بمشاركة 58 فناناً، قدم مركز تشكيل النسخة الـ10 من المعرض الصيفي السنوي «صنع في تشكيل»، حيث تجسّد الأعمال المعروضة فيه اتساع الممارسة الفنية الراهنة في الإمارات. ويشتمل المعرض، الذي افتتح أول من أمس، على أكثر من 100 عمل فني لفنانين من 29 دولة، أبرز ما يميز أعمالهم أن جميعها نفذت في «تشكيل»، سواء التي تعود إلى أعضاء المركز والمنتسبين إليه، أو حتى الأعمال التي أنتجت خلال ورش العمل التي أقيمت على مدار 12 شهراً. أما الموضوعات التي تناولتها الأعمال، فترتبط بالحياة الإنسانية، ونمو المجتمع الإماراتي، إضافة إلى التناول الساخر لثقافة الطعام الحديثة، وغيرها من الموضوعات التي ترتبط بتفاصيل الحياة اليومية. «في عباءتها» الفنانة الإماراتية، ميثاء حمدان، قدمت عملاً تصويرياً مشتركاً مع الفنانة نورا الرميثي، بعنوان «في عباءتها»، لافتة إلى أنها ارتدت في الصور ملابس جدتها، في محاولة لإبراز شعورها بمسؤوليات جدتها، خصوصاً أن الأخيرة كانت مستقلة وتأخذ على عاتقها عبء الكثير من المسؤوليات، وهذا ما جعلها تستلهم منها العمل. أما مكان التصوير، فلفتت إلى أنها اختارت مكاناً خاصاً للبناء في الخوانيج، إذ تم اختيار اللونين الأبيض والأسود للدلالة على قوة الصورة. واعتبرت حمدان أن الفن مرتبط بتجربة الإنسان، ولهذا من الطبيعي أن يعكس بيئته ومجتمعه، ولهذا كانت موضوعاتها تنتمي كثيراً للحياة الإماراتية. أما لجهة المشاركة في المعرض، فأكدت أنها حصلت على فرصة عرض أعمالها بعد مشاركتها في ورشة عمل في المركز، وتعتبر الفرصة تأكيداً على جدية ما تقدمه. «حلّق معي» الفنان التشكيلي الإماراتي بدر عباس، قدم لوحة بعنوان «حلّق معي»، وهي تنتمي إلى مجموعة «غذاء الفكر»، التي يعالج فيها ثقافة الطعام، وكيف أثرت في حياتنا اليومية، من خلال دخول الوجبات الأجنبية مثل «السوشي» على نظامنا الغذائي، مبيناً أن الأكل جزء من حياتنا، فحتى عندما نكون على متن الطائرة نتناول الطعام. ونوّه عباس بأن اللوحة التي قدمها تحمل الأسلوب الساخر، ولكن فكرتها واضحة، مشيراً إلى أن الأسلوب الذي يعتمده في الرسم هو التكعيبي المبسط، الذي يحمل شيئاً من «السوريالية»، إذ يسعى في مجال الفن إلى وضع رسالة مبطنة في العمل، من خلال الأسلوب الساخر. وأكد أنه يعتمد على الأشكال التي يضعها في اللوحة، فلا توجد قيود أو قوانين في عملية بناء اللوحة، ولهذا يتعمد الدمج بين الجدية والفكاهة. وعن مشاركته في «تشكيل»، فقد وجد في المعرض فرصة لتقديم أعمال جديدة، والتعرف إلى أساليب فنية وأنماط أخرى في الفن. قصص مصوّرة الفنان محمد يوسف الشيباني، قدم عملاً لمجموعة من القصص المصوّرة، مشيراً إلى أنه دخل هذا العالم بعد أن أنهى الدراسات العليا في القصص المصوّرة في أميركا، موضحاً أن عالم القصص المصوّرة في العالم العربي مازال ضيق النطاق، لكن في لبنان ومصر وتونس هناك مجموعة من الفنانين الذين يقدمون القصص المصوّرة. وعن العمل، لفت إلى أنه قدم قصة شخص يعايش كثيراً من الأحداث عند خروجه من المنزل، ليعود في الختام إلى المنزل وهو شخص آخر. ونوّه بأن القصص المصوّرة تعتمد على البداية والنهاية والأحداث في الوسط، مشيراً إلى أنه اختصر القصة في 10 صفحات. من جهته، الإماراتي خالد مزينة، قد شارك الشيباني في المشروع، ولفت إلى أنها المرة الأولى التي يعمل فيها على القصص المصوّرة، فلطالما كان مهتماً بالمجال، لكنه لم يختبره. وأشار مزينة إلى أن التجربة جديدة تماماً، وقد تلقى كثيراً من المعلومات من الشيباني، كونه صاحب دراسة علمية في المجال، منوّها بأن التجربة أعادته مجدداً إلى الرسم بعد فترة من تقديم الأعمال البعيدة عن الرسم، لاسيما أنه قام بملء الرسومات بالألوان. وأشاد بالمعرض الذي يشارك فيه للمرة الثالثة، خصوصاً أنه شارك في النسخة الأولى أيضاً. أشكال هندسية الفنانة والخطاطة أمل القرق، عملت على الأشكال الهندسية على مجسّمات مضاءة وثلاثية الأبعاد، معتمدة الكتابة بالخط الكوفي. ونوّهت بأنها المرة الأولى التي تقدم عملاً مركباً (ثلاثي الأبعاد)، فغالباً ما تتعمد تقديم اللوحات الثنائية، خصوصاً أنها متخصصة في الخط العربي، موضحة أن توظيف فن الخط في العمل المعاصر مقبول إلى حد معين، مع احترام تفاصيل الخط وقواعده، ويمكن كسر القواعد بالطريقة الصحيحة. وأكدت أن فن الخط العربي هو عشق لا يفهمه إلا الخطاط، ولهذا غالباً ما يحضر الخط في أعمال الخطاطين مع التنويع في التجربة، مشيدة بالمعرض والتجربة. النسخة الأكبر أكد مدير التسويق في مركز «تشكيل»، كرم حور، لـ«الإمارات اليوم»، أن ما يميز النسخة الـ10 من «صنع في تشكيل»، أنها النسخة الأكبر، مع وجود 58 فناناً جميعهم من الفنانين المنتسبين للمركز، وكذلك الذين شاركوا في دورات أقيمت في المركز، ويمكن التأكيد أن 80% من الأعمال نفذت في المركز، سواء من خلال الطابعات الثلاثية الأبعاد، أو حتى التحميض للصور، وفي الرسم والفيديو. وعن المشاركين في «صنع في تشكيل» منذ البداية، لفت حور إلى أن عددهم وصل إلى 199 فناناً، على مدى السنوات الـ10، وهناك تطور ملحوظ وكبير جداً يتجلى في الوجوه الجديدة في المعرض. وعن المعارض التي تقام في «تشكيل»، نوّه حور بأن تشكيل يقيم أكثر من معرض جماعي خلال السنة، وهذه المعارض تدعم الفنانين بشكل كبير، موضحاً أن المراكز الفنية التي تدعم الفنانين بشكل كبير ليست كثيرة في الإمارات، وما يميز ما يقوم به «تشكيل» هو العمل وفق نظرة متقدمة في مجال الفن. وأشار إلى أن المعرض يقام طوال فترة الصيف، إذ يستمر حتى 10 سبتمبر، كما ستكون هناك مجموعة كبيرة من ورش العمل في المركز خلال الصيف. موضوعات المعرض عالجت نمو المجتمع الإماراتي وتنوّعه وتفاصيل الحياة اليومية.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :