اكتئاب ما بعد الولادة يهدد الآباء بصمت

  • 6/20/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أشارت دراسة بريطانية جديدة صغيرة ومحدودة النطاق إلى أن الأمهات والآباء، على حد سواء، يمكن أن يعانوا من اكتئاب ما بعد الولادة (PPD)، إلا أنه غالبا ما يتم إهمال أعراض هذه الحالة لدى الرجال. وكشفت الدراسة الاستقصائية أن الرجال يظلون "غير مرئيين"، إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم العامة لاكتئاب ما بعد الولادة. ويقول الباحثون إنه يجب أن يكون هناك وعي أكبر بأن اضطراب الصحة العقلية يمكن أن يحدث في أي من الوالدين، لمدة تصل إلى سنة بعد ولادة الطفل. اكتئاب النساء حتى الآن، لم تفحص سوى القليل من الدراسات كيف ينظر الجمهور إلى اكتئاب ما بعد الولادة، وركزت معظم هذه الدراسات على حالات الأمهات. وعلى الرغم من أن معدلات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة تبدو متقاربة بعض الشيء، حيث تبلغ ما بين 6 إلى 13% لدى الأمهات الجدد، وبين 8 إلى 11% لدى الآباء الجدد، إلا أنه غالبا ما يتم تشخيص النساء فقط بهذه الحالة. التشخيص الخاطئ يؤكد الباحثون أن الآباء الجدد، مثل الأمهات تماما، يمكنهم مواجهة القلق والاكتئاب والصدمات النفسية، ويكافحون كذلك من أجل الارتباط بأطفالهم، إلا أنهم لا يحصلون على تشخيص صحيح للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وهذا يحرمهم بالتالي من الحصول على علاج للمشكلات العقلية، التي يواجهونها بعد ولادة أطفالهم. صعوبة التعرف يجادل الباحثون بأن بناء النوع الاجتماعي هو المسؤول جزئيا على الأقل في هذا التجاهل تجاه الآباء، حيث إن العديد من المجتمعات الحديثة يرون الرجال قساة مقابل ضعف النساء. ودرس الباحثون 406 متطوعين، تراوحت أعمارهم بين 18 و70 عاما، قرأوا مقالة قصيرة تصف مواقف متطابقة تقريبا مع المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة، دون تحديد الجنس. ووجد الباحثون أن المشاركين واجهوا صعوبات أكبر في التعرف بدقة على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة لدى الآباء مقارنة بالحالة ذاتها لدى النساء. كما توصلت النتائج إلى أن المشاركين كانوا أكثر قدرة على وصف حالة الإناث بالاكتئاب (على الرغم من أن الأقلية وصفت الحالة بشكل صحيح بأنها اكتئاب ما بعد الولادة)، فيما يرجحون أن المشكلة تتعلق بالإجهاد أو الإرهاق، عندما يتعلق الأمر بالذكور.

مشاركة :