احتفت وسائل الإعلام المركزية وقنوات التلفزيون البيلاروسية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمينسك، ونشرت تقارير حول اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو فى قصر الاستقلال بمينسك.ونشر موقع "بيلاروس اليوم" مقالا تحت عنوان "نتائج زيارة الرئيس السيسى إلى بيلاروس.. مينسك - القاهرة: منفعة متبادلة على أساس الصداقة".وذكر كاتب المقال أنه لم يعد هناك أى شكوك فى انتقال بيلاروس ومصر إلى مرحلة جديدة من التعاون، معتبرا أن زيارة السيسي إلى مينسك كانت "رسمية" بصيغتها فقط، أما محتويات المحادثات فحملت طابع حوار مبني على الثقة يجري بين صديقين.ونقل الموقع عن لوكاشينكو تشديده "على الأهم" في العلاقات الثنائية "لا توجد بين دولتينا أى مشاكل على الإطلاق..لكن من المهم إننا انتقلنا نحو تحول العلاقات السياسية المبنية على الصداقة إلى تعاون اقتصادى متعدد الأبعاد ومتبادل المنفعة".ووعد لوكاشينكو بمواصلة تزويد مصر بالتكنولوجيا والمعدات التى يحتاج إليها قطاع الزراعة والقطاعات الأخرى في الاقتصاد المصري، وتابع أن أحد المحاور ذات الأولوية للتعاون يتمثل فى قطاع التعليم، ورحب بمبادرة مصر لعقد منتدى الشباب العالمي، مؤكدا أن ممثلين عن الشباب البيلاروسيين سيشاركون في نسخ هذا المنتدى سنويا، وذكر أن بيلاروس فى هذه السنة لأول مرة خصصت منحا حكومية لدراسة مواطنين مصريين في الجامعات البيلاروسية.بدوره، قال السيسى "لدينا إرادة سياسية قوية جدا موجهة إلى توسيع وتعزيز العلاقات، وسيساهم في ذلك التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس أعمال مشترك و"خريطة طريق" لتطوير العلاقات خلال الفترة 2019 – 2020".ولفت الموقع إلى أن هذه التفاهمات شكلت قاعدة لحزمة الاتفاقيات التى وقع عليها الطرفان فى أعقاب المباحثات.وبثت قناة "مير 24"، وهي قناة خاصة برابطة الدول المستقلة، تقريرا حول اللقاء بين السيسي ولوكاشينكو تحت عنوان "مينسك تدعم نية القاهرة عقد اتفاقية منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى".ونقل التقرير عن لوكاشينكو قوله، خلال اللقاء الثنائي، إن الطرفين بذلا جهودا كبيرة لتنفيذ الفعاليات المنصوص عليها في الخطة التي تم وضعها بعد زيارته إلى مصر في عام 2017، ولفت إلى أن ذلك ساهم في مضاعفة التبادل التجارى. وذكرت القناة أن الرئيسين اتفقا على إزالة كافة القيود في التجارة البينية، وتوقعت أن تساهم اتفاقية التجارة الحرة التي تنوي القاهرة عقدها مع الاتحاد الاقتصاد الأوراسى، فى تحقيق هذا الهدف.أما وكالة "بيلتا" الرسمية فركزت على تصريحات الرئيس السيسي الذي أكد استعداد مصر لتوسيع التعاون مع بيلاروس في كافة المحاور ولمواصلة تنفيذ المشاريع المشتركة.ولفت السيسي، خلال المحادثات الموسعة للوفدين، إلى الطابع الخاص الذي اكتسبته العلاقات بين البلدين والتي تلقت دفعة قوية من زيارة الرئيس البيلاروسي إلى مصر فى عام 2017، وتابع أن الفترة التي بدأت بزيارة لوكاشينكو، شهدت تبادلا كثيفا بزيارات ممثلي هيئات السلطة والبرلمانين وأوساط الأعمال، وجدد حرص القاهرة على تعزيز العلاقات مع مينسك وتوسيع نطاق التعاون، معبرا عن أمله في أن يساهم في ذلك بقدر كبير إنشاء مجلس مصري بيلاروسي للأعمال.وبعد انتهاء المحادثات وصف السيسي لقاءاته في مينسك بأنها كانت مفصلة للغاية وبناءة، وأتاحت للطرفين مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بكل جوانبها، إضافة إلى تبادل الآراء حول المسائل الملحة متبادلة المنفعة، وأوضح السيسي أن المحادثات تناولت آفاق التعاون الاقتصادي وسبل زيادة التبادل التجاري الذي، حسب رأي الطرفين، لا يتناسب مع طابع ومستوى التعاون السياسى.وأضاف أن الطرفين اتفقا على إتمام إجراءات إنشاء مجلس الأعمال المصري البيلاروسي الذي يجب أن يشكل قاعدة لتوسيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات، وكشف أن الحديث تناول كذلك التعاون في مجال الطاقة والغاز الطبيعي نظرا لدور مصر كمركز إقليمي لتداول الطاقة وموقع بيلاروس الاستراتيجي باعتبارها دولة تمر بأراضيها مسارات ترانزيت النفط إلى أوروبا.كما نشرت الوكالة فى قسم "الأخبار المصورة" صورة للرئيس السيسي وهو يزرع شجرة قرب قصر الاستقلال حيث جرت المحادثات، وأوضحت الوكالة أن مراسم زرع الشجرة جرت بمشاركة الرئيس البيلاروسى فى "طريق ضيوف الشرف".بدورها، بثت قناة "أ تي إن" تقريرا مفصلا مدته نحو 20 دقيقة في إطار برنامج "بانوراما"، إذ أتاحت هذه الصيغة للتقرير استعراض النزعات الإيجابية الأخيرة في الاقتصاد المصري والسيرة الذاتية للرئيس السيسي، ولفتت القناة إلى أن المحادثات بين الرئيسين استمرت لأكثر من 4 ساعات وكانت مثمرة للغاية. وأكدت المحللة السياسية ناتاليا برؤوس، التي أعدت التقرير، أن مثل هذه الزيارات تشكل محركا للعلاقات، وأعادت إلى الأذهان أنه بعد زيارة لوكاشينكو إلى القاهرة، تبادل الطرفان بأكثر من مئة زيارة لمسؤولين حكوميين وممثلي قطاع الأعمال، وتابعت أن اللقاء الثنائي في مينسك بعث رسالة واضحة للحكومة ولقطاع الأعمال مفادها أنه لا يجوز السماح بتراجع وتائر تعزيز العلاقات.ورأت المحللة أن مصر، التي قد مرت بفترة اضطرابات سياسية واقتصادية، تحاول التعويض عن الفرص الضائعة، ولذلك تسعى للاعتماد على الشركاء الموثوقين مثل بيلاروس، أما بيلاروسيا فترى فى مصر ليس شريكا سياسيا واقتصاديا فحسب، بل وقاعدة للعمل في القارة الأفريقية. وذكرت القناة في هذا السياق بانتخاب مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي في عام 2019 في سياق تعزز مواقع البلاد السياسية وتحسن الوضع الاقتصادي.كما توقف التقرير المصور عند أسلوب التعامل بين الرئيسين، إذ لاحظ الصحفيون الذين حضروا افتتاح اللقاء، أن السيسي ولوكاشينكو يناديان بعضهما البعض ليس بالاسم أو باللقب بل بكلمة "صديق".وتضمن التقرير تصريحا لعمرو نصار وزير التجارة والصناعة، أكد فيه اهتمام مصر بشراء معدات بيلاروسية الصنع وبالتعاون في مجال التكنولوجيا، وعبر عن أمله في أن تعزز بيلاروس حضورها في مصر عن طريق إنشاء صناعات فى إحدى المناطق الحرة المصرية.وأبرزت العديد من وسائل الإعلام، ومنها قناة "بيلاروس 24" ووموقع "بيلاروس" الرسمي للجمهورية، و"مينسك نيوز"، تصريحات لوكاشينكو الذي دعا إلى مواصلة العمل مع مصر لصناعة المنتجات بجهود مشتركة بغية تسويقها لاحقا في أفريقيا وفي أوراسيا على حد سواء.
مشاركة :