دعت السعودية إلى وضع خطة فعالة وفاعلة لمواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز المناعة الفكرية لدى الجميع، خصوصاً الشباب، مؤكدة أن خطابات الكراهية والإرهاب والتطرف عابرة للقارات والمنازل والعقول من خلال كل أنواع وسائل التواصل اليوم، تحتم على الجميع الوقوف بحزم ومحاسبة المسهلين والناقلين من خلال وضع حزمة من القوانين الدولية. وأكدت المملكة دورها المحوري في حفظ الوئام والسلام العالمي، وأهمية مركزيتها وثقلها العالمي بوصفها القائد للعالم الإسلامي. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي، في الإحاطة غير الرسمية للدول الأعضاء حول استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة في شأن خطاب الكراهية، التي عقدت في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقال المعلمي، إن "العَالَم اليوم يواجه كثيراً من التحديات، أهمها صنع الإنسان المسالم المحب للآخر المتقبل له"، مفيداً بأنه قبل كل شيء يتوجب على الجميع الإيمان بأن هناك مشتركات إنسانية وطبيعية تجمعنا وهي كافية لإحلال الوئام والسلام في عالمنا. وأفاد بأنه ينبغي عدم ممارسة أي أسلوب من أساليب النفعية على حساب القيم الإنسانية المشتركة، لذا من المهم الانفتاح على الآخرين ومواجهة التحديات بثقة وتفاؤل والسعيَ دوماً لإيجاد الحلول بأقل التكاليف وأقل المخاطر. وأشار إلى المؤتمر الذي عقدته رابطة العالم الاسلامي في شهر أيار (مايو) الماضي في هذه القاعة، واصفاً إياه بـ"المؤتمر النوعي" والذي حمل عنوان "القيادة المسؤولة"، بحضور كبار القيادات الدينية من مختلف أتباع الأديان وعدد من كبار المفكرين والسياسيين والحقوقيين الحكوميين والأهليين حول العالم وعدد من منسوبي الأمم المتحدة، إلى مواجهة خطاب الكراهية حول العالم وحل القضايا العالقة بمنطق السلام العادل والشامل. وقال السفير المعلمي: "صناعة الوئام تبدأ من الحوار وروح الفريق الواحد وتحديد الأهداف والأولويات عنصر مهم في النجاح، لذلك أدركت المملكة أهمية وعمق هذه الصناعة من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" وهو منظمة دولية تأسست عام 2012 من السعودية والنمسا وإسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسساً مراقباً، ويقع مقر المركز في مدينة فيينا، عاصمة النمسا، وهدفه السعي لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب ومحاربة خطاب الكراهية الذي يعد العنصر والمسبب الرئيس في صنع الاٍرهاب والتطرف بكل أشكاله. ولفت إلى أن المملكة قامت بإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وتمويله، مفيداً بأن المركز مستعد للتعاون مع الجميع لمكافحة ظاهرة خطاب الكراهية. وأضاف قائلاً: "لا يفوتني التنويه بوثيقة مكة المكرمة التي كتبت وصدرت في 30 مايو 2019، وتنص الوثيقة على تأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي، وأقرّها 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية". وأوضح أن أبرز ما جاء في الوثيقة من بنود ذات الصِّلة بحوار اليوم وهي: التصدي لممارسات الظلم والعدوانية والصدام الحضاري والكراهية، ومكافحة الإرهاب والظلم والقهر، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة والشعارات العنصرية.
مشاركة :