أكد الأنبا إرميا ترحيبه بالشباب الأفريقي المشارك في منحة ناصر التى تقدمها وزارة الشباب والرياضة في مصر، معربا عن سعادته لوجود هذا التجمع الأفريقي وهو ما يوضح ويظهر عمق العلاقات التى تجمع بين مصر مع كافة الدول الأفريقية. وقال الأنبا إرميا - في كلمته خلال استقباله ١٠٠ شاب أفريقي بالمركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية - إنه يعتبر أن قارة ٱفريقيا هى مصدر الخير والنماء لكل العالم، وأن مصر في هذا العام ترأس الاتحاد الأفريقي، وأن الرئيس السيسي مهتم للغاية بكافة الدول الأفريقية من أجل نماء كل شعوب القارة، لافتا إلى أن الحضور اليوم محظوظين لحضورهم بطولة الأمم الأفريقية التى تنطلق في القاهرة بعد غد الجمعة. وأضاف الأنبا إرميا أننا متواجدين اليوم للتفكير في مستقبل القارة ولذلك اخترت أن يكون الموضوع هو "بناء الإنسان"، وأنه يجب أن نتحدث عن قيمة وكرامة الإنسان، فهو له قيمة كبيرة جدا عند الله وأن الإنسان هو تاج لكل الخليقة. وتابع قائلا، إن المسيحية تؤمن أن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله في قيم المحبة والعدل، وفي الدين الإسلامي يقول إن الإنسان هو خليفة الله في الأرض، "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً". وأشار إلى أن كل إنسان في هذه الحياة له رسالة يجب أن يقوم بها، وقيمة الإنسان تبقي بما يقدمه من أعمال خير للإنسانية، وأن القيمة ليس فيما يملك ولكن القيمة فيما يمنحه، موضحا أنه على جميع الأفارقة أن يساهموا في بناء بعضهم البعض. ونوه رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي إلى أن الإنسان هو صانع الحضارة وهو المستقبل الحقيقي للأمم لذلك نسعى لبنائه، وأن رأس مال الدول هو الاستثمار في العقول، وأن الدراسات تقول إن تقدم الدول يقاس بتقدم أبنائها. وذكر الأنبا إرميا أن الرئيس السيسي أدرك أن الاعتماد على الشباب وأفكارهم هو أمر ضرورى وأنه يجب التسلح بالعلم والأفكار الخلاقة والابداع، وأنه من خلال أفكار الشباب ومجهودهم سيكون بناء الجسر إلى المستقبل، لافتا إلى أن الاستثمار في العقل هو بداية النجاح في اى مجتمع. وتابع قائلا، إن النجاح الحقيقي في اى مجال يكمن في كلمة "معا"، مع ترك الفردية والانعزال ومن هنا نحقق الفائدة لكل المجتمع، متمنيا أن تكون قارة أفريقيا محل للسعادة المشتركة نبنيها معا بالفكر والحرية وأن نكون جميعا على قدر المسواة من الشمال إلى الجنوب، وبهذا نستطيع أن نقضي على الحروب في القارة، وأن العمل معا سيحقق نتائج أعظم من العمل المنفرد. وأوضح الأنبا إرميا أنه لايوجد إنسان يستطيع أن يعمل ويحيا بمفرده حتى على مستوى الدول، وعندما نعمل معا يجب أن يكون هناك تعاون وأن نقبل بعضنا البعض، وأن نحمل الخير والرحمة والود للمجتمع من خلال البناء الروحى الجماعي للمجتمع، فضلا عن غرس قيم العمل والبناء والتشجيع، إلى جانب الاحتياج إلى رؤية واضحة تتناسب مع الوقت المحدد لها. ووجه الأنبا إرميا بضرورة أن يحقق الشاب هدفه بوضوح وأن يرى الطريق الذى سيسير فيه لتحقيق الهدف، وأن يعمل الشخص باجتهاد إلى جانب تقييم الخطوات، مع إمكانية تعديلها للوصول إلى الهدف، موضحا أن اى عمل يتم لابد وأن يواجه مشكلات ولكن لابد أن نعمل دون يأس أو استسلام، ولابد أن ندرك أن الوقت الحالي سيؤثر على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، مع ضرورة الحفاظ على أبنائنا في القارة الأفريقية من خلال الاهتمام بالتعليم وإنشاء معاهد خاصة لرعاية المبدعين في كافة المجالات. ودعا الأنبا إرميا إلى ضرورة الاهتمام بوحدتنا، وأن الإنسان الأفريقي اقوى إنسان في العالم ولكن ينقصنا بعض التنظيم، منوها إلى أن المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي يرحب دائما بالأشقاء من القارة الأفريقية، وأن قارتنا الأفريقية موجودة وسط كل قارات العالم، وأن الجيل الحالي لديه الفرصة لخلق مستقبل أفضل. يشار إلى أن المنحة التى تقدمها وزارة الشباب والرياضة "ناصر للقيادة الإفريقية" خلال الفترة من 8 إلى 22 يونيو 2019 بالقاهرة تضم 100 شاب من القيادات الساطعة من الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي، كصناع القرار بالقطاع الحكومي، والقيادات التنفيذية بالقطاع الخاص، وشباب المجتمع المدني، ورؤساء المجالس القومية للشباب، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، والباحثين بمراكز البحوث الاستراتيجية والفكر، وأعضاء النقابات المهنية، والإعلاميين والصحفيين.وتهدف المنحة إلى نقل التجربة المصرية العريقة في بناء المؤسسات الوطنية، وإلى خلق جيل جديد من القيادات التحولية الإفريقية الشابة ذات الرؤية المتماشية مع توجهات رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي المؤمنة بخدمة أهداف الوحدة.
مشاركة :