* د. بلقيس دنيازاد عياشي – قد يتساءل الكثير من الأشخاص عن كيفية تمكن رجل عادي من الحصول على أموال كافية ليطلق عليه لقب «مليونير»، وبالبحث عن طريقة الوصول إلى هذا اللقب ستجد آلاف المقالات ومئات الكتب لترشدك إلى هذا المبتغى، وقد تكون تلك النصائح والإرشادات مفيدة وصحيحة، ويمكن أن تكون غير مجدية. لكن السؤال الذي يطرحه الخبراء في عالم المال والأعمال هو «كيفية تحول المليونيرات إلى مليارديرات؟»، وهو سؤال يستحق البحث عن إجابات عنه. مقابلات رجال الأعمال Rafael Badziag هو رجل أعمال وخبير في سيكولوجية ريادة الأعمال، أمضى خمس سنوات في إجراء مقابلات وجهاً لوجه مع 21 من رواد الأعمال المليارديرات العصاميين في جميع أنحاء العالم (يُعرفون بأولئك الذين تبلغ ثروتهم مليار دولار على الأقل)، والبحث عن حياتهم والشركات التي أسسوها، وقد طرح عليهم السؤال الجوهري عن كيفية تحول المليونير إلى ملياردير؟. وكتب Rafael Badziag كتاباً يحمل عنوان «سر المليار دولار» أو «The Billion Dollar Secret»، أورد فيه وفق business insider مجموعة من التصريحات لرواد الأعمال المليارديرات، واستخلص في كتابه أن «الفرق بين الناس الناجحين ماليا ويلقبون بـ«المليونيرات» والناس الناجحين ماليا ويلقبون بـ«المليارديرات» يتلخص في حقيقة أن الملياردير يحصل على المتعة في كسب المال، أكثر مما يستمتع بإنفاقه»، وفق الكاتب. أسرار نجاح الملياردير ونقل Rafael Badziag في كتابه أن المليارديران Michal Solowow -وهو رجل أعمال وأغنى شخص في بولندا-، و Lirio Parisotto -وهو أغنى شخص في أمريكا الجنوبية-، نجاحهما في التحول من مجموعة المليونيرات إلى مجموعة المليارديرات إلى «عاداتهما الادخارية التي كانت سبباً كبيراً وأساسياً في نجاحهما المالي». ويقول الملياردير Frank Hasenfratz «هل تريد أن تصبح غنيا؟ هناك طريقة واحدة للقيام بذلك: تنفق أقل مما تنفقه.. إذا كنت تنفق أقل من السابق ستتراكم عندك الأموال، وستصبح غنيا». الإقتصاد يولد الثروة الإنفاق أقل، هو العنصر الأساسي الكلاسيكي لبناء الثروة، فهو يساعد على توفير الأموال واستثمارها أكثر مما تنفقه في إثارة قوة الفائدة المركبة، حيث تحصل الفائدة التي تجنيها من أموالك على فائدة أكبر بمرور الوقت، وفقا لما تقوله Sarah Stanley Fallaw، وهي مديرة الأبحاث في معهد الأثرياء في السوق ومؤلفة كتاب «المليونير التالي» أو The Next Millionaire. وكتبت Sarah «إن الإنفاق فوق إمكانياتك، والإنفاق بدلاً من الادخار من أجل التقاعد، والإنفاق تحسباً لأن تصبح ثريًا يجعلك عبداً لشيك الراتب، حتى مع وجود مستوى دخل ممتاز». خذ العبرة من Buffett ويورد المؤلف Rafael Badziag قصة عن ملياردير عالمي ويقول: «انظر إلى الملياردير Warren Buffett، الذي يلقب بـ«المقتصد الشهير»، فهو لا يزال يعيش في منزله المتواضع في أوماها، نبراسكا، والذي اشتراه مقابل 276،700 دولار في عام 1958، ولم يسبق له أن حمل هاتفاً ذكياً، ويدفع 18 دولاراً (أي ما يعادل 5 دينار كويتي) عند ذهابه للحلاق من أجل الحصول على قصة شعر، ولا ينفق أكثر من 3.17 دولار ( قرابة دينار كويتي واحد) على وجبة إفطار ماكدونالدز اليومية، على الرغم من أن صافي ثروته المقدرة يبلغ 84.6 مليار دولار. وينتهي الكاتب بالتأكيد على أن الإدخار وايقاف الإنفاق الزائد هو ما يقود المليونير ليصبح مليارديراً، ولكن إن قام بالعمللية العكسية فالأكيد أنه سيخير أمواله، ف الإنفاق فوق الإمكانيات، والإنفاق بدلاً من الادخار، يؤدي إلى خسارة الأموال وعدم تراكمها، وفق ما يراه مؤلف الكتاب. * دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك
مشاركة :