دفن الرئيس المصري السابق محمد مرسي في القاهرة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء في مراسم اقتصرت على الأسرة بعد إصابته بنوبة قلبية بالمحكمة. وقال عبد الله محمد مرسي إن جثمان والده ووري الثرى في مقابر تضم جثامين قيادات أخرى في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا. وقال شقيقه أحمد على صفحته على فيسبوك "قمنا بتغسيل جثمانه بمستشفى سجن ليمان طرة وقمنا بالصلاة عليه داخل مسجد السجن ولم يصل عليه إلا أسرته". وساد الهدوء صباح الثلاثاء شوارع العاصمة لكن تركيا التي كانت تدعم مرسي قالت إنها ستقيم جنازات رمزية في أنحاء أقاليمها اليوم. وقالت السلطات ومصدر طبي إن مرسي توفي الاثنين بعد أن سقط مغشيا عليه في قفص الاتهام أثناء محاكمته في قضية بتهمة التخابر. وكان مرسي الذي توفي عن 67 عاما مسجونا منذ عزله بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي دام عاما واحدا. وكان هناك انتشار أمني مكثف مساء الاثنين حول السجن الذي كان مرسي محتجزا به في القاهرة وفي محافظة الشرقية، مسقط رأسه، حيث قالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية أعلنت حالة التأهب. ولم يكن هناك تواجد أمني ملحوظ في وسط القاهرة صباح الثلاثاء، ولم تعط وسائل الإعلام المصرية، الخبر أهمية خاصة. وتوفي مرسي عن 67 عاما بعد ظهر الاثنين في معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة حيث كان يخضع للمحاكمة.ونقلت النيابة العامة في بيان عن النائب العام المصري نبيل صادق قوله إن "النيابة العامة أُخطرت بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة". وأوضح البيان أن مرسي طلب الكلام أثناء الجلسة وتحدث بالفعل "لمدة خمس دقائق. وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة". وأضاف أنه أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين "في القفص سقط مغشياً عليه ونقل على الفور الى المستشفى حيث تبيّن وفاته". وأوضح أنّ مرسي "وصل متوفياً إلى المستشفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة. وقال محام آخر من فريق الدفاع أسامة الحلو إن المتهمين الذين كانوا معه في القفص بدأوا، بعد سقوطه أرضا، يطرقون على زجاج القفص و"يصرخون عاليا أن مرسي قد مات". وفي الأردن، حملت جماعة الإخوان في بيان نشر الثلاثاء ما أسمته "سلطات الانقلاب" في مصر مسؤولية "استشهاد" الرئيس المصري السابق، "بعد اعتقاله لسبعة أعوام من السجن الانفرادي". كما وصف الرئيس التركي الذي كان من أبرز داعمي مرسي، الرئيس السابق بـ"الشهيد". ثم أكد في خطاب أن "التاريخ لن يرحم أبدا الطغاة الذين أوصلوه الى الموت عبر وضعه في السجن والتهديد بإعدامه". كما أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن "بالغ الأسى" لوفاة مرسي. ونعت حركة حماس مرسي بعد "مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية". وتثير وفاة مرسي مخاوف من شن جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها المسلحة عمليات في مصر، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى. وكانت محكمة جنايات القاهرة أجلت الأحد محاكمة مرسي و23 آخرين من قيادات جماعة الإخوان في القضية المعروفة إعلاميا بـ”التخابر مع حماس” إلى جلسة الاثنين، لاستكمال مرافعات هيئة الدفاع عن المتهمين.
مشاركة :