ماذا يعني أن ترأس نادي الهلال؟ وماذا يعني أن تكون صاحب التوقيع الأول والقرار الأول في النادي الأول محلياً وقارياً؟ وماذا يعني أن تكون من يحرك الأرقام في النادي المتصدر في كل شيء.. وبالأرقام؟ رئاسة الهلال ليست صعبة، فكل دواعي النجاح موجودة، وجل من ترأس الهلال نجح في تحقيق بعض من طموحات مدرجه، وطموحات مدرجه لا حدود لها. ورئاسة الهلال ليست سهلة أيضاً، فأنت أمام مدرج لا يرحم، ومنافسين تختلف صورتهم تماماً عندما تكون المواجهة أمام الهلال، ولأن الهلال أيضاً ليس ناد اللعبة الواحدة والأمل الواحد..... والقرار الواحد!! رئاسة الهلال هي السهل الممتنع... سهلة إن ملكت مفاتحها، وعرفت دروب النجاح فيها، وعملت فيها بنظام الشورى وسماع الرأي الآخر، والإنصات لنصائح المحبين، وصعبة عندما تعتقد أنك ستنجح لوحدك، وأنك لست بحاجة للآخرين ليساعدوك في مهمتك. * * * يجلس رئيس الهلال على الكرسي، وأمامه ملفات عدة تنتظر الحسم والقرار السريع والمدروس، الأيام تمضي والموسم يقترب، وأي تأجيل أو تسويف سيترك تبعات غير محمودة في النهاية وستكون لها آثارها السلبية عندما يحين موعد الحصاد وجني الثمار وتعداد المكاسب. أمام إدارة الهلال ملف المدرب وهو ملف مهم ينبغي حسمه مبكراً، حتى يكون المدرب في الصورة ويكون شريكاً في اختيار الأسماء التي سوف تشاركه العمل، ويكون له رأيه في اللاعبين المحليين والأجانب أيضاً. وأمامها ملف اللاعبين الأجانب المقيدين في الفريق ممن شارك الموسم الماضي أو كان معاراً وانتهت إعارته، ولاسيما بعد تقليص عدد اللاعبين الأجانب، ولا شك أن تسريح البعض وإحلال آخرين أفضل منهم أمر مؤكد تفرضه متطلبات المرحلة المقبلة، والمستوى غير المقنع الذي كانوا عليه خلال الفترة الماضية. وأمام الإدارة ملف البحث عن لاعب مواليد مميز يقدم إضافة حقيقية للفريق في ظل تواضع مستوى اللاعب أحمد أشرف، وعدم تقديمه المردود الكافي خلال الفرص التي حصل عليها في الموسمين الماضيين. وأمام إدارة الهلال ملف اللاعبين المحليين وضرورة الاستغناء عن بعض المقيدين في الفريق وتدعيمه بآخرين، ولاسيما أن النقص حاصل وواضح جداً في عدد المراكز التي عانى منها الفريق كثيراً. وأمام الإدارة ملفات أخرى تتعلق بالتسويق والاستثمار ورفع إيرادات النادي وتقليص المصروفات وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى دراسة وتروِّ ومتخصصين للبت فيها، ويمكن العمل فيها بنفس أطول نوعاً ما، مقارنة بما تتطلبه الأمور ذات المساس المباشر في الفريق الكروي. * * * في الهلال اليوم إدارة منتخبة، أمامها أربع سنوات من العمل، والعمل هنا يجب أن يكون مؤسسياً يسهم في صناعة ناد قوي على كافة الأصعدة، ولا يضيره رحيل إدارة وقدوم أخرى. طالبنا كثيراً بالعمل المؤسسي في الأندية، وأقول هنا إن على الإدارة الجديدة أن تضع خططاً قصيرة المدى وخططاً طويلة المدى، وتسير فيهما على خطين متوازيين، بما يخدم حاضر الهلال ويؤمن مستقبله. وهنا أعيد ما قلته في هذه الزاوية في الثاني من أغسطس الماضي : إن « العمل المؤسسي في الأندية الرياضية، ضرورة تفرضها متطلبات المرحلة الحالية، وهو توطئة حقيقية لمرحلة الخصخصة التي تلامسها الرياضة السعودية أو تكاد. الأندية السعودية تحتاج اليوم أكثر من ذي قبل إلى العمل المؤسسي المنظم، الذي لا يتضرر من استقالة رئيس ولا حضور آخر، وتحتاج إلى هياكل تنظيمية وأدلة إجراءات وسياسات تحرك عجلة العمل فيها، فلا تتوقف لأي عارض، وأن يتم التنظيم المالي وإعداد قوائم مالية في فترات دورية توضح الموقف المالي للنادي من أجل ضبط المصروفات وضمان السيطرة على الديون قبل تضخمها، وعندما يحدث ذلك، لن تكون ثمة مشكلة عندما يغادر رئيس ويحضر آخر، على النقيض مما كان يحدث في السنوات السابقة، حيث يغادر الرئيس النادي تاركاً الحمل على الرئيس الجديد، فيتورط الأخير بمواجهة ديون ومطالب لا قبل له بها، ويكون مهموماً بمعالجة أخطاء من سبقوه، وما من شك أن كرة الثلج ستكبر وتكبر حتى يصعب التدخل ويصبح أمر إيقافها محفوفاً بالمخاطر، ولك أن تتخيل كيف سيكون حال الأندية اليوم لولا تدخل سمو ولي العهد التاريخي في رمضان الماضي الذي عالج مشكلة الديون، وفتح للأندية باباً واسعاً للعمل المريح والتخطيط للمستقبل فقط. العمل في الأندية يحتاج التوجه إلى ترك عقلية الفرد إلى عقلية المؤسسة، وهي «العقلية التي تفكر وتخطط وتنفذ وتقود بطريقة منهجية منظمة» ووفق استراتيجيات واضحة وسهلة الاستيعاب والتنفيذ، تضمن تحقيق الأهداف في الوقت المناسب، ما يحقق حالة من التكامل والاستقرار والموضوعية والاستمرارية في العمل، ووفق خطى ثابتة وواضحة، تستفيد من جميع العناصر البشرية والإمكانيات المالية المتاحة، مع الاستفادة من تجارب السابقين وطرقهم في تجاوز العقبات». * * * كل الدعاء بالتوفيق والنجاح للأستاذ فهد بن نافل خلال رئاسته الهلال في السنوات الأربع المقبلة .. وأن تكون فترته الرئاسية المقرر أن تمتد إلى أربع سنوات مقبلة عنواناً لإنجازات هلالية جديدة وحضور أزرق مختلف باهٍ مميز، كعادة الهلال في كل الأحوال.
مشاركة :