أدرجت روسيا اليوم الثلثاء، تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط في إطار "سلوك متعمّد للتسبّب بحرب" مع إيران التي طرحت 4 اقتراحات لمواجهة "التهديدات الهجينة" الأميركية التي "تستهدف الأمن القومي والاستقرار والتنمية" في المنطقة. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس. نفضّل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبّب بتصاعد التوتر في منطقة غير مستقرة أساساً". أما سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، فرأى أن خطط واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة "لا يمكن أن تُدرج إلا في خانة سلوك متعمّد للتسبّب بحرب". وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال خلال زيارته موسكو الشهر الماضي إن القوات الأميركية موجودة في المنطقة ليس لبدء حرب، بل لمنعها. وتابع ريابكوف: "إذا كانت الحال كذلك، على الولايات المتحدة أن تمتنع عن إرسال تعزيزات إضافية وعن خطوات أخرى، بما يشمل جرّ حلفائها في العالم الى تصعيد الضغط على إيران". وبعد يوم على إعلان طهران أن مخزونها من اليورانيوم المخصّب سيتجاوز في 27 الشهر الجاري الحدّ المنصوص عليه في الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، حضّها وزير الخارجية الصيني وانغ يي على "اتخاذ قرارات حكيمة" و"عدم التخلّي بهذه السهولة" عن الاتفاق. وأضاف: "ندعو جميع الأطراف إلى التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تسبّب تصاعد التوتر في المنطقة، وعدم فتح صندوق باندورا. على الولايات المتحدة تحديداً التوقف عن ممارسة أقصى درجات الضغط" على إيران. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران إلى "التحلّي بالصبر والمسؤولية"، معرباً عن أمله بتجنّب "تصعيد". في المقابل، شددت الناطقة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس على "وجوب ألا نخضع للابتزاز النووي" الإيراني. وأضافت: "قلنا بوضوح شديد إننا لن نتسامح مع امتلاك إيران سلاحاً نووياً، نقطة على السطر. سنمارس أقصى ضغوط على أي خطوة تتيح لها امتلاك هذا السلاح". واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن الإيرانيين "يتصرّفون وكأن إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما على رأس السلطة، وليسوا خائفين من القدرات الأميركية". ونبّه إلى أن الإيرانيين "سيرتكبون خطأً كبيراً" إذا شكّكوا بإرادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التصدي لهم. وذكّر بأن "استراتيجية الأمن القومي الأميركية صنّفت إيران على أنها واحدة من أربعة تهديدات رئيسة" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وزاد: "علينا أن نتأكد من أن لدينا القدرة على إحباط إجراءات تهدد حياة أميركيين ومنشآتهم، وكذلك السوق العالمية للنفط". في الوقت ذاته، لفت وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان إلى أن "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخباراتية ذات الصدقية والموثوق بها التي تلقيّناها، في شأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية". مستدركاً أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى خوض نزاع مع إيران". وتابع: "سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية، من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط". وتحدث عن "سلوك عدائي لإيران والجماعات التي تدعمها، يهدّد مواطني الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة". وجاء إعلان شاناهان بعد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق جديدة تحمّل طهران مسؤولية الهجوم الذي استهدف ناقلتَي النفط النروجية واليابانية في بحر عُمان. ويظهر في 11 صورة التقطتها مروحية تابعة للبحرية الأميركية، جسم معدني دائري يبلغ قطره نحو 8 سنتمترات وملتصقاً بجسم ناقلة النفط اليابانية "كوكوكا كوريجيوس". وأعلنت الوزارة أن هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استُخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكد واشنطن أن الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة، ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم. وأشارت الوزارة إلى أن "إيران مسؤولة عن هذا الهجوم، كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر". في المقابل، تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن "مواجهة مع أميركا"، معتبراً أن "أحداً في العالم لا يشيد بإيران". وأضاف أن بلاده "أوفت بما وقّعت عليه والتزمت الاتفاقات الدولية، والطرف الذي يقف في مواجهتنا هو الذي سحق كل المعاهدات والاتفاقات الدولية". وتابع: "نهاية هذه المعركة ستكون انتصار الأمّة الإيرانية. نحن لا نقاتل أي دولة. الأمّة الإيرانية كلها منخرطة في هذا الصراع". وأقرّ بأن طهران "تواجه مشكلات"، مستدركاً أنها "ليست عصيّة على الحلّ". أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني فلفت إلى أن "التهديدات الأمنية تغيّرت، من حيث طابعها وشكلها وأسلوبها"، منبهاً إلى "نموّ سريع للتهديدات الجديدة والهجينة في العالم". ووصف الولايات المتحدة بأنها "مسخ"، مشدداً على ضرورة "كسر هيمنتها على النظام المالي العالمي". شمخاني الذي كان يتحدث خلال مؤتمر في روسيا، طرح "اقتراحات لمواجهة التهديدات الهجينة الأميركية التي تستهدف الأمن القومي والاستقرار والتنمية في بلداننا"، بينها "تحرير الاقتصاد العالمي من احتكار الدولار" و"مقاومة بلطجة أميركا وابتزازها الاقتصادي" و"إنشاء آلية دائمة للتعامل مع العقوبات" التي تفرضها، و"مساعدة مشتركة للدول المعرّضة لخطر تهديدات أمنية جديدة"، بينها فنزويلا. إلى ذلك، أعلنت إدارة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيرانية تدمير "أضخم شبكة عالمية أميركية للتجسّس الإلكتروني"، مشيرة إلى أنها كانت تعمل في "المجالات الصناعية والعسكرية والنووية والفضائية والاقتصادية والبنية التحتية". وتحدثت عن توجيه "ضربة كبرى" لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، لافتة إلى أن طهران نفذت العملية بالتعاون مع "حلفاء أجانب".
مشاركة :