يواجه موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ضغوطا للتخلص من محتوى خطاب الكراهية والأخبار المزيفة، ولكنه حذر من أنه لا يستطيع إنشاء منصة لا تتأثر بالطبيعة البشرية. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن كارولين إيفرسون، نائبة رئيس الموقع المسؤولة عن التسويق، خلال مهرجان دعائي في فرنسا الثلاثاء ”هذه ليست مشكلة يمكن حلها بالكامل“. وأضافت ”هناك بعض الأجزاء السيئة من البشرية، والمنصات انعكاس لها”. وتتعرض مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما لانتقادات لعدم بذلها ما يكفي للحد من انتشار خطاب الكراهية والدعاية للإرهاب والمعلومات المضللة على منصاتها. وكان موقع فيسبوك قد قام بمحو 2.2 مليون حساب مزيف خلال الربع الأول من هذا العام فقط. وقالت إيفرسون إن موقع فيسبوك كلف 30 ألف موظف بالعمل على قضية سلامة المنصة، وذلك مقارنة بأقل من 3000 موظف منذ عامين. وأوضحت إيفرسون أن فيسبوك يقوم الآن بمحو 99.8 بالمئة من المحتوى المتعلق بالإرهاب قبل أن يراه المستخدمون، و65 بالمئة من المحتوى المتعلق بالكراهية. وأضافت ”إنها لعبة قط وفأر”، موضحة ”هذا العمل لن ينتهي أبدا”. وكان استطلاع رأي دولي نُشر الأسبوع الماضي أشار إلى أن 86 بالمئة من مستخدمي الإنترنت وقعوا ضحية أخبار مضللة، معظمها منتشر على صفحات موقع فيسبوك. وقال المشاركون في الاستطلاع إنهم يريدون من الحكومات وشركات التكنولوجيا أن تتصدى معا لهذه النشاطات التي تساهم في نمو عدم الثقة بالإنترنت، كما أنها تؤثر سلبا على الاقتصادات والحوار السياسي. ووفق استطلاع ايبسوس السنوي الذي يشارك فيه 25 ألف مستخدم للإنترنت في 25 بلدا، تم تحميل الولايات المتحدة حصة الأسد من المسؤولية في نشر الأخبار المضللة، تليها روسيا ثم الصين. وبحسب ما توصل إليه القائمون على الاستطلاع، يظهر أن الأخبار المضللة طاغية على موقع فيسبوك، لكنها موجودة أيضا على يوتيوب والمدونات وتويتر. وبيّنت نتائج الاستطلاع أيضا أن المستخدمين في مصر كانوا الأكثر سهولة في التعرض للخداع، بينما المشاركون في باكستان كانوا الأكثر تشككا. وكشفت النتائج توسّع الشعور بانعدام الثقة بشركات مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاظم القلق حول الخصوصية والتحيّزات المعدّة سلفا من خلال الخوارزميات التي تستخدمها شركات الإنترنت وتعتمد عليها لإعطاء أفضلية لمنشور على حساب آخر. والاستطلاع الذي استند إلى مقابلات شخصية وأخرى عبر الإنترنت جرى بين 21 ديسمبر 2018 و10 فبراير 2019 لحساب مركز ابتكار الحوكمة الدولية. وقال فين أوسلير هامبسون المسؤول في المركز “استطلاع هذا العام للاتجاهات العالمية لا يؤكد فقط هشاشة الإنترنت، لكن أيضا نمو الشعور بعدم الارتياح لدى المستخدمين تجاه وسائل التواصل الاجتماعي والسلطة التي تفرضها هذه الشركات على حياتهم اليومية”.
مشاركة :