو في سن الحادية عشرة، حسب ما ذكر موقع صحيفة التليجراف البريطانية. هذه الشجاعة والطباع الحادة لطفل الديكتاتور الكوري ساهمت في تقريب كيم من والده وجعله الزعيم المقبل عوضًا عن أخويه غير الشقيقين الأكبر سنًا، كيم جونج نام، الذي اغتيل في مطار كوالا لامبور -وقالت تقارير وقتها إن كيم نفسه وراء هذه العملية- وكيم جونج تشول، الذي عُرف بعزلته الاجتماعية.وأشار الكتاب إلى أن الديكتاتور الراحل كان يوفر لطفله الأكبر كل ألعاب الفيديو الخاصة بـلعبة سوبر ماريو الشهيرة، وكان يسمح له بمشاهدة أفلام جيمس بوند ودراكولا في سينما خاصة عازلة للصوت، كما كان الطفل كيم مهووسا بنماذج الطائرات والسفن. في تلك الفترة لم يكن لديه أي صديق في سنه ليلعب معه، وفق ما ذكر لي يونج جوك، الحارس السابق للزعيم، والذي انشق عام 2002 هاربًا إلى الصين ومنها إلى كندا، والذي أوضح في مقابلة أجراها مع موقع إي بي سي نيوز في تورنتو مطلع العام الماضي، أن الرجل الجالس على الزر النووي الأخطر في العالم "كان سريع الغضب، لا يهتم بمشاعر الآخرين، ولا يشعر بالأسف من أجلهم، كما كان يفعل ما يريده، حتى الصراخ في وجه السيدات" وكان جوك قد شاهد كيم عدة مرات وهو يحطم ألعابه عندما كان في السادسة أو السابعة من عمره، لأنه لم يكن يفكر بالعواقب أبدا عندما يكون غاضبًا.ومع وصول كيم يونج إلى الثانية عشرة، تم إرسال كيم وأخيه كيم جونج نام إلى بيرن في سويسرا للدراسة، حيث عاشا مع عمتهما وزوجها تحت اسم مستعار -بعد عامين انشقت العمة عن النظام الكوري الشمالي وهربت إلى الولايات المتحدة- وخلال هذه الفترة سافر معظم الدول الأوروبية واحتفل مع أصدقائه، مستخدما جواز سفر برازيلي مزور لتبقى هويته سرية؛ وفي هذه المرحلة كذلك برزت طباعه الحادة أكثر فأكثر، فقد كان يعتدي بالضرب والبصق على زملائه في الدراسة، خاصة أولئك الأكثر ذكاء منه، كما كان يشعر بالغضب إذا أقدم زملاؤه على التحدث باللغة الألمانية التي لم يكن يتقنها، فيما عرف بعنفه خلال ممارسة لعبة كرة السلة المفضلة لديه؛ وقد ذكرت عمته خلال حديث سابق لها، أن كيم لم يكن ليقبل في أن يستمر بنمط الحياة العادي بعيدًا عن كوريا الشمالية "لأنه لم يعتد أن تتم معاملته كغيره من البشر".
مشاركة :