اغتيال السياسي فالتر لوبكه من الحزب المسيحي الديمقراطي من المحتمل أن يكون من طرف يميني متطرف. وفي حال تأكدت هذه الشبهة، فسيكون من الواضح أن الفاعل يستهدف صميم الديمقراطية الألمانية، كما يكتب مارسيل فورستناو في تعليقه: القيام بمقارنات قد يفشل بسرعة ويقود إلى الخطأ، مثال على ذلك هو تسمية "جناح الجيش الأسود" كرد فعل على المجموعة الإرهابية "الحركة السرية الاشتراكية القومية" المكشوفة في 2011. البعض تذكر من خلال القتل المنهجي من طرف أولئك اليمينيين المتطرفين إرهاب جماعة الجيش الأحمر اليسارية المتطرفة بين 1970 و 1998.إذ حتى بعد مقتل المسيحي الديمقراطي فالتر لوبكه توجد اختلافات كبيرة بين الحالتين. فجماعة الجيش الأحمر اليسارية المتطرفة أجهدت الدولة والمجتمع بهجماتها المستهدفة. وكانت أسماء ووجوه زعمائها في المقام الأول أولريكه ماينهوف وأندرياس بادير معروفة. كما كانت أسماء ووجوه ضحاياها المنتقين الذين كانوا ممثلين للدولة والاقتصاد معروفين مثل رئيس أرباب العمل هانس مارتن شلاير والنائب العام زيغفريد بوباك أو رؤساء البنوك يورغن بونتو وألفريد هيرهاوزن. وهم وآخرون كثر كانوا في منطق جماعة الجيش الأحمر المليء بالكراهية والمهين لحقوق الإنسان الشخصيات الرمزية "للنظام القذر" الفاشي المفترض. أماكن الجنحة كانت إلى حد الآن ذات رمزية اليمينيون المتطرفون في المقابل نشطوا طوال عقود بشكل مختلف تماما: فضحاياهم الأجانب في غالبيتهم كانوا غير معروفين، ما يسمون "الناس العاديين" ، كان من سوء حظهم التواجد في الوقت غير المناسب وفي المكان الخاطئ. فكانوا مجبرين على الموت، لأنهم لا ينتمون، حسب تفسير قاتليهم الجبناء لألمانيا ويهددون "الوجدان الألماني" المفترض. والاعتداءات بالحرق في مدينتي مولن وزولنغن في التسعينات تدخل أيضا في هذه الخانة العنصرية مثل اغتيالات الحركة السرية الاشتراكية القومية. وبالإمكان أن يطال ذلك كل شخص. وأماكن ارتكاب الجرائم كانت رمزية: بيوت يسكنها أجانب ودور لاجئين أو محلات تجارية مملوكة لأجانب. مارسيل فورستناو فالتر لوبكه لا يدخل في هذا النموذج، لأنه لم يكن أجنبيا ولا غير معروف. وكرئيس حكومة في مدينة كاسل بولاية هسن جسد في أعين قاتليه الدولة. لقد كان سياسيا واجه بكل وضوح اليمينيين المتطرفين ـ إذن كان في وعيهم عدوا. وفي حال تأكد هذه الرواية في التحقيقات اللاحقة ـ والكثير يؤكد ذلك حاليا ـ فسيكون مصير لوبكه نقطة تحول منذرة. نازيون قدامى وجدد يهددون ألمانيا محاولات اغتيال يمينية متطرفة سابقة ضد سياسيين، بينها الهجوم على هنرييته ريكر، المرشحة السابقة لمنصب عمدة مدينة كولونيا انتهت بإصابات بليغة. ولوبكه سيكون الممثل السياسي الأول للبلاد المغتال من طرف يمينيين متطرفين منذ أن عمل هؤلاء مع بداية أزمة اللاجئين قبل أربع سنوات على تسميم الأجواء الاجتماعية. والكثير من الناس حذروا منذ مدة من خطر وقوع هذه الجريمة. وكما يبدو فإن مخاوفهم كانت في محلها. ومن يضع الآن الخطر الحالي للتطرف اليساري مع اليمين المتطرف في درجة واحدة، فإنه يقلل بشكل غير مسؤول من الواقع: فالنازيون القدامى والجدد يهددون المجتمع أكثر من أي وقت مضى. فهم يهاجمون في الأثناء النظام الديمقراطي وممثليه. واختلاف كبير بين جماعة الجيش الأحمر في السابق واليمينيين المتطرفين اليوم يبقى قائما: فالمجرمون اليمينيون يقتلون بشكل مجهول ودون تحمل المسؤولية العلني لجرائمهم، مايجعلهم أكثر خطورة. مارسيل فورستناو
مشاركة :