تدرس الإدارة الأمريكية، فرض ثلاث حزم جديدة من العقوبات ضد تركيا، تتعلَّق بإصرار الأخيرة على مواصلة شراء نظام صواريخ «إس - 400» الروسي، ونقلت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن ثلاثة مصادر مطلعة أنَّ مسؤولي مجلس الأمن الوطني ووزارتي الخارجية والخزانة يناقشون فرض عقوبات تستهدف الاقتصاد التركي «المضطرب بالفعل». يأتي ذلك في إطار تعهُّد الولايات المتحدة منذ أشهر قطع مبيعات نظام «إف – 400» إلى تركيا، إذا أصرَّت الحكومة التركية على شراء النظام الروسي، وأوضحت المصادر (طلبت عدم ذكر أسمائها) أنَّ العقوبات قد تستهدف عددًا من الشركات التركية الحيوية في قطاع الدفاع، وذلك بموجب قانون (مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات)، وهو قانون يستهدف الكيانات والهيئات التي تتعامل مع روسيا. وبحسب المصادر، قد تفرض إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العقوبات الجديدة بدءًا من شهر يوليو المقبل، وهو الموعد المقرَّر لاستقبال تركيا مكونات نظام «إس– 400»، لكن الرئيس ترامب لم يتخذ قرارًا نهائيًا في هذا الشأن قبيل أعمال قمة مجموعة العشرين المقامة في اليابان، الأسبوع المقبل؛ حيث من المقرَّر أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن شأن تلك العقوبات تقويض تعاملات الشركات التركية مع النظام المالي الأمريكي، ما يعني أنَّه أصبح من الصعب بالنسبة لهم شراء مكونات أمريكية الصنع ضرورية من أجل بيع منتجاتهم داخل الولايات المتحدة. ونقل تقرير «بلومبرج» عن مسؤول بالإدارة، طلب عدم ذكر اسمه: أنَّ «الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة لتحذير تركيا من المضي قدمًا في شراء النظام الروسي، كما قدَّمت الإدارة أفضل العروض على الإطلاق لنظام (باترويت)». وألقت تلك الأنباء بظلالٍ سلبية على أداء الليرة التي تراجعت حوالي 1.5%، في تعاملات اليوم الأربعاء، ليضيف ذلك إلى أدائها المضطرب بالفعل منذ أشهر. وتدهورت العلاقات الأمريكية– التركية خلال السنوات الماضية، وخصوصًا مع إعلان الرئيس التركي أردوغان شراء نظام «إف– 400» الروسي. ويواجه ترامب ضغوطًا متزايدة من كلا الحزبين داخل الكونجرس، الذي يدفع من أجل إجبار تركيا على التخلِّي عن شراء نظام «إس – 400» الروسي، واستبداله بنظام صواريخ «باترويت» أمريكي الصنع. ويعول الكونجرس على أنَّ عقوبات قانون (مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات) إلزامية، ولا يمكن لتركيا تجنبها إذا واصلت شراء النظام الروسي. ورغم التحذيرات الأمريكية، ترفض تركيا التراجع عن شراء النظام الروسي، وقالت المصادر: إنَّ «أردوغان يعتقد أنَّ بإمكانه إقناع ترامب، بعيدًا عن باقي أعضاء إدارته، بأنَّ شراء النظام الروسي لم يمثل أي عقبة أمام العلاقات الثنائية بين البلدين».