اقترح الفنان والنحات الفرنسي فريديرك أوجست بارتولدى صنع تمثال كبير من النحاس على غرار برج إيفل إهداء من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي في الذكرى المئوية على استقلال أمريكا وكنوع من تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، لكن الفكرة واجهت مشاكل عدة من بينها مشكلة التمويل اللازم، كان هذا هو تمثال الحرية الشهير بأمريكا، والذي تحل ذكرى وصوله إلى أمريكا قادمًا من فرنسا، يوم غد الأربعاء. ساهمت فرنسا في تمويل مشروع التمثال، واتفقت مع أمريكا على صنع قاعدة التمثال، بينما قاد حملة تبرعات للتمثال السيناتور الأمريكي ويليام إيفارتز الذي أصبح وزيرا للخارجية الأمريكية فيما بعد، ولاقت الفكرة إعجاب الصحف وبعض الأدباء والشعراء، حتى كتبت الشاعرة إيما لازاروس قصيدة بعنوان "التمثال الجديد".انتهت أعمال تصميم التمثال في يوليو من العام 1884، وتم شجنه على باخرة وصلت إلى ميناء نيويورك في يونيو من العام 1885، بعدما تم تفكيك التمثال إلى أجزاء بلغت 350 وقطعة وضعت في 214 صندوقا لتخزينها لحين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها والتي انتهت في وقت لاحق لوصول التمثال.سبق وأن عرض النحات تمثاله في شوارع فرنسا لمدة 4 سنوات، وكان التمثال مثيرا للدهشة والإعجاب، ويقال إن فكرة وجه التمثال استلهمها الفنان من وجه أمه بينما كان جسده يشبه تماما جسد حبيبته، ويرجح البعض أن التمثال مرحلة متطورة من تعلق بارتولدي بفكرة أشعة الشمس التي ظهرت فوق عملة تاريخية أثرية للإمبراطور بطليموس الثالث من البطالمة في مصر، وربما قد تأثر الفنان بذلك بعدما عرض على الخديوي إسماعيل وضع تمثالا لفلاحة مصرية تحمل شعلة لهداية السفن لوضعه في قناة السويس لكن الخديوي رفض الفكرة لكونها باهظة التكاليف، لذلك يعتقد كثيرون أن فكرة التمثال لامرأة عربية أو فلاحة مصرية بالأساس لكون دراسة وتعلق بارتولدي بالمنحوتات المصرية.بعد حفل تدشين تمثال الحرية في ميناء أمريكي للترحيب بالمهاجرين والزوار، فكر البعض في صنع تمثال مماثل لمدينة باريس، وتم تكليف مجموعة من الفنانين المهرة لصنع تمثال من البرونز، يبلغ طوله 9 أمتار فقط، تم نصبه على جزيرة الأوز على نهر السين كي يتمكن المتنزهون في المراكب السياحية من مشاهدته، أيضا حظيت اليابان بنسخة مماثلة من تمثال الحرية.ولم تكن فرنسا واليابان فقط هما اللذان تمتعا بنسخة من تمثال الحرية، بل كان هناك مئات من تماثيل الحرية التي تم نصبها في أرجاء العالم في النمسا، وألمانيا، وإيطاليا، والصين، وفيتنام.
مشاركة :