أعلن موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي رسمياً عن إطلاق عملته الرقمية الجديدة، التي تحمل اسم «ليبرا». وتستند العملة الرقمية الجديدة، المماثلة لعملة «بيتكوين»، على تكنولوجيا «بلوك تشين» (سلسلة الكتل)، ولكنها سوف تتوافر من دون أن تكون عُرضة لتقلبات الأسعار. وتشبه «بلوك تشين» دفتر حسابات عمومياً، وفيه يتم تسجيل جميع المعاملات المالية في كتل (Blocks) وتحتوي كل كتلة على بيانات المعاملة من حيث التوقيت والمبلغ وغيرها، وصُممت سلسلة الكتل هذه بطريقة تمنع تعديل السجلات الفائتة، أي إنه عندما تخزّن معلومة ما في سلسلة الكتلة لا يمكن لاحقاً القيام بتعديل هذه المعلومة. وأعلن مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ، اليوم (الثلاثاء)، عبر صفحته الرسمية بالموقع، أن رابطة باسم «ليبرا» تضم 27 مؤسسة حول العالم، هي مؤسسة غير ربحية مهمتها بدء إطلاق العملة، والتي تتمثل في إنشاء بنية تحتية مالية عالمية بسيطة تمكّن مليارات الأشخاص حول العالم من استخدام العملة. وقال: «نطمح إلى أن يتم التسهيل على الجميع إرسال الأموال وتسلمها تماماً مثلما تستخدم تطبيقاتنا لمشاركة الرسائل والصور على الفور». ومن أجل تحقيق هذا الهدف، شكّل «فيسبوك» تحالفاً مع رابطة «ليبرا» ومقرها جنيف بسويسرا، ومن بين أعضائها الحاليين شركات مقدِّمة للخدمات المالية مثل «فيزا» و«ماستر كارد» و«باي بال»، وهي شركات يمكنها تسهيل دمج عملة «ليبرا» في أنظمة الدفع. كما انضمت إلى التحالف شركتا «فودافون» و«إي باي»، بالإضافة إلى منصة «بوكينغ» لحجز رحلات السفر والفنادق، وتطبيق «سبوتيفاي» الموسيقي، وشركتي «أوبر» و«ليفت» لخدمات النقل. من جهته، قال ديفيد ماركوس، مدير مشروع العملة، إن «فيسبوك» لن يكون قادراً على الاطلاع على بيانات المعاملات. وأضاف ماركوس لوكالة الأنباء الألمانية، أن نظام «ليبرا» سوف يستخدم في بادئ الأمر بصورة أساسية في التحويلات بين العملات المختلفة. ومع ذلك، فإن رؤية المشروع طويلة المدى هي جعل العملة وسيلة كاملة للدفع. ويشار إلى أن عملات تكنولوجيا «بلوك تشين» مثل «بيتكوين» تتأثر بتقلبات الأسعار، وهو أمر يسعى «فيسبوك» لتجنبه مع عملة «ليبرا». لذلك سوف يتم تخصيص صندوق احتياط مؤلَّف من عملات مختلفة لتغطية عملة «ليبرا». وسوف تحدد رابطة «ليبرا» كيفية التعامل مع العملات والسندات مثل الأسهم كاحتياط للحفاظ على سعر مستقر. وعلى عكس «بيتكوين»، لن تكون «ليبرا» عملة يطلقها مستخدمون، ولكن سوف يتعين شراؤها من الدول الأعضاء بالرابطة أو المنصات التجارية، ومن المقرر أن تطلَق العملة علناً في النصف الأول من العام المقبل 2020.