دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي -في خطبة الجمعة أمس- الشعب اليمني الشقيق إلى الوقوف مع حكومته الشرعية المنتخبة في خندق واحد ضد الفرقة العدوانية والشرذمة الخبيثة ومن يقف وراءها، مشدداً على أن هذه الزمرة لو تمكنت لأفسدت في الأرض وأهلكت الحرث والنسل، والكل يتابع ما تفعله وهي لم تتمكن، وقال: ألم يحاربوا القرآن الكريم بهدم مدارسه، وإغلاق مساجده، وتشريد معلميه، ألم يحاربوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتلوا طلبة الحديث ويحاصروهم حصارا شديدا ويخرجوهم من ديارهم بغير حق، ألم يحاربوا العلم بهدم جامعاتهم ونهب محتويات وحرق مؤسساتهم ألم ينهبوا الأموال ألم يسطوا على البيوت الآمنة ألم ينتهكوا الأعراض، ألم يسفكوا الدماء ألم يهينوا الفضلاء، ألم يطاردوا الدعاة بغية قتلهم، ألم يشردوا العلماء ألم يقطعوا السبل، ألم يهلكوا الحرث والنسل ويوقفوا حركة الحياة، ألم يعتدوا على حدود المملكة ويقاتلوا جنودها، ألم يهددوا بغزو الحرمين الشريفين، ألم يلعنوا الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم، ألا يكفي هذا أيها الشعب اليمني لتتحدوا وتكفوا شرهم وشر من يقف وراءهم في اليمن، وتنقذوا هذا القطر من الفتن والأخطار، حتى تعيش الأجيال بسلام. وحذر الشيخ الحذيفي من الشائعات المغرضة التي يتم بثها عبر وسائل متعددة بهدف فت عضد الناس وتلويث عقولهم داعياً للتنبه لها ولا سيما من قبل الشباب، مشددا على أن المملكة عندما هبت لنجدة اليمن فإنها تقف ضد الفرقة الخبيثة ومن يساندها ولا تستهدف الطائفة الزيدية التي تعيش منذ القدم بجوار المملكة في أمن وأمان ورخاء بل شاركوا مواطنيها في منافع الحياة ومصالحها، ولا يزال كثير منهم يعيشون هنا في خير وعافية. وتناول الحذيفي في خطبته الصراع الأزلي بين الخير والشر، وفضل اليمن وأهله قديما وحديثا، والتآمر الذي تقوده الفرقة الباغية الظالمة. وقال: إن الصراع بين الخير والشر والحق والباطل صراع قديم منذ أن خلق الله آدم عليه السلام الذي ابتلاه الله بإبليس لعنه الله ليكرم الله أولياءه ويعزهم في الدنيا والآخرة وليهين أعداءه ويخزيهم في الدنيا والآخرة "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، إن لله سننا تجري على كل أحد لا يقدر أحد من الخلق أن يغيرها ولا يبدلها قال تعالى: "فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا"، سنة الله الثابتة هي أن من أطاع الله ونصر دينه ونصر المظلوم وأعز الحق وأهله نصره الله، ومن حارب دين الله تعالى وأهان أولياءه واستكبر وبغى واستخف بالحرمات وعمل الجرائم أذله الله وجعله عبرة لغيره. وأضاف: هذا اليمن الشقيق جرت على ولاته قديماً وحديثاً سنن الله العادلة كغيره من الأقطار فمن أحسن وعدل وأقام الدين نال كل خير وعز، ومن أساء وظلم وطغى وبغى أخزاه الله وأهانه، وقد دخل الإسلام اليمن في أوائل الهجرة سلما بلا قتال حبا بالإيمان وقدمت وفود هذا القطر المبارك إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمين مؤمنين مؤدين الطاعة فعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام وبعث إلى اليمن عماله معلمين أحكام هذا الدين العظيم ومطبقين شريعته على العباد فبعث علي بن أبي طالب وأبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وخالد بن الوليد وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان الذي علمهم إياه النبي والصحابة فقال: "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، وفي الحديث الآخر: "أتاكم أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوبا"، وشاركوا في الفتوح الإسلامية مشاركة فعالة دونها لهم التاريخ. وقال فضيلته من رحمة الله تعالى باليمن الشقيق وسنته الجارية أن من أراد أن يغير عقيدته التي نشرها الصحابة فيه عاجله الله بالعقوبة الأليمة الموجعة المخزية وجعله نكالا لمن بعده وحقره الناس أشد التحقير، واعتبروا ذلك بالأسود العنسي المتنبئ الكذاب الذي عظم شره واشتعلت نار فتنته فسفك الدماء وارتكب القبائح وسبى النساء وحرق بالنار وممن حرقه أبا المسلم الخولاني فكانت النار عليه بردا وسلاما، وقُتل سريعا قتله رجل مبارك من اليمن، وتتبع فلوله المؤمنون في عهد الصديق رضي الله عنه، فدرت بركات اليمن بعد هلاكه وهلاك أتباعه. وأضاف: هذه الطائفة المنحرفة المتآمرة على اليمن تريد أن تغير هوية اليمن ودينه الإسلامي ومكارم أخلاقه وتهين كرماء القوم وتذل أهل الحمية الإسلامية والفضل وهي طائفة معروفة بالعدوان والدسائس وقد عرف بالتفصيل من يقف وراءها في داخل اليمن وخارجه وأصبحت أهدافهم ونواياهم مكشوفة للعيان من تخريب وإفساد وتصريحات، قال تعالى: "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون"، وأصبحت هذه الطائفة خطرا مزعزعا للسلم وللأمن وخطرا أعظم على أمن المنطقة واستقرارها وحربا على جيرانها، ولما رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأيده- هذه الأمور الشنيعة من هذه الشرذمة الخطيرة وأنها لن تكف عن الإفساد وطلبت الجمهورية اليمنية من جيرانها ومن دول التحالف المشاركة التدخل لكف شر هذه الزمرة الغادرة وإفشال انقلابها على الحكومة المنتخبة المعترف بها إقليميا ودوليا لبت المملكة هذا النداء وقامت بواجب تشكر عليه، ونصرت بلدا جارا مظلوما اغتصبت سيادته وانتهكت حقوق أهله فأنقذهم خادم الحرمين بهذا القرار الصائب بتوفيق الله، فجاء قرار عاصفة الحزم وتكون حلفها في وقت أحوج ما تكون إليه الأمة، لكف شر هذه الزمرة التي أضرت بكل شيء. وأضاف: ما تبذله تلك الطائفة من المال لكسب الأنصار سيكون التخاذل بسبب بذلها ذلا لذرية القابلين له والقاعدين عن نصرة الحق الذي حاربه هؤلاء، ماذا ينتظر الشعب اليمني بعد هذه الجرائم؟، مع أنهم لم يتمكنوا فكيف لو تمكنوا؟ "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون".
مشاركة :