في العام 1947 نشرت الشاعرة والناقدة العراقية نازك الملائكة قصيدتها المعروفة "الكوليرا" في بيروت لتعلن بذلك مولد شكل شعري جديد وهو الشعر الحر أو شعر التفعيلة الذي يتحرر من الأوزان والقوافي، وتبعها في ذلك بدر شاكر السياب، وبرع فيه عدد كبير من شعراء الوطن العربي منهم: صلاح عبد الصبور وأمل دنقل ومحمود حسن إسماعيل وأحمد عبد المعطي حجازي من مصر، وأدونيس وخليل حاوي من لبنان، ونزار قبّاني من سوريا، وفدوى طوقان، ومحمود درويش وسميح القاسم من فلسطين، ومحمد الفيتوري ومحيي الدين فارس من السودان. الملائكة، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم الخميس، قالت عن تجربتها مع الشعر الحر في كتابها "قضايا الشعر الحديث": إن أول قصيدة حرة الوزن تُنشر قصيدتي المعنونة "الكوليرا"، نشرت هذه القصيدة في بيروت ووصلت نسخها بغداد في أول كانون الأول 1947م، وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان بدر شاكر السياب "أزهار ذابلة" وفيه قصيدته حرة الوزن له من بحر الرمل عنوانها "هل كان حبًا" وقد علّق في الحاشية بأنها من "الشعر المختلف الأوزان والقوافي" على أن ظهور هاتين القصيدتين لم يلفت نظر الجمهور، وكان تعليق مجلة العروبة على قصيدتي هو التعليق الوحيد على هذه النقلة في أسلوب الوزن".وبعد عامين أصدرت الملائكة ديوان "شظايا رماد" الذي تضمن مجموعة من القصائد الحرة، وضمت للديوان مقدمة تمهد فيها للقارئ والمثقف العربي قبول ذلك اللون الشعري، وتفاعلت الملائكة مع قبول المثقفين لديوانها وذلك الجدل الذي أحدثه، تابعت الردود الساخطة أيضا والساخرة، وأزعجها تنبؤ البعض بالفشل لمثل هذه التجارب الأدبية، ولم تكن ردود الرضا في شكل مقالات وتعليقات صحفية، لكنها كانت في شكل اتجاه بعض الشعراء ناحية ذلك الشكل ونشر قصائدهم في الصحف، مثل عبد الوهاب البياتي في ديوانه "ملائكة وشياطين" والسياب في ديوانه "أساطير"، حتى اتسعت ونمت تلك التجربة.يشار إلى أن نازك الملائكة، شاعرة وناقدة عراقية، ولدت في بغداد في 23 أغسطس من العام 1923، وعملت في جامعة الكويت، وأصدرت عددا من القصائد الهامة، ورحلت في 20 يونيو من العام 2007.
مشاركة :