أعلن مسئولون أمريكيون أن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو وجه تحذيرات خاصة للزعماء الإيرانيين بأن أي هجوم من جانب طهران أو وكلائها في الخارج ينجم عن مقتل ولو حتى أمريكي واحد من أعضاء الخدمة العسكرية فسوف يؤدي ذلك إلى هجوم عسكري مضاد.وقال المسئولون الذين رفضوا ذكر هويتهم "حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء إن احتمالية الاستجابة العسكرية لأي هجوم حتى وإن كان فرديا غذت نقاشا داخليا أوسع بين كبار المسئولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن ما إذا كانت سياسة الإدارة تتجاوز هدف ترامب المحدد والمُعلن؛ وهو منع إيران من امتلاك سلاح نووي.وأوضحت الصحيفة –وفقا لما ورد على موقعها الالكتروني - أن هذه التحذيرات جاءت خلال زيارة رُتبت على عجل قام بها بومبيو إلى بغداد في شهر مايو الماضي بعد أن كشف المسئولون طفرة استخباراتية تشير إلى أن عملاء الميليشيات الإيرانية قد يستأنفون الهجمات على القوات الأمريكية العاملة بالقرب منهم في جميع أنحاء العراق. وبينما كانت مثل هذه الهجمات شائعة خلال حرب العراق، أخبر بومبيو الزعماء العراقيين في رسالة كان يعلم أنه سيتم نقلها إلى طهران بأنه في حال وقوع حالة وفاة واحدة بين الأمريكيين، فإن ذلك سيدفع الولايات المتحدة للرد. فيما لم يتم الإعلان عن هذا التحذير.وفي حديثه خلال زيارة إلى مقر القيادة المركزية الأمريكية في مدينة تامبا بولاية فلوريدا أمس الثلاثاء، قال بومبيو إن ترامب "لا يريد الحرب"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الولايات المتحدة ستتصرف إذا تم الاعتداء عليها...وأضاف:" اننا نتواجد هناك لردع العدوان". وقد أرسل ترامب نفسه رسائل متباينة حول خطورة تصرفات إيران وكيفية الرد الأمريكي عليها . من جانبها، اضافت "واشنطن بوست" أن رحيل باتريك شاناهان يوم الثلاثاء بشكل مفاجئ، والذي شغل منصب القائم بأعمال وزير الدفاع منذ يناير الماضي، قد يُزيد من تهميش البنتاجون، الذي شن حملة لتقليل احتمالات القتال. فيما جاء خروج شاناهان في أعقاب الكشف عن نزاع داخلي معقد .وتابعت الصحيفة:" أن هناك بواعث قلق خاصة بشأن التصعيد داخل البنتاجون، حيث أثارت مسألة عدم وجود وزير مؤكد حتى الآن المخاوف من أن الصقور البارزين داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية قد يدفعون الجيش إلى أبعد من مهمته المحددة المتمثلة في تدمير فلول تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، مما يزيد من احتمال الصراع مع إيران .وقال مسئولو الإدارة (الذين قابلتهم واشنطن بوست) إن مستشار الأمن القومي جون بولتون سيطر على ملف السياسة الإيرانية، وفرض قيودا صارمة على المعلومات التي تصل إلى الرئيس وقلص بشكل حاد الاجتماعات التي يجتمع فيها كبار المسؤولين في غرفة عمليات البيت الأبيض لمناقشة السياسة تجاه إيران.في السياق ذاته ، رفض متحدثون باسم البنتاجون وباسم مجلس الأمن القومي الإدلاء بأي تعليقات. فضلا عن ذلك، أبرزت الصحيفة الأمريكية أن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي على ناقلتين نفط في المياه قبالة إيران، والذي ألقت إدارة ترامب باللوم فيه على طهران، بجانب التهديد الذي وجهه الزعماء الإيرانيون بانتهاك الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، أضافا إلى مخاوف البنتاجون من أن سوء التقدير المحتمل من جانب القوات الإيرانية بالوكالة يمكن أن يثير الصراع في المنطقة.كما أعرب حلفاء الأمريكيون في أوروبا عن قلقهم بشأن أنشطة إيران، لكنهم حثوا في الوقت ذاته الجانبين على تجنب التوترات المتزايدة. وقال مسؤول ألماني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن برلين تريد أن يتراجع الموقف وتعتقد أن حملة الضغط الأمريكية أثارت رد الفعل الإيراني. واعتبر أن الأمريكيين هم من "خلقوا هذه الفوضى، والآن عليهم أن يجدوا طريقة للخروج".
مشاركة :