عواصم - وكالات - دخل التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن، أمس، مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، مغ إعلان إيران أنها أسقطت طائرة «تجسس» أميركية فوق أراضيها، فيما أكدت الولايات المتحدة أن الاستهداف كان في المجال الدولي، ولوح رئيسها دونالد ترامب برد عسكري.وبُعيد تأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الإيرانية استهدفت وأسقطت طائرة استطلاع مسيرة تابعة للبحرية الأميركية، كتب ترامب، في تغريدة لا تخلو من تهديد، «إيران ارتكبت خطأ جسيماً!».وقال لاحقاً، في تصريحات للصحافيين بالبيت الأبيض، مساء أمس، إن «الطائرة المسيرة كانت غير مسلحة وكانت في المياه الدولية بصورة واضحة ولدينا ما يوثق ذلك، والأمر كان سيختلف كثيراً لو كانت مأهولة».ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب إيران رداً على إسقاط الطائرة، قال «ستعرفون قريباً».وأشار إلى أنه لا يشعر أن إدارته تدفعه نحو الصراع، بل انها تفعل «عكس ذلك تماماً في بعض الحالات».وفيما حذر السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام من أن الوقت يوشك على النفاد لتفادي النزاع مع إيران، داعيا البيت الأبيض للرد بقوة على أي حوادث جديدة في مضيق هرمز، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن واشنطن لا ترغب في الحرب مع إيران، محذرة في الوقت نفسه من أن «الوضع خطير». ومع تفاقم القلق الدولي، أعلن الإليزيه عزمه على المساهمة في خفض التصعيد، في حين وجهت روسيا، على لسان رئيسها فلاديمير بوتين، تحذيراً من أي استخدام للقوة من قبل الولايات المتحدة ضد إيران، معتبرة أنه «سيقود إلى كارثة في المنطقة». وبالعودة إلى الحادثة، لم تخلُ الروايتان الأميركية والإيرانية للواقعة من تضارب بشأن مكان إسقاط الطائرة، وما إذا كانت دخلت المجال الجوي الإيراني أم كانت تحلق في المجال الدولي.وذكر «الحرس الثوري» الإيراني، في بيان، أن «نيران الدفاع الجوي للحرس أسقطت طائرة تجسس أميركية مسيرة» اخترقت، ليل الأربعاء - الخميس، المجال الجوي للجمهورية الإسلامية في محافظة هرزمكان المحاذية لمضيق هرمز الاستراتيجي. وأضاف أن الطائرة من طراز «غلوبال هوك» (تصنعها الشركة الأميركية «نورثروب غرونمان»)، «أُسقطت في منطقة كوه مبارك بعدمت اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية».وذكر مصدر مطلع في «الحرس» أن حطام الطائرة سقط في المياه الإيرانية عند منطقة رأس الشير في مياه الخليج. بدوره، قال القائد العام لـ«الحرس» اللواء حسين سلامي، إن «انتهاك حدود جمهورية إيران الإسلامية يمثل خطنا الأحمر... إيران ردت وستواصل الرد دوما بقوة على أي دولة تنتهك مجالنا الجوي». وأضاف هذه «رسالة واضحة وقاطعة بأن المدافعين عن الوطن الإسلامي جاهزون للرد على كل عدوان أجنبي، وردنا سيكون قاطعاً وجازماً... نحن لا نسعى إلى الحرب لكننا في أتم الجاهزية إذا ما وقعت الحرب».ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن بيان لـ«الحرس الثوري» أن أجهزة التتبع وتحديد هوية الطائرة كانت قد أغلقت «في انتهاك لقواعد الطيران وكانت تتحرك في سرية تامة» عندما تم إسقاطها.ودانت وزارة الخارجية الإيرانية «انتهاك الطائرة المسيرة للمجال الجوي الإيراني»، وحذرت من عواقب مثل هذه التحركات «غير القانونية والاستفزازية». وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده تعتزم إحالة مسألة اسقاط الطائرة على على الأمم المتحدة، لتثبت أن «الولايات المتحدة تكذب» وأنها هاجمت الجمهورية الإسلامية.في المقابل، قال الجنرال جوزف غواستيلا الذي يقود القوات الجوية الأميركية في المنطقة إن الطائرة «كانت على بعد نحو 34 كلم من أقرب نقطة في إيران» عندما اسقطتها طهران بصاروخ أرض - جو فوق مضيق هرمز,وأضاف أن «هذا الهجوم الخطير والتصعيدي هو هجوم غير مسؤول ووقع في منطقة ممرات جوية معروفة بين دبي والإمارات وعُمان، وربما شكّل خطرا على حياة المدنيين الأبرياء». وفي وقت سابق، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات الإيرانية أسقطت «من دون أي مبرر» طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأميركية كانت «في المجال الجوي الدولي».وأوضحت قيادة الأركان الأميركية، في بيان، أن «الأنباء الإيرانية التي أفادت بأن الطائرة كانت تحلق فوق إيران خاطئة».وقال الناطق باسم البحرية الأميركية في وزارة الدفاع (البنتاغون)، بيل أربان، «إنه هجوم غير مبرر، ولم يسبقه استفزاز، لطائرة مراقبة أميركية في المجال الجوي الدولي».من ناحيته، قال مسؤول أميركي لـ«رويترز» إن موقع حطام الطائرة موجود في المياه الدولية في مضيق هرمز، وإن قطعا بحرية أميركية توجهت لتلك المنطقة، بما يناقض رواية إيران عن إسقاط الطائرة.ووفق شركة «نورثروب غرونمان»، فإن «إم كيو 4 سي ترايتون» قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة على ارتفاع يزيد على 16 كلم ويبلغ مداها 8200 ميل بحري.
مشاركة :