قالت الحكومة الأمريكية، الخميس، إن فرض عقوبات اقتصادية على تركيا لاعتزامها شراء منظومة دفاع صاروخي روسية مازال خيارا “واردا جدا” بينما توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد في حالة اتخاذ مثل هذه الخطوة. وقال كلارك كوبر مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن الولايات المتحدة ودولا أخرى حليفة بحلف شمال الأطلسي ما زالت في مباحثات مع تركيا لحل هذا الخلاف. وأضاف كوبر اثناء زيارته لبروكسل حيث يوجد مقر الحلف “البحث عن حل ما زال ممكنا اليوم لكن فرض عقوبات يظل أمرا واردا جدا في هذه المرحلة”. وفي إسطنبول قال أردوغان إنه لا يتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب عزمها شراء منظومة دفاع صاروخي روسية، لكنه سيرد إذا قامت بذلك. وكرر أردوغان، في مؤتمر صحفي نادر لوسائل الإعلام الأجنبية، القول إن شراء منظومة صواريخ إس–400 الروسية بات أمرا محسوما وأضاف أن على الولايات المتحدة التفكير مليا قبل فرض عقوبات على عضو في حلف شمال الأطلسي. وقال أردوغان “أنا لا أرى أي إمكانية لمثل هذه العقوبات” لكنه استدرك قائلا إنه في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات “فسيكون لدينا عقوباتنا الخاصة بنا”. وهددت واشنطن مرارا بفرض عقوبات ما لم تتراجع أنقرة عن صفقة شراء منظومة إس–400. وقال أردوغان إن تسليم المنظومة سيبدأ في النصف الأول من يوليو تموز. ويستند توقع أردوغان بعدم فرض عقوبات أمريكية على بلاده فيما يبدو على علاقته الشخصية بالرئيس دونالد ترامب. وقال أردوغان “أقول هذا بكل صراحة وصدق، علاقاتنا مع ترامب في وضع يمكنني القول عنه إنه جيد للغاية… ففي حالة وقوع أي مشكلات، نجري اتصالات هاتفية على الفور”. وذكر أردوغان أنه سيناقش المسألة مع ترامب في قمة مجموعة العشرين في اليابان في نهاية يونيو حزيران وأن المشكلة تتعلق إلى حد كبير بالمسؤولين الأمريكيين الآخرين. وأضاف “عندما نجري محادثات مع المسؤولين الأقل مرتبة من ترامب، نرى أن العديد لا يستطيعون التوافق مع مسؤولينا، وأحد الأمثلة على ذلك هو (صفقة) إس–400“. وقال كوبر إنه لا توجد خلافات بين المسؤولين الأمريكيين أو مع الأعضاء الآخرين بحلف شمال الأطلسي حول هذه القضية. ويحتدم الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة منذ شهور حول هذه القضية. وتقول واشنطن إن منظومة إس–400 لا تتوافق مع شبكة الدفاع الخاصة بحلف شمال الأطلسي ويمكن أن تشكل تهديدا لمقاتلات إف-35، وهي طائرة تساعد تركيا في إنتاجها وتعتزم شراءها. وقد يؤدي فرض الولايات المتحدة حتى لعقوبات طفيفة على تركيا إلى تراجع حاد في قيمة الليرة. وكانت قيمة العملة التركية قد انخفضت بنسبة 30%، ما دفع أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط إلى الركود العام الماضي. وهوت قيمة العملة التركية بنسبة إضافية قدرها 10% هذا العام، ولا يزال القلق يسود الأسواق التركية. وقال أردوغان إن تركيا أرادت شراء صواريخ باتريوت من الولايات المتحدة لكن العرض كان لا يقارن بأي شكل من الأشكال مع نظيره الروسي. وقال كوبر إن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بحلف الأطلسي مازالوا يلحون على تركيا لتزويدها بنظام دفاعي صاروخي بديل لكنه لم يقدم تفاصيل بشأن ما قُدم من إغراءات، إن كان هناك أي شيء جديد، يجعل العرض الأصلي أفضل. وقال أردوغان إن تركيا ستلجأ إلى المحاكم الدولية وستطالب باسترداد المبالغ التي سبق أن دفعتها لشراء مقاتلات إف-35 إذا لزم الأمر.
مشاركة :