انتعاش بسوق الأسماك بعد أشهر قليلة من وقف الكراف

  • 6/19/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غالب أحمد:أكد عدد من المهتمين بالبيئة البحرية أن قرار منع الصيد بشباك الجر القاعية والمعروف بالكراف أسهم في انتعاش سوق الأسماك من خلال زيادة المعروض من الأسماك خلال فترة وجيزة من تطبيق قرار منع الكراف.وقال عضو مجلس الشورى الدكتور محمد علي حسن إن الثروة السمكية ثروة نابضة وتقل تدريجيا اثر الممارسات الجائرة، منها طريقة الصيد بالكراف التي تقوم على جر القاع البحري وتساهم في تدمير البيئة البحرية وتدمير القاع الذي يؤدي الى تدمير الاماكن المناسبة لنمو الاسماك.بدوره، أكد الخبير في الشأن البيئي الدكتور شبر الوداعي أن منع الصيد بـ«الكراف» يعزز المسار الاستراتيجي للبحرين في إنجاز أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن وسائل صيد الكراف تجرف الاسماك الكبيرة والصغيرة ويرقات الاسماك، وتقضي على بيوت الاسماك وتدمر مواقع تكاثرها.وقال الجزاف عبدالرحمن البديعي: «تحسن البحر كثيرًا بعد وقف الكراف وخلال أشهر قليلة، حيث عاد شعري البديع والمعروف بجودته إلى السوق وهو من أفضل الأنواع وحجمه جيدجدًا».من جهتها، دعت جمعية البديع لهواة الصيد إلى تحديد مواقيت للصيد، كي تستطيع الاسماك النمو والوصول إلى أحجام جيدة قابلة للصيد، كما دعت إلى ضرورة الإسراع في منع الصيد بشباك النايلون. الوداعي: مـنـع الـكـراف يـحـقـق أهــداف الـتـنـمـيـة الـمستـــدامـةأكد الخبير في الشأن البيئي الدكتور شبر الوداعي أن منع الصيد بـ«الكراف» يعزز المسار الاستراتيجي للبحرين في إنجاز أهداف التنمية المستدامة، مشددًا على أن أضرار شباك الجر القاعية على البيئة البحرية مثبتة علميًا.وقال الوداعي: «في السابق وخلال فترة السبعينات من القرن الماضي وعندما كنا نبحر في قوارب الصيد التراثية مع البحارة التقليديين الذين يتميزون بثقافتهم العميقة في مفاهيم بعدها معيشي وانساني في صون الثروات البحرية، ويلتزمون بقيم المسؤولية في استخدام وسائل الصيد الرشيد، كانوا يعبرون عن انزعاجهم عند رؤية القوارب التي تستخدم شباك الجر القاعي للصيد وهي تقوم بعمليات الصيد، وكانوا يرون فيها وباءً وخطرًا على الثروات البحرية».وأضاف: «وسائل صيد الكراف تجرف الاسماك الكبيرة والصغيرة ويرقات الأسماك، وتقضي على بيوت الأسماك وتدمر مواقع تكاثرها، وان ذلك الموقف الذي كنا نستمع الى رواياته يجسد مستوى الوعي والثقافة التي يتميز بها البحارة التقليدين في العلاقة مع الثروات البحرية».وتابع الوداعي: «البحارة السابقون كانوا يستخدمون وسائل أكثر أمانا واهتماما للبيئة البحرية، حيث كانت ترتكز تلك الثقافة في مضمون جوهرها على البناء القيمي والمبادئ المتوارثة من الاجداد المبنية على ثقافة القيم الاخلاقية والمبادئ الدينية التي تحكم سلوك البحارة التقليديين في العلاقة مع الثروة البحرية كمقوم رئيس للامن المعيشي والاقتصادي».وذكر الدكتور الوداعي أن الجرف الجائر للقاع البحري بواسطة «الكراف» ساهم في استنزاف الأسماك الصغيرة وبيض الأسماك في قاع البحر، وهذا ما أثر بشكل سلبي على وفرة المحصول السمكي، سواء من حيث الكمية أو النوعية، مشيرا إلى أن الكراف أسهم بشكل واضح ومباشر في تدمير أماكن تكاثر الأسماك.وأشار الوداعي إلى أن القانون رقم 20 لسنة 2002 يحدد منظومة من الضوابط القانونية التي يجري بموجبها حظر الوسائل التي تتسب في تدهور ثروات البيئة البحرية، وذلك ما يجري النص عليه في المادة - 20 - التي يحظر بموجبها استخدام الادوات الممنوعة في الصيد البحري وتتمثل في (شباك الجر القاعي) لصيد الأسماك بواسطة أي نوع من سفن الصيد، وشباك الجرف العائمة (الهيالي)، والبنادق البحرية لصيد الأحياء البحرية، وشباك الألياف الصناعية (النايلون) الأحادي، والشباك المصنوعة من (النايلون) ذي الثلاث طبقات من الغزل، وشبكة صيد الربيان أثناء فترة منع الصيد.جمعية البديع لهواة الصيد: الكراف ممنوع دوليًا ويجب وضع مواقيت للصيدقال عضو جمعية البديع لهواة الصيد والرحلات البحرية محمد المداوي الدوسري إن الصيد بشباك الجر القاعية والمعروفة بالكراف ممنوعة ومحظورة دوليا ومنعها في البحرين ليس استثناءً، لافتًا إلى أن الجمعية وخلال عملها السابق قامت بحملات توعوية لتعريف الصيادين بخطورة هذا النوع من الصيد، وأن الصيد بالكراف دمر البحر، حيث يجر كل شي يأتي في طريقه بشكل مدمر.وطالب المداوي إدارة الثروة البحرية بإيقاف ومنع كل أشكال وسائل الصيد الجائر، وقال: «ليس الكراف فقط دمر البيئة البحرية، هناك نوع آخر، وهو الشباك النايلون والمعروف بالإسرائيلي، إذ إن هذا النوع من الشباك أدى إلى تدمير قاع البحر وتحويل القاع إلى مقبرة للأسماك بجميع أنواعها، حيث إن هذه الشباك النايلون يتم رميها وتقطيعها فيما بعد، ما يؤدي إلى هروب الأسماك إلى مناطق بعيدة».ودعا المداوي إلى تنظيم عملية الصيد بشكل أكبر، وقال: «يجب تحديد مواقيت للصيد كي تستطيع الاسماك النمو والوصول إلى أحجام جيدة، فالجميع يعرف أن الثروة السمكية هي ثروة وطنية تعادل الثروة النفطية، وأسماك البحرين هي من أفضل أنواع الاسماك في كل العالم».وأشار إلى انه يجب الاسراع بتعويض الصيادين بما يحفظ أرزاقهم وإيجاد مصادر أخرى لهم، خصوصًا الذين لديهم بوانيش.بعد حظر الكراف.. الجزاف البديعي: وفرة بالمعروض من الأسماك بأنواع وأحجام جيدةأكد الجزاف البحريني عبدالرحمن البديعي أن منع الكراف خلال الأشهر الماضية أدى إلى عودة بعض الأسماك، مشيرًا إلى ان حظر الكراف أدى إلى وفرة في الصيد والمعروض من الأسواق.وقال البديعي: «بعد منع الكراف تحسن البحر كثيرًا وهذا خلال أشهر قليلة، حيث عاد شعري البديع والمعروف بجودته إلى السوق وهو من أفضل الأنواع وحجمه جيد جدا».وأشار البديعي إلى أن هذا النوع من الصيد لم يكن متواجد في البحرين، وقال: «كنت بحارًا طوال حياتي واليوم أنا جزاف، الصيد بالكراف لم يكن موجود إضافة إلى شباك النايلون والمعروفة بالإسرائيلي، إذ كانت وسائل الصيد التي نستخدمها هي القراقير والحظور وهي وسائل لا تؤثر على البيئة البحرية».وطالب البديعي بمنع شباك النايلون بعد منع الكراف، حيث إنها دمرت البيئة البحرية وإن هذه الطريقة بالصيد لم تكن مستخدمة إلا حين دخل الآسيويون الى البحر وأدخلوا هذه الطريقة والتي دمرت البحر بشكل كبير.وأضاف: «البحارة والصيادين في السابق كانوا يبحرون لوقت قصير ويعودون بخير كثير ويحصلون على كميات كبيرة من الأسماك، إلا أنه الآن أصبح من الصعب الحصول على كمية قليلة من الأسماك بسبب عمليات الصيد الخاطئة التي يقوم بها بعض الآسيويين، فلذلك لابد من تطبيق النوخذة البحريني والذي سيحد من التصرفات المدمرة التي يقوم بها الآسيويون دون رقيب».وتابع الجزاف والبحار البديعي: «يجب منع تأجير الرخص بالباطن فلا يجوز أن يكون البحر رهينة للآسيويين والذي يستنزفون البحر دون أي مراعاة للبيئة البحرية والتي هي أمانة في أعناقنا».بدوره، قال عضو مجلس بلدي المحرق السابق محمد المطوع إن منع الصيد بالكراف ادى إلى توافر المعروض من الأسماك خلال الفترة الماضية، مؤكدا ان هذا القرار جاء في صالح المواطنين.وأضاف المطوع: «سأتحدث كمستهلك، حيث إنه ومنذ منع الصيد بالكراف الجميع تحسس التغير في المعروض في السوق من نوعيات الأسماك، وهذا ما رأيناه في الفترة الماضية وخلال شهر رمضان المبارك».واشار المطوع إلى أن القرار له آثار إيجابية كثيرة خصوصا على المواطنين المستهلكين للأسماك، حيث انخفضت الأسعار نتيجة لكثرة المعروض.وذكر المطوع أن القرار له جوانب أخرى يجب معالجتها، وهي إيجاد بديل البحارة أصحاب البوانيش، خصوصًا الذين يشكل البحر مصدر رزقهم الوحيد من صيد الربيان.الشوري الدكتور محمد علي: الكراف جريمة بحق الثروة البحريةأكد عضو مجلس الشورى الدكتور محمد علي حسن أن الثروة السمكية ثروة نابضة وتقل تدريجيًا اثر الممارسات الجائرة، منها طريقة الصيد بالكراف والتي تقوم على جر القاع البحري وتسهم في تدمير البيئة البحرية وتدمير القاع الذي يؤدي الى تدمير الاماكن المناسبة لنمو الاسماك.وأشار إلى أن الصيد بالكراف تدمير الى البيئة البحرية وجريمة بحق البحر، وصيد الكراف ممنوع في العديد من الدول، مؤكدًا على أن أي طريقة تدمر البيئة البحرية ستؤدي إلى نضوب وانقراض العديد من الأسماك، وهذا ما سينعكس سلبًا على الاجيال القادمة وعلى هذه الثروة الغذائية المهمة التي ارتبط بها شعب البحرين.وتابع عضو مجلس الشورى قوله: «من المفترض على الصيادين أن يكونوا هم الأولى والمتصدين لأي أعمال تؤدي لتدمير البيئة البحرية، وهذا يحتم ضرورة الوقوف مع هذا القرار المهم، حيث إن كثير من الدول تمنع هذا النوع من الصيد، لذلك أدعوا البحارة والصيادين للالتزام بهذا القرار المهم الذي سيحفظ مستقبل مهنتهم». وأكد الدكتور محمد علي أن الصيد بالكراف يدمر قاع البحر، وكما هو معروف ان قاع البحر هو البيئة المثالية لتكاثر الاسماك واستمرار الصيد بهذا الأسلوب المدمر سيؤدي إلى انقراض كثير من الاصناف السمكية والبحرية.

مشاركة :