بعد رحيل الرئيس المصري السابق محمد مرسي ثار الجدل مرة أخرى بشأن الطريقة التي أدار بها البلاد خلال فترة حكمه التي استمرت عاما واحدا. وكان مرسي، الذي وافته المنية يوم الاثنين 17 يونيو/حزيران عن 68 عاما، هو أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر المعاصر، إذ تولى الحكم في شهر يونيو/حزيران 2012 بعد أول انتخابات شهدتها مصر عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ليكون الرئيس الأول بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011. وأستمر مرسي رئيسا لمصر إلى أن أطاح به الجيش في 3 يوليو/حزيران 2013. ولم ينته الخلاف منذ ذك الوقت حول الطريقة التي أدار بها مرسي البلاد، وحول الطريقة التي تم بها إنهاء حكمه على يد الجيش. فعلى سبيل المثال يرى الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إريك تريجر في كتابه "الخريف العربي: كيف فاز الإخوان المسلمون بمصر وخسروها في891 يوما؟" أن الإخوان المسلمين لم يخطفوا الثورة، كما يرى البعض، لكنهم كانوا في الواقع الحركة الوحيدة المنظمة والمنضبطة في مصر لدرجة تكفي لتحدي النظام القديم في الانتخابات عقب الثورة. وأشار إلى أن تحرك الجيش ضد مرسي لم يكن النتيجة الحتمية لتصميمه على حرمان الإخوان من مكانهم في هيكل السلطة السياسية، وإنما كان افتقار الإخوان للرؤية والكفاءة هو الذي دفع أكبر حشود في مصر على الإطلاق إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح. في المقابل يقول مؤيدو الرئيس الراحل أن مرسي لم يتمكن من تنفيذ برنامجه الانتخابي لقصر فترة حكمه. كما أن زعماء بعض القوى الإقليمية مثل السعودية والإمارات، التي ساعدت على الإطاحة بمرسي من وجهة نظرهم نتيجة دعمها لرموز النظام السابق، لم تكن لترضى بنجاح واستمرار حكم الإخوان المسلمين لمصر لأن ذلك يمثل تهديدا لحكمهم. وتظل أحد أبرز الانتقادات التي وجهت لحكم محمد مرسي هو اعتماده أساسا على جماعة الإخوان المسلمين دون أن يسعى إلى تشكيل توافق سياسي أوسع يشمل مختلف الأطياف والتوجهات السياسية في مصر. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية والمرشح الرئاسي السابق عمرو موسى عقب وفاة مرسي إن التاريخ سيحكم على حكم الإخوان سلبيا. وكتب موسى على حسابه في تويتر: "كان محمد مرسي رمزا لحكم الإخوان المسلمين لمصر لعام كامل لم يستطع أن يؤدي فيه كرئيس لكل المصريين". وأضاف: "سوف يحكم التاريخ على نتائج حكم الجماعة ورئيسها لهذا البلد الكبير.. أعتقد أنه سيكون حكما سلبيا.. رحمه الله وغفر له". ويرى منتقدون لحكم مرسي أن دخول الإخوان المسلمين على خط ثورة 25 يناير عام 2011 بشكل عام لم يكن بنية الإصلاح وإنما بهدف تنفيذ تجربة حكم إسلامي في مصر. ورغم إعلان مرسي أنه رئيس لكل المصريين عندما تولى الحكم في 30 يونيو 2012، وهو ما كان يكرره في كل خطاباته، إلا أنه أعطى الإسلاميين اليد العليا في العديد من مفاصل الدولة المهمة ومنها بعض الوزارات الرئيسية. كما قام بعزل العديد من المحافظين ليحل محل نصفهم تقريبا عناصر من الإخوان المسلمين، فضلا عن تعيين عناصر جهادية سابقة، مثل اختيار عادل الخياط عضو حزب البناء والتنمية، الجناح السياسي للجماعة الإسلامية محافظا للأقصر. خطوة رآها البعض بأنها تخلو من أي فطنة سياسية لا سيما وأن الجماعة الإسلامية وُجهت إليها اتهامات بالتورط في ارتكاب مذبحة الأقصر في نوفمبر عام 1997، التي راح ضحيتها نحو 60 سائحا وكان لها تأثير سلبي كبير على السياحة في مصر. يرى المنتقدون أن مرسي لم يكن يصلح لحكم مصر لأنها تحتاج إلى رجل قوي يستطيع بسط نفوذه على كل مفاصل الدولة ويضمن ولاء الجميع، بما فيهم الجيش، وهو ما افتقر إليه الرئيس الراحل. كان مرسي قد خاض انتخابات الرئاسة ببرنامج "مشروع النهضة" الذي مثل برنامجه الانتخابي. وأكدت جماعة الإخوان المسلمين في بيانها أن لديها "مشروعاً لنهضة الوطن في مختلف المجالات، وأن مرشحها يحمل هذا المشروع الذي يؤيده الشعب المصري، وتسعي الجماعة والحزب إلي تحقيقه لتعبر مصر إلي بر الأمان، وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب". لكن مرسي أخفق في الوفاء بأي من وعوده الانتخابية خلال السنة المضطربة التي أمضاها في الحكم، واتهمه معارضوه بإقصاء الآخرين واحتكار السلطة من قبل جماعة الإخوان، أما مؤيدوه فيرون أنه تم إفشال تجربة مرسي في الحكم من داخل قوى داخلية رافضة له علاوة على قوى إقليمية حاربته منذ اليوم الاول لتوليه السلطة. برأيكم أين أصاب وأين أخطأ مرسي في فترة حكمه؟ ما العامل الأبرز الذي أدى إلى الإطاحة بمرسي؟ إلى أي مدى أثرت القوى الخارجية على طريقة حكم مرسي والإطاحة به؟ ما أثر تجربة حكم مرسي على حركات الإسلام السياسي في مصر والمنطقة؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 19 يونيو/حزيران من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
مشاركة :