من خلال إعلانها تخزين اليورانيوم وانتهاك الأجزاء الرئيسية من الاتفاق النووي لعام 2015، تأمل إيران في إجبار أوروبا على اتخاذ إجراءات صارمة لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة - ولكن بدلاً من ذلك تجازف بجعل العدد القليل المتبقي من الدول المدافعة عن الاتفاق تشعر بالسخط. وقال الناطق باسم الوكالة الذرية الإيرانية بهروز كمالفاندي إن البلاد ستتجاوز، خلال 10 أيام، كميات اليورانيوم المنخفض التخصيب التي يسمح لها بتخزينها بموجب الاتفاقية. وتقول مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية في معرض تعليقها على القرار الإيراني إنه ينظر إلى هذا الإعلان، الذي يؤكد تهديدات الرئيس حسن روحاني الشهر الماضي، على أنه وسيلة لحض الدول الأوروبية التي دعمت الاتفاق على الوفاء بوعودها بتقديم بعض الإغاثة الاقتصادية لإيران وللمساعدة في التوسط في مصالحة أوسع نطاقاً مع واشنطن. طاولة التفاوض ووصف بعض المحللين الإعلان الإيراني بأنه استفزاز تم معايرته بعناية. وقال إيسفنديار باتمانغيليدج، وهو خبير إيراني ومؤسس شركة بورس أند بازار الإعلامية: «يعتقد نظام طهران أنه طالما شعرت أوروبا أن ما يحدث هو أزمة اقتصادية، فسيكون رد فعلهم محدوداً على الجانب الاقتصادي». وأعتقد أن تحول النقاش في طهران إلى الضغط هدفه جعله أزمة أمنية، وليس أزمة اقتصادية، من أجل الضغط على الأطراف المتبقية في الاتفاق من الأوروبيين، بالإضافة إلى روسيا والصين، وهدفه حض واشنطن على العودة إلى طاولة المفاوضات. أزمة أمنية أضاف: الآن إيران لم تعد تفي بالتزاماتها، ربما لإحداث أزمة أمنية، ولأسباب سياسية داخلية، لا يمكن للإيرانيين استئناف مفاوضات واسعة النطاق مع الولايات المتحدة إلا إذا اعتُبر أنهم يقودون العملية، بدلاً من أن يظلوا أسرى لها. لكن الأوروبيين لديهم القليل ليقدمونه لإيران فيما يتعلق بتخفيف العقوبات أو النفوذ لدى واشنطن. وقد أبقت أوروبا الاتفاق النووي الإيراني على جهاز الإنعاش طوال العامين الماضيين، أولاً عن طريق الخروج بقرار أمريكي بالانسحاب من الصفقة، ثم من خلال الدخول في محادثات تهدف إلى طمأنة إيران بأنها ستفعل ما في وسعها لتخفيف حدة العقوبات. مواقف متشددة غير أن إدارة ترامب اتخذت موقفاً أكثر تشدداً ضد طهران ولم تظهر أي إشارة على أنها ستعود إلى الاتفاق. وقال إيلان غولدنبرغ، الذي قدم المشورة لوزارة الدفاع الأمريكية بشأن سياسة إيران من عام 2009 إلى عام 2012: «لقد لعب الأوروبيون دوراً قوياً للغاية»، وأضاف: «ليس هناك الكثير مما يمكنهم فعله لمعالجة مخاوف إيران بشأن العقوبات. ولا يمكن للحكومات الأوروبية أن تجعل شركاتها تستثمر في إيران لأنها لا تريد المجازفة بفرض عقوبات أمريكية». استجداء وساطة وصرح جيرار أراود، سفير فرنسا السابق لدى الولايات المتحدة، لموقع فورين بوليسي أن هذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران بخرق الاتفاق النووي. وينظر إلى هذا الإعلان، الذي يؤكد تهديدات الرئيس حسن روحاني الشهر الماضي، على أنه وسيلة لحث الدول الأوروبية التي دعمت الاتفاق على الوفاء بوعودها بتقديم بعض الإغاثة الاقتصادية لإيران وللمساعدة في التوسط في مصالحة أوسع مع واشنطن.ShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :