يشعر نجم المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم "إيمانويل مامانا" بالحسرة كلما وجد نفسه مضطرا لتشتيت الكرة. فإذا استعصى عليه تمرير كرة قصيرة لأحد زملائه أو الانطلاق في هجمة مضادة من الخلف بثقة عالية وقامة منتصبة، فإنه يشعر بالامتعاض ولا يغفر لنفسه. إنه يراهن على اللعب الجميل، ليس فقط من باب قناعته الخاصة التي استمدها "منذ نعومة الأظافر"، بل أيضا تكريما لوالديه، حيث يشرح نجم التانجو في حديث حصري لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا: "لقد فقدت والدتي في سن السادسة ووالدي في الـ15. كل ما يشغل بالي هو أن يكونا فخورين بي، ومعتزين بما أقوم به كل يوم". وهنا يكمن سبب غضبه على نفسه عندما يشتت الكرة دون اتجاه واضح: "في بعض الأحيان عليك أن تسددها بعيدا لإبعاد الخطر عن فريقك، ولكني أحاول ألا أقوم بذلك أبدا. أشعر بالحسرة عندما أضطر لتشتيت الكرة لأن ذلك يعني إهداءها للخصم. كرة القدم تكون أجمل عندما تُلعب بأسلوب التمريرات الأرضية. ما يعجبني هو شن الهجمات من الخلف، والحفاظ على الكرة فوق الأرض". يبني ابن الـ19 فلسفته الكروية على موهبة دفاعية قل نظيرها، وروح قيادية قوية تبشر ببزوغ نجم محتمل في المستقبل. فبالإضافة إلى المستوى العالي الذي قدمه في بطولة أميركا الجنوبية "تحت 20 سنة" وقبلها في كأس العالم "تحت 17 سنة" في الإمارات العربية، عاش مامانا تجربة فريدة لم يسبقه إليها في الأرجنتين سوى العملاق "خافيير ماسكيرانو"، فقد خاض مباراته الدولية الأولى مع منتخب الكبار قبل بدايته الرسمية مع ناديه. حصل ذلك عندما كان من اللاعبين الشباب الذين يتدربون مع فريق كبار ريفر بلايت، فرن الهاتف في منزله ذات يوم. واستحضر تلك اللحظة بالقول: "اتصل بي أليخاندرو سابيلا، لم أعرف كيف أجيبه. عندما أنهينا المكالمة بقيت صامتا لبعض الوقت". كان ذلك بمناسبة مباراة ودية ضد سلوفينيا قبل مونديال البرازيل 2014. ومنذ ذلك الحين لعب عددا من المباريات الرسمية مع ريفر، حيث كان بعضها يكتسب أهمية قصوى. ففي ميديلين لعب ذهاب نهائي كأس أندية أميركا الجنوبية لعام 2014، حيث اضطلع بمركز الظهير الأيمن وأنجز مهمته على الوجه الأكمل، وتُوج بطلا مع فريقه في نهاية المطاف. انضم مامانا إلى عملاق بوينس آيرس في عام 2004 وهو في مقتبل العمر، حيث لعب في مركز الجناح الأيمن ولاعب الوسط الهجومي قبل الانتقال إلى قلب الدفاع. صحيح أن موهبته فطرية في مجملها –إذ "أحب دائما قيادة الفريق وتوجيهه"– ولكنه تعلم بعض الأمور الأساسية من مدرسة الحياة: "ما حدث لي علمني أنه يجب على المرء أن يكون قويا في الحياة وأن يستمر في العطاء والتطلع إلى الأمام". يعتقد مامانا أن اللاعبين من ذوي الخبرة في كرة القدم الاحترافية، مثل أنخيل كوريا وجيوفاني سيميوني أو هو نفسه، سيضطلعون بدور مهم في منتخب الأرجنتين، معللاً قناعته بالقول: "اللعب في الدرجة الأولى أمر مختلف جدا، لأنك تلعب من أجل تحقيق هدف ما، كما أن مدرجات الملعب تكون مليئة دائما ومستوى كرة القدم مختلف تماما. أما في الفريق الرديف، فتكون المنافسة أقوى ويركض اللاعبون أكثر. في الدرجة الأولى، قد يكون الضغط عاملاً مضاداً أحياناً. لدينا العديد من اللاعبين الذين سبق لهم خوض مباريات في دوري الدرجة الأولى وهذه الخبرة تمنحك ثباتا أكثر وتخفف من عبء الضغوط. إنه عامل إيجابي من شأنه أن يساعدنا في إثبات مستوى كرة القدم الذي بلغناه". لا يخفي مامانا إعجابه بتياجو سيلفا وجيرارد بيكيه وقائد دفاع ريفر بلايت خيرمان بيزيلا، معرباً عن رغبته في: "خوض أكبر عدد ممكن من المباريات بقميص الريفر".
مشاركة :