تسهم التقنيات الذكية المتطورة في توفير حلول أكثر فاعلية لصيانة العقارات، عبر التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، ومن ثم تفادي حدوث كثير من المشاكل المتعلقة بالأعطال المنزلية، عبر إرسال إنذار بحاجة بعض الأجهزة أو المواقع للصيانة، قبل الوصول لمرحلة التوقف الكامل عن العمل. وتوسعت الشركات العاملة بمجال إدارة وصيانة العقارات، خلال الفترة الأخيرة، في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأعطال، وهو ما يسهم في توفير المزيد من الوقت والجهد والتكاليف، وإطالة العمر الافتراضي للمبنى، بحسب أمجد عباس، الرئيس التنفيذي لشركة «ميزونيت»، المتخصصة في مجال تقديم حلول وبرمجيات تقنية بالقطاع العقاري. يقول عباس: إن كثيراً من الشركات العقارية باتت تهتم بتوفير خدمات صيانة ذكية، بحيث يتم تفادي المشاكل قبل حدوثها عن طريق الذكاء الاصطناعي، باستخدام تطبيقات إنترنت الأشياء. ويوضح: أنه من خلال هذه التكنولوجيا، يتم توفير جهاز إنذار خاص بكافة الأجهزة بالبناية أو الوحدة العقارية، مثل أجهزة التكييف أو المصاعد وغيرها، حيث يرتبط الجهاز بشبكة واي فاي، إذ يتم إرسال المعلومات للشبكة الرئيسية للشركة بشكل مستمر، بحيث يتم اكتشاف الأعطال قبل حدوثها، ليتم إبلاغ مسؤولي الصيانة، وهو ما يضمن تفادي المشاكل وحدوث الأعطال. وأشار إلى اهتمام ميزونت بالتركيز على الخدمات الذكية في تسهيل إدارة وصيانة العقارات، وهو ما يسهم في إطالة العمر الافتراضي، وخفض التكاليف، وفي ذات الوقت تحقيق السعادة ورضاء العميل سواء المستأجر أو مشتري العقار، ما يعزز من قيمة العقار. من جهته، أكد سمير بركات، المدير التنفيذي لشركة «بروفيس» لإدارة العقارات التابعة لشركة الدار العقارية، أن توسع الشركات في استخدام الحلول التكنولوجية في القطاع العقاري، يسهم في تحسين جودة الخدمات وتقليص النفقات، موضحاً أن الشركة تعمل حالياً على توفير تطبيق ذكي لتسهيل تواصل العملاء، وتقديم خدمات الشركة بشكل أكثر مرونة وسهولة. وأعلنت شركة «الدار العقارية» مؤخراً عن تأسيس شركة «بروفيس»، بهدف توفير حلول مبتكرة في إدارة العقارات، حيث تتولى «بروفيس» إدارة العقارات، التي كانت تديرها سابقاً فرق إدارة الأصول في «خدمة» و«الدار». وقال بركات: على سبيل المثال، فإن هذه التقنيات ترسل إشارة تؤكد أن جزءاً من جهاز التكييف يوشك على التعطل أو يحتاج لصيانة قبل التوقف تماماً، وهو ما يضمن تفادي حدوث الأعطال قبل حدوثها. وأوضح: أن التقنيات الذكية المستخدمة في صيانة وإدارة العقارات يجب أن يتم تجهيزها خلال مرحلة إنشاء المشروع والبنية التحتية، موضحاً أن هذه التقنيات متوافرة في معظم الدول الأوروبية منذ سنوات. وأضاف: أن هذه التقنيات تساعد، على سبيل المثال، في خدمات الدفاع المدني، بحيث يمكن للقائمين على الدفاع المدني معرفة مواقع الحرائق من مكاتبهم. يذكر أن دولة الإمارات شهدت، خلال العام الماضي، انطلاق مشروع «حصنتك»، الذي يعد أكبر نظام آلي متكامل في المنطقة، ويستهدف ربط ما يزيد على 550 ألف مبنى ومسكن خاص، بمنظومة ذكية شاملة لتوفير الأمن والسلامة العامة والوقاية من الحرائق مع نهاية العام 2021. ويعمل المشروع على تقوية منظومات الإنذار بالحريق والطوارئ في الدولة، عبر استخدام الأنظمة الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو أحد المبادرات التي أطلقتها الحكومة، ضمن خططها لتعزيز نظم الوقاية والسلامة في قطاع الدفاع المدني.
مشاركة :