أثار إلقاء القبض على نجم المنتخب الفرنسي، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، ميشيل بلاتيني، بسبب اتهامات ضلوعه في أكبر عملية فساد رياضي في التاريخ، بالتآمر لمنح قطر تنظيم كأس العالم 2022، بدلاً من الملف الأقوى وقتها، وهو ملف الولايات المتحدة، تجدد الدعوات بالصحف البريطانية لتجريد قطر من المونديال، على ضوء استمرار كشف فضائح ملفها لاستضافة البطولة. وفي هذا المجال، نشرت صحيفة «ذا صن» تصريحات النائب داميان كولينز، الذي يترأس هيئة الثقافة والإعلام والرياضة بمجلس العموم البريطاني، التي أشار فيها إلى أنه يجب تجريد قطر من كأس العالم 2022، إذا ثبت أنه تم شراء الأصوات، مؤكداً أن القضية لن تغلق، وقال: «قد يكون بالكاد أكثر خطورة من اعتقال رئيس سابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كجزء من تحقيق جنائي في عملية منح استضافة كأس العالم». واستطرد: «إذا كان هناك دليل على ارتكاب مخالفات، فعليها أن تحث على إجراء تحقيق شامل وواسع في قرار منح قطر كأس العالم». وأكمل: «إذا ثبت أن خرق قطر للقواعد والقوانين، فعليها أن تفكر في جميع العقوبات المناسبة، بما في ذلك نقل البطولة». ثم واصل: «ما يجب إثباته على خسارة قطر لكأس العالم، هو أن الأصوات قد تم شراؤها». من جانبه، تساءل الصحفي البريطاني، ديفيد كون، في مقاله في صحيفة «الجارديان»، حول إمكانية سحب ملف التنظيم من قطر، مشيراً إلى أن شبكة الفساد لم تشمل بلاتيني فقط، ولكنها ضمت أيضاً الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بجانب شبكة قنوات «بي إن سبورت» القطرية وصندوق الثروة السيادية. وأوضح: أن مكتب المالي الفرنسي «ممثل الادعاء العام»، يحقق في جريمة مالية خطيرة، منذ عام 2017 في احتمال وجود فساد فرنسي في التصويت، الذي منح قطر تنظيم كأس العالم. وكان بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في ذلك الوقت، وباعتباره أحد أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا المصوتين البالغ عددهم 22 عضواً في ديسمبر 2010، فقد أقر أنه صوت لصالح قطر. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية: أن الادعاء العام أبدى اهتماماً بشكل خاص بالغداء المشهور، الذي تم قبل تسعة أيام من التصويت، والذي حضره بلاتيني بدعوة من الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي. وقال بلاتيني: إنه عندما وصل إلى قصر الإليزيه، وجد أن ساركوزي كان معه تميم آل ثاني، الذي كان آنذاك ابن أمير قطر، ورئيس الوزراء آنذاك، حمد بن جاسم. وقال بلاتيني: إنه من الواضح أن ساركوزي يريد أن يتولى القطريون قيادة النادي الذي سانده، باريس سان جيرمان، وأن يصوت بلاتيني لصالح قطر لاستضافة كأس العالم. وقال بلاتيني لصحيفة الجارديان، قبل أسبوعين، في باريس، قبل مؤتمر الفيفا: إنه قرر أن يصوت لصالح قطر قبل الغداء، بعد أن نظر في البداية في دعم ملف الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف أنه عندما وصل إلى الغداء ورأى الضيوف، أدرك أن ساركوزي كان يدعم قطر، لكنه أصر دائماً على أنه لم يتأثر بذلك الأمر. وألقى الصحفي البريطاني الضوء على الأموال، التي ضختها قطر في فرنسا، مكافأةً لها على التصويت، مشيراً إلى أنه بعد ستة أشهر من منح كأس العالم للدوحة، استحوذت مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية، أحد أذرع صندوق الثروة السيادية في البلاد، على باريس سان جرمان، الذي كان يواجه صعوبات مالية كبير. وضخت المؤسسة القطرية مبالغ هائلة في النادي، حيث قامت بشراء نجوم من بينهم نيمار وكيليان مبابي. كما اشترت شبكة قنوات «بي إن سبورت» القطرية حقوق البث التلفزيوني للدوري الفرنسي، واستمرت في دفع أموال ضخمة مقابل حقوق كرة القدم الفرنسية منذ ذلك الحين. وطرح الصحفي البريطاني تساؤلاً في نهاية مقاله، هل يمكن سحب تنظيم البطولة من قطر؟ على ضوء استمرار كشف وسائل الإعلام العالمية عن الفساد الذي صاحب الملف القطري . من جانبها، وضعت صحيفة ميرور لائحة بخمس دول، بإمكانها أن تستضيف كأس العالم 2022، في حال جرد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قطر من حق الاستضافة. ورشحت الصحيفة البريطانية إنجلترا، التي قالت إنها لم تستضف كأس العالم منذ عام 1966، ولديها الملاعب والبنى التحتية المثالية لاستضافة مثل هذا الحدث. كما رشحت الولايات المتحدة، التي استضافت كأس العالم 1994، وتأهلت إلى دور الـ16، قبل أن تغادر البطولة على يد البرازيل التي توجت بها. ثالث الدول المرشحة إسبانيا، التي استضافت بطولة كأس العالم عام 1982، ووصلت إلى الجولة الثانية. ومنذ ذلك الحين، استمرت إسبانيا في السيطرة على الساحة الدولية من عام 2008 (أمم أوروبا) 2010 كأس العالم في (جنوب أفريقيا) إلى عام 2012 (أمم أوروبا)، وفازت بثلاث بطولات متتالية. كما رشحت الصحيفة البريطانية الأرجنتين، التي لم تستضف كأس العالم منذ فوزها بها عام 1978 بقيادة ماريو كيمبس، لكنها فازت بها للمرة الثانية عام 1986 في المكسيك. خامس المرشحين هولندا، التي لم تستضف كأس العالم ولم تفز بها، لكن تفاخرت ببعض من أفضل اللاعبين في اللعبة، بما في ذلك يوهان كرويف وماركو فان باستن.
مشاركة :