أثبت الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كثير من المناسبات نجاحه في إدارة علاقة مصر بالخارج، ومرة أخرى تأتي له الفرصة لإثبات ذلك من خلال زيارته لإثيوبيا. وتعد هذه الزيارة هى الأولى منذ الستينات، وتاريخيا تأتي في ظل ظروف علاقة متأزمة بين البلدين، بسبب “سد النهضة”، لذا ينتظر أن تحقق الزيارة نتائج إيجابية فيما يخص الأزمة. وقال السفير وهيب المنياوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق والقيادي بحزب المصريين الأحرار، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا تأتي في وقت تغيرت فيه الأوضاع التي تم فيها البدء فى بناء سد النهضة الإثيوبي. وأضاف المنياوي، في تصريحات خاصة، أن قضية سد النهضة تحمل أكبر قدر من الأهمية والحساسية، خاصة بعد أن غيرت أفريقيا سياسة تعاملها مع مصر وقت شعرت بأن هناك تعاليا ثم عادت لتتجه إلى مكانها الطبيعي. وأوضح أن العلاقات مع أفريقيا تقدمت كثيرا وخطاب ممثل إثيوبيا في المؤتمر الاقتصادي أكبر دليل، وأكد أن الرئيس لديه قدرات شخصية تمكنه من قلب الموازين السياسية أحيانا كما حدث مع فرنسا وإيطاليا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي التي دعمت موقف أمريكا بعد ثورة 30 يونيو ثم عادت لتدعم مصر. كما قال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا في إطار الأسس التي أسسها السيسي للتعاون المشترك، لافتا إلى أهمية تحقيق المصالح التنموية المشتركة بين البلدين.وتوقع “الغطريفي”، في تصريحات له، أن يطرح البعض حلا وسطيا يتمثل في ملء الخزان في شهر بدلا من 10 أيام، وبالتالي تحقق فوائدها التنموية، ولا تعرض مصر لأي أخطار مائية، مشيرا إلى إمكانية التعاون بين مصر وإثيوبيا والسودان لتوليد الكهرباء.ومن جانبه، وصف أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصري، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا بأنها “تاريخية”، وأنها على درجة عالية من الأهمية، خاصة أنها تأتي بعد الفترة التي شهدت تأزما كبيرا بين البلدين بشأن ملف سد النهضة. وقال شعبان، في تصريحات إن هذه الزيارة سيكون لها نتائج إيجابية على أزمة “السد”، لافتا إلى وجود قواعد مشتركة بين البلدين تجعل التفاوض بينهما ممكنا، وأن العلاقة بين الكنيسة المصرية والإثيوبية لها تاريخ طويل. وأضاف “تستطيع مصر مساعدة إثيوبيا والتخفيف من وطأة الأزمة، من خلال إقناع إثيوبيا بأن مصر ليست خصما ولا عدوا، وأنها لا تقف ضد أمان الشعب الإثيوبي ونهضته وتستطيع مساعدته، لتقليل المخاطر التي قد تقع على مصر نتيجة لبناء السد”. وأشار شعبان إلى ضرورة استخدام القوى الناعمة لمصر، ومساعدة إثيوبيا في جوانب التعليم والصحة، لافتا إلى أنه “سيكون أمام الرئيس جولة مفاوضات مهمة نتمنى أن تكلل بالنجاح لصالح الشعبين ولا يجب أن تتحول الصداقة لمستوى من العداء والتنافس”. وقال مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن نجاح زيارة الرئيس تعلقت بتأكيد مصر على حقها التاريخى فى حصتها من مياه نهر النيل، مؤكدا ضرورة مخاطبة المسئولين فى أديس أبابا على أن مياه نهر النيل تمثل شريان الحياة للمصريين. وأكد أن مصر عليها التأكيد كذلك على أنها مستعدة للتعاون مع إثيوبيا فى تلبية احتياجاتها للتنمية بحيث لا تتعارض مع حقنا فى مياه نهر النيل، مشيرا إلى أن مصر تقدر علاقتها بدول حوض النيل بأن تكون شريكا أساسيا لمصر فى مشروعات تنموية لبلادهم وإشباع احتياجات شعوبهم. وأضاف نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن مصر لابد أن تؤكد على احترامها للمصالح المشتركة مع إثيوبيا وكل دول أفريقيا.
مشاركة :