كتاب جيش في الذاكرة المرجع في حروب العراق المعاصر

  • 6/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المؤلف: الفريق الركن الدكتور ياسين فليح المعيني تقديم: الدكتور قيس حمادي العبيدي وصلني عن طريق الاهداء كتاب الفريق الركن الدكتور ياسين فليح المعيني والموسوم (جيش في الذاكرة " المرجع في حروب العراق المعاصر" ) ، ويقع الكتاب ب (600) صفحة من القطع المتوسط ، وتبنت دار الآداب للطباعة والنشر والتوزيع طباعته ، إقتضت الضرورة البحثية ان يقسم الكتاب الى ثمانية عشر فصلاً ليتمكن الباحث من تغطية احداث واقعية للفترة من 1965 ولغاية 2003 ، إن إختياري لهذا الكتاب للادلال عليه ، لم يأت عفواُ ، وما كان تقديمه ليثيرني لو لم يكن بكل فصوله ومباحثه ذا بناء علمي مؤتلف ومتصل مع جوهر الحقيقة العلمية والمعايشة الميدانية للباحث، كما إن اعتماد الباحث على المنهجين الوصفي والتحليلي عبر تتبعه الاحداث التي عاصرها بكل أمانة وحيادية. إن الباحث إذ يدقق في اختياراته لمجريات الاحداث ومعايرتها نظرياً وعملياً وتعزيزها بالقرائن انما هو بالحقيقة باحث يحسن الدلالة ، ويفجر الكلمة ، ويستخرج خزينها ، ويؤسس لها على وفق التحقيق العقلي والنقلي دونما تسطيح ، ولم يدع شاردة او واردة إلا واقتنصها ، وسلط عليها كشافات استيضاحاته ، ونزعم على يقين ان بتواضعه الجم ، وبقدرته على التحليل التعبوي والسوقي يسقط دونه الذرائع ، وما إستعصم بالمعاذير ليجرد نفسه من مسوؤلية ما كتب ، فحلل واستنتج واضاف بحكم خبرته القيادية الميدانية ، وحسبه بهذا لأنه اختار المحك الاساس لعنوان كتابه ، والتي تعد مجريات احداثه من بين اكثر الازمات والاحداث في التاريخ المعاصر تعقيداً وإثارة للجدل لعلاقتها الصميمية بجوهر حياة الانسان والمؤسسة العسكرية التي ينتمي لها.إن المتصفح لاوراق الكتاب الذي بين أيدينا يستشعر أهمية الموضوع فإن الباحث قد استفاد كثيراً من خبرته الميدانية في القتال ولكنه تجاوز من لايتجاوزه بالرغم من الصعوبات البحثية وفقدان الكثير من الوثائق لمجريات الاحداث، واني أحسب الباحث قد إستشعر لذة تقصيه الحقائق ووصفه مجريات الاحداث والتي حصل عليها من مضانها الاصلية ، وتمكنه من الاستيعاب الواعي للافكار التي تضمنتها ، ومعرفته المشبعة بالهدف المقصود منها، وهذا هو ديدن الباحث الأستراتيجي العسكري والمستقبلي، بالرغم مما كابد من جهد جاهد ، وعانى من مشقة قاسية ، بيد ان الامور دلت في خواتيمها على ان هذه العوائق لم تكن لتقعد الباحث عند حد الاقتناع وفت العضد ولي الذراع والقبول بالرضوخ للامر الواقع ، بل ان الهاجس العلمي والرغبة الجامحة للبحث والتقصي للتاريخ العسكري للجيش العراقي ، قاداه الى النضال من دون الانكفاء والاكتفاء بالمصادر المتاحه بل عزز كل مجريات الاحداث بتجربته القيادية والميدانية الناجحه، فكانت المحصلة هذه الثمرة التي بين يدينا، وهي تنضح عافية، وتزدان بالنضج والاستواء بين غنى التجربة وجلال المضان. وقد كان أميناً باستذكار الآمرين وهيئات الركن التي عملت بإمرتهوفي مسك الختام نقول : إن هذا الكتاب الماثل بين أيدينا يعد واحداً من الغراس المثمرة في رحاب الحقيقة العلمية الناصعة، وقبساً من نتاج العقل العراقي المبدع الذي لاينضب معين خبرته، ولاتجف ينابيع دفقه الاصيل، فالكتاب إضافة نوعية جديدة ، وإضمامة ثرية خصبه، سيسد فراغاً في المكتبة العراقية العسكرية والعربية والاقليمية، بحسبانه منهجاً مرجعياً للباحثين في حقل العلوم العسكرية والتاريخية ،واني اعطي شهادتي في هذا التقديم المقتضب، أراني قد وجدت في الكتاب متعة اللذه العلمية ، وجدلية الاثارة في الكشف والتوثيق التاريخي للجيش العراقي فكان المؤلف بحق الرائد(الذي) لايكذب أهله ، وحسبه بذلك فخراً .

مشاركة :