وفاة مرسي تثير جدلا قانونيا حول مصير قضاياه المنظورة بالمحاكم

  • 6/19/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء قانونيون في مصر، أن القضايا المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي توفي أول من أمس، تنقسم وفقًا للقانون إلى شقين، الأول يرتبط بشخصه، وتلك القضايا سقطت فور وفاته، أما القضايا المرتبطة بتنظيمات أو بجماعة الإخوان الإرهابية فلن تسقط، وستستمر في المحاكم لحين الفصل فيها، مؤكدين أن القضاء المصري سيقول كلمته في النهاية دون النظر لأي اعتبارات؛ لتحقيق العدالة. جاء ذلك بسبب الجدل الذي أثير عقب وفاة مرسي، والمتعلق بمصير القضايا التي يحاكم فيها، وهل ستستمر في أروقة المحاكم أم ستنقضي بوفاته؟. نوعية الجرائم ويرى أستاذ القانون العام الدكتور عادل عامر، أنه بوفاة محمد مرسي، تنقضي الدعوى الجنائية لجميع الجرائم التي كان يحاكم على ذمتها، ولم يصدر فيها حكم جنائي نهائي وبات، ومنها قضية التخابر مع حماس، وذلك طبقًا لنص المادة 14 من قانون الإجراءات الجنائية، مضيفا أنه بخصوص القضايا التي صدرت فيها أحكام، فإن هذه الأحكام الجنائية تظل قائمة فيما تضمنته من أحكام مالية كالغرامات المالية والتحفظ على أمواله، وتنفذ بحق ورثته إن كان له مال مملوك سواء كان عقارا أو منقولا أو أرصدة في البنوك استيفاء لحق الدولة. قضايا انتهت بحكم نهائي وبات ضد محمد مرسي من أعلى الهيئات القضائية لإدانته فيها وهي: أحداث الاتحادية قضت محكمة النقض في 22 أكتوبر 2016 برفض الطعن المقدم من 9 متهمين، يتصدرهم محمد مرسي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ“أحداث قصر الاتحادية“، على الأحكام الصادرة ضدهم بالسجن المشدد 20 عامًا لسبعة والمشدد 10 سنوات لآخرين، وتأييد الحكم. التخابر مع قطر أصدرت محكمة النقض، في 17 سبتمبر 2017، حكما نهائيا بالسجن المؤبد على محمد مرسي، عقب إدانته بالتخابر مع قطر وتسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي، أثناء فترة حكمه، كما أيدت أحكاما بالإعدام شنقا بحق 3 من عناصر الإخوان في ذات القضية. وسبق أن عاقبت محكمة جنايات القاهرة مرسي بالسجن 40 عاما في القضية، لكن محكمة النقض قبلت أمس الطعن الذي أقامه على الحكم، وعدّلته إلى السجن المؤبد (25 عاما). ويعد هذا الحكم باتاً ونهائياً لا يجوز الطعن عليه. - إهانة القضاء: قضت محكمة النقض بتأييد حبس مرسي 3 سنوات في الإساءة إلى رجال القضاء والتطاول عليهم. قضايا مستمرة لن تنتهي بوفاة محمد مرسي وهي: التخابر مع حماس أسندت النيابة العامة إلى محمد مرسي و23 متهما آخرين، تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، بغية ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وقالت إن التنظيم الدولي للإخوان نفذ أعمال عنف إرهابية داخل مصر، بغية إشاعة الفوضى العارمة بها، وأعد مخططًا إرهابيًا كان من ضمن بنوده تحالف قيادات الجماعة بمصر مع بعض المنظمات الأجنبية، وهي حركة «حماس»، الذراع العسكرية للتنظيم الدولي للإخوان، وميليشيات حزب الله اللبناني وثيق الصلة بالحرس الثوري الإيراني، وتنظيمات أخرى داخل وخارج البلاد تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة، وتقوم بتهريب السلاح من جهة الحدود الغربية عبر الدروب الصحراوية. اقتحام الحدود الشرقية مازالت تنظرها الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طره، برئاسة المستشار محمد شرين فهمي، تأجيل إعادة محاكمة المعزول محمد مرسي و28 آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ“اقتحام الحدود الشرقية“. الدفن بمقابر الإخوان وكان مرسي قد دفن صباح أمس، بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه بمسجد سجن ليمان طره، بمقابر الوفاء والأمل بحي مدينة نصر، شرقي العاصمة القاهرة، بجوار مرشدي جماعة الإخوان، وقد دفن بجوار مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف، وحضر مراسم الدفن زوجته وأبناؤه بمن فيهم أسامة «المحبوس في قضية» وإخوته، وذلك بعد ساعات من وفاته أثناء جلسة محاكمته في قضية التخابر مع حركة حماس. وتوفي مرسي، 68 عاما، إثر إصابته بنوبة قلبية عقب إلقائه كلمة أثناء جلسة محاكمته، ونقل جثمانه إلى مستشفى السجن، بعدما حاول طبيب إسعافه في قاعة المحاكمة، لكن دون جدوى. وقالت مصادر مطلعة إن وزارة الداخلية المصرية رفضت دفن مرسي في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية لاعتبارات أمنية، فيما أصدر النائب العام المصري بيانا حول الوفاة أشار فيه إلى أنه «أثناء وجود المتهم محمد مرسي وباقي المتهمين داخل القفص، سقط أرضا مغشيا عليه، حيث تم نقله فورا للمستشفى، وتبين وفاته». أبرز محطات مرسي وكان مرسي أحد أبرز قيادات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وكان إلى جانب سعد الكتاتني وعصام العريان، أحد الثلاثة الذين اختارتهم الجماعة لتأسيس الحزب بعد أحداث يناير 2011، ثم أصبح أول رئيس له، قبل أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية. وفاز مرسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012، غير أنه لم يستمر في الحكم إلا لعام واحد، بعد ثورة شعبية أطاحت به في الثالث من يوليو عام 2013، في أعقاب ثورة 30 يونيه، ولم يظهر مرسي بعد ذلك إلا بعد أشهر قليلة من عزله، إذ ظهر على شاشات التلفاز وهو خلف القضبان أثناء محاكمته في عدة قضايا.

مشاركة :