أجلت شركة إكسون موبيل الأمريكية العاملة في مجال النفط بالعراق موظفيها من البصرة بعد إجلاء جزئي للسفارة الأمريكية في بغداد في مايو أيار وكانوا قد بدأوا لتوهم العودة وذلك عقب سقوط صاروخ في موقع بجنوب العراق تستخدمه شركات النفط الأجنبية بما في ذلك شركة إكسون مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع قرب مدينة البصرة بجنوب العراق، وهو الرابع خلال أسبوع شهد سقوط صواريخ قرب منشآت أمريكية. ووقعت ثلاث هجمات سابقة على أو قرب قواعد عسكرية توجد بها قوات أمريكية قرب بغداد والموصل ولم تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى أو تلحق أضرارا بالغة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الحوادث. وقال مصدر أمني عراقي إنه يبدو أن جماعات مدعومة من إيران تقف وراء هجوم البصرة. وأضاف “استنادا لمصادرنا، الفريق الذي أطلق الصواريخ مؤلف من أفراد تابعين لعدة مجموعات وكانوا جميعهم مدربين جيدا على إطلاق الصواريخ”. وقال إنهم تلقوا بلاغا قبل أيام بأن القنصلية الأمريكية في البصرة قد تكون مستهدفة ولكن فوجئوا عندما سقط الصاروخ على موقع نفطي. ويتزايد العداء بين الولايات والمتحدة وإيران منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015 في مايو أيار. وأعاد ترامب فرض عقوبات العقوبات على إيران ووسع نطاقها وأرغم الدول على مقاطعة النفط الإيراني وهدد بأنها ستواجه عقوبات هي الأخرى. وهددت طهران بالتخلي عن الاتفاق النووي إلا إذا تحركت الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق لكبح الولايات المتحدة. وبلغت المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران مستوى جديدا في أعقاب هجمات على ناقلات نفط في الخليج في مايو أيار ويونيو حزيران التي تلقي واشنطن باللوم فيها على طهران. وتنفي إيران ضلوعها في الهجمات. ورغم أن الجانبين يقولان إنهما لا يريدان حربا إلا أن الولايات المتحدة عززت تواجدها العسكري في المنطقة ويقول محللون أمنيون إن العنف قد يتصاعد. ويخشى مسؤولون عراقيون أن تصبح بلادهم ساحة لأي تصاعد في العنف. ويوجد في العراق فصائل شيعية مدعومة من إيران تنشط في مناطق بالقرب من نحو 5200 جندي أمريكي. وتحث الولايات المتحدة الحكومة العراقية على كبح الجماعات المدعومة من إيران وهو طلب صعب بالنسبة لحكومة تعاني من انقساماتها السياسية. قال الجيش العراقي إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في هجوم الأربعاء بصاروخ كاتيوشا قصير المدى سقط على موقع البرجسية غربي البصرة القريب من حقل الزبير النفطي الذي تديره شركة إيني الإيطالية. وذكرت الشرطة أن الصاروخ سقط على بعد 100 متر من جزء من الموقع الذي تتخذ منه إكسون مركزا للسكن والعمليات. وقال مصدر أمني أنه تم إجلاء نحو 21 من موظفي إكسون بطائرة إلى دبي.
مشاركة :