واشنطن - بعد شائعات كثيرة وأنباء متضاربة، أعلنت منصة التواصل الاجتماعية العملاقة فيسبوك بشكل رسمي وحاسم عن إطلاق عملتها الافتراضية "ليبرا" في العام 2020، كما ستطلق محفظة عملات رقمية باسم "كاليبرا". ويؤكد خبراء أنه من المهم جداً امتلاك محفظة الكترونية لحفظ العملات الرقمية في مكان آمن ودون خشية من التعرض للقرصنة أو السرقة. وظهرت المحافظ الالكترونية في العام 2009 مع بروز العملات الرقمية الأولى مثل "بيتكوين" وكان سبب ابتكارها السعي لوضع حلول لمشاكل العملات الرقمية الافتراضية. وقالت فيسبوك في بيان على موقعها إن المحفظة ستكون متاحة عبر تطبيقات ماسنجر وواتساب وتطبيق قائم بذاته، ومن المتوقع انطلاقها أيضا في 2020. وأضاف البيان أن المحفظة الرقمية الجديدة ستمكن الأفراد من الادخار وإرسال الأموال واستلامها وحتى شراء السلع عبرها وإنفاق عملة "ليبرا" بسهولة وبطريقة آمنة. كما قامت فيسبوك بتأسيس شركة فرعية تحت مظلتها تحمل نفس الاسم ومتواجدة في جينيف السويسرية أين يتم تقديم ضمانات وتسهيلات كثيرة بشأن التحويلات المالية التقليدية والرقمية حول العالم. وستقتحم الشركة المعروفة بكثرة وتنوع خدماتها مرحلة جديدة من الخدمات ترتكز على التعاملات المالية لكن على مستوى عالمي وموسع. وستكون العملة الرقمية الجديدة "ليبرا" مدعومة عند إطلاقها بـ28 شركة من بينها ، "فيزا" و"ماستركارد" لخدمات الدفع ببطاقات الائتمان و"سترايب" و"باي بال" للدفع الإلكتروني، و"ليفت" و"أوبر" لخدمات الأجرة . وسيتم ارسال العملة الرقمية الجديدة باستخدام الهاتف الذكي "بنفس السهولة التي ترسل بها رسالة نصية وبتكلفة منخفضة". وتحرص فيسبوك على تحصين العملة الافتراضية الجديدة من تقلبات شوهت سمعة العملات الافتراضية مثل بيتكوين. وأمر مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك بواحد من أكبر التغييرات في الإدارة في تاريخ شبكة التواصل الاجتماعي فمنح قدرا أكبر من الحرية لكبير المسؤولين عن المنتجات في الشركة وأطلق قسما لتكنولوجيا سلسلة الكتل الرقمية "بلوك تشين". وقال ديفيد ماركوس، الذي تولى الإشراف على قسم ماسنجر خلال السنوات الأربع الماضية في رسالة على فيسبوك إنه سيترك دوره ليشكل مجموعة تستكشف كيفية استخدام تكنولوجيا "البلوك تشين" في فيسبوك. والبلوك تشين هي تقنية تعتمد عليها العملات الرقمية مثل البتكوين وقد تكون لها تطبيقات أخرى في مجال الأعمال لتكون بمثابة سجل للتعاملات. وقال ماركوس إن فيسبوك "يبدأ من الصفر في الخدمات المالية لكنه سينجح بكل تأكيد". وتتعرض البتكوين والعملات المشفرة الأخرى لتدقيق عالمي متزايد وسط تقلبات حادة في أسعارها. ويرى باحثون أنه في حين أن لدى العملات الافتراضية فوائد عديدة تتضمن تسويات مالية أسرع وأكثر كفاءة فإن المخاوف التنظيمية تتركز بشأن استخدامها في التجارة غير القانونية (المخدرات، السرقة، المواد الإباحية، وحتى دعم القتلة المأجورين وتمويل الإرهاب وغسيل الأموال وتجنب ضوابط رأس المال. ويقر باحثون بالحاجة إلى المزيد من البحوث بشأن علاقة العملة الرقمية بتمويل نمو السوق السوداء، لكنهم يقولون إنها قد تكون ببساطة "طريقة دفع مختلفة وجديدة للجرائم القديمة".