كونا - فيما تصدرت محادثات سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، مع القادة العراقيين، قضايا تعزيز العلاقات الثنائية وأبرز مستجدات الساحتين الاقليمية والدولية ومحاولة تهدئة التوترات في المنطقة، شدد صاحب السمو لرئيسي الجمهورية والحكومة العراقيين، على حرص الكويت على دعم وتمكين العراق من تجاوز تداعيات أعمال الإرهاب وعلى اعادة اعماره، انطلاقاً من إيمان كويتي راسخ بأهمية أن ينعم العراق بالامن والاستقرار.وبعث سمو الأمير، بعد عودته إلى البلاد في ختام زيارته إلى بغداد أمس، برقيتي شكر إلى الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي، عبر فيهما سموه عن خالص الشكر والتقدير على ما حظي به والوفد المرافق من حفاوة بالغة وكرم ضيافة خلال الزيارة، معربا سموه عن سروره بهذه الزيارة للبلد الشقيق وبما تخللها من محادثات بناءة ومثمرة، بشأن مختلف المواضيع التي تهم البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار ما يجمع البلدين الشقيقين من أواصر وعلاقات وطيدة وروابط أخوية، وحرص دائم ومشترك على تعزيز أواصر العلاقات والتعاون بينهما لما فيه مصلحتهما المشتركة.وأشاد سموه بالروح الأخوية التي سادت اللقاءات والمحادثات، كما وجه سموه لهما الدعوة للقيام بزيارة رسمية لدولة الكويت في الوقت الذي يريانه مناسباً، متمنيا سموه لهما موفور الصحة والعافية ولجمهورية العراق وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والنمو والازدهار وللعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين المزيد من التطور والنماء. وذكر إعلان مشترك في ختام الزيارة، أن الجانبين ناقشا الأوضاع في المنطقة، حيث أكدا على أهمية تضافر الجهود لمواجهة التطورات الأخيرة بالدعوة الى الحكمة والعقل بالتعامل معها بما يحقق للمنطقة النأي بها من التوتر والصدام.وأعرب الجانب الكويتي عن تقديره لجهود الحكومة العراقية في مواجهة ما تعرضت له من أعمال إرهابية وتحقيقها الانتصار على قوى الظلام، مؤكداً دعمه الجهود المبذولة لعودة الحياة الطبيعة الى ربوع العراق الشقيق والمساعي الهادفة لاعادة اعماره. وأكد الجانبان أهمية مواصلة اللقاءات الثنائية بينهما بما يلبي تطلعات أبناء الشعبين الشقيقين بتعزيز علاقاتهما الثنائية المتميزة ويحقق مصالحهما المشتركة.وفي مستهل الزيارة، استعرض سمو الأمير والرئيس صالح في قصر السلام بالعاصمة بغداد، العلاقات الاخوية الطيبة بين البلدين والشعبين، وسبل تعزيزها. كما تناولت المحادثات القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.وساد المحادثات جو ودي عكس عمق العلاقات بين قيادتي البلدين، وروح التفاهم والاخاء التي تجمع دولة الكويت وجمهورية العراق، تجسيدا لرغبة الجانبين بدعم التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتطويره في مختلف الميادين.وقال الرئيس العراقي، وفق بيان للرئاسة العراقية، ان «علاقات العراق والكويت قطعت اشواطا كبيرة الى الامام، بفضل حكمة ورغبة القيادتين في البلدين لتجاوز مخلفات الماضي».ونقل البيان عن صالح تأكيده لدى استقباله صاحب السمو أمير البلاد والوفد المرافق له «رغبة العراق الجادة لبناء علاقات متطورة مع جيرانه عموما والكويت خصوصا، وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين».وأضاف أن بلاده «تنظر الى طبيعة الازمة الحالية في المنطقة بمنظار واسع، وتسعى الى تحقيق توافق اقليمي شامل على قاعدة الحوار والجيرة الحسنة بين الدول».وأعرب عن تمنياته بأن تكون «زيارة سمو الامير فرصة طيبة لطي صفحة الماضي، وبدء صفحة علاقات بناءة بين الجارين».ووفقاً لبيان الرئاسة العراقية، شدد صاحب السمو على حرص الكويت على دعم وتمكيـــن العراق من تجاوز تداعيات ما تعرض له من أعمال إرهابيــــة وإعـــــادة إعـــــماره، معتبرا ان الزيارة تمثل فرصــــة لبحث سبل تعزيز وتطـــوير التعاون بين البلدين وحسم الملفات العالقة بينهما، وأنها تأتي تتويجاً للعلاقات الوطيدة، مشدداً على أن الكويت تؤمن بشكل راسخ بأهمية أن ينعم العراق بالامن والاستقرار.كما جرى بحث آخر التطورات السياسية في المنطقة ومحاولات تهدئتها، بما يصب في صالح استقرارها، فضلاً عن مساهمة الكويت في عمليات إعمار العراق، والعلاقات بين البلدين وسبل الارتقاء بها إلى ما يلبِي طموح الشعبين.حضر اللقاء رئيسا مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ومجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود، وكبار المسؤولين من الجانبين.وفي إطار الزيارة الرسمية، التقى صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء العراقي الشقيق بقصر الحكومة بالعاصمة بغداد.وعقدت المحادثات الرسمية بين الجانبين في جو ودي وتناولت العلاقات الثنائية الطيبة التي تربط البلدين والشعبين، والسبل الكفيلة بدعمها وتنميتها على كافة الاصعدة بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين وتوسيع اطر التعاون الى آفاق أرحب بين الكويت وجمهورية العراق، لخدمة مصالحهما المشتركة.وعبر الجانب الكويتي خلال المحادثات عن دعمه للجهود المبذولة لتعزيز أمن واستقرار العراق في مواجهة المنظمات الارهابية وسعيه لتحقيق وحدة وسلامة أراضيه وجهوده لاعادة الاعمار. كما تطرقت المحادثات الى التشاور والتنسيق حول اهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر مستجدات المنطقة وتبادل وجهات النظر بشأنها. واختتم صاحب السمو أمس زيارته الرسمية للعراق، وهي الثانية عقب ترؤسه وفد الكويت إلى القمة العربية في بغداد العام 2012.وكان في استقبال سموه على أرض المطار، سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وكبار الشيوخ ومسؤولي الدولة. محطات وفعاليات الحلبوسي لحل الملفات العالقة استقبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عصر أمس، رئيس مجلس النواب في جمهورية العراق محمد الحلبوسي في قصر الحكومة بالعاصمة بغداد.حضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.وثمن الحلبوسي دور الكويت الداعم لبلاده، داعياً إلى حل جميع الملفات العالقة بين البلدين. وأكد بعد اللقاء في بيان «عمق العلاقة التاريخية والاخوية المشتركة بين البلدين»، مثمنا موقف الكويت الداعم للعراق.كما اكد ضرورة استمرار التواصل بين البلدين الشقيقين والعمل على حل كل الملفات العالقة، داعياً إلى تفعيل الديبلوماسية البرلمانية، والعمل على تنسيق المواقف وتوحيدها في المحافل الدولية ازاء القضايا التي تهم المنطقة. مأدبة غداء على شرف صاحب السمو، والوفد الرسمي المرافق لسموه، أقام الرئيس برهم صالح ظهر أمس، مأدبة غداء في قصر السلام بالعاصمة بغداد. اجتماع وزاري مشترك عقد عدد من الوزراء الكويتيين اجتماعا مع نظرائهم العراقيين، على هامش زيارة صاحب السمو إلى بغداد.وبحث الوزراء في القصر الحكومي موضوعات ثنائية، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات مختلفة. صباح الخالد: زيارة ناجحة بتوقيت مهم أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، أن زيارة صاحب السمو للعراق ناجحة وتوقيتها مهم للغاية.وقال الشيخ صباح الخالد لوكالة الانباء الكويتية، انه تخلل الزيارة بحث العديد من الموضوعات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة. كما أكد أهمية متابعة ما جرى الاتفاق عليه في اجتماع اللجنة الكويتية العراقية العليا المشتركة في دورتها السابعة بالكويت الشهر الماضي وقياس ما تم تنفيذه منها، مضيفا أن القضايا المشتركة بين الجانبين هي على المسار الصحيح. وأشار الى تبادل وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدولية التي تتعلق بأمن واستقرار المنطقة. وزير النفط العراقي: تسريع إنجاز اتفاقية الغاز أشاد وزير النفط العراقي ثامر الغضبان، بتوجيهات صاحب السمو المتعلقة بتذليل العقبات أمام التعاون الثنائي.وقال الغضبان لوكالة الانباء الكويتية، إن سمو الامير أكد أثناء المباحثات مع الرئيس العراقي، ضرورة تذليل العقبات في ملفي إصدار سمات الدخول وتسهيل حركة البضائع والسلع بين البلدين. وأوضح أن الطرفين اتفقا على إنجاز ما تبقى من خطوات اتفاقية الغاز بين البلدين، بالاعتماد على ما انجز في هذا المجال في اجتماعات اللجنة العراقية الكويتية المشتركة في الكويت قبل نحو شهر. وذكر ان الامور أمست اليوم على «السكة الصحيحة»، في ما يخص دعم العلاقات الاخوية، وان وزراء البلدين تعهدوا لسمو الامير والرئيس العراقي، بالعمل على انجاز الملفات المشتركة.
مشاركة :